حذر الشيخ تيسير بيوض التميمي، قاضي قضاة فلسطين، والارشمنديت عطا الله حنا، الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية، من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة ضد المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وأكدا أن جدار الفصل العنصري، الذي تقيمه سلطات الاحتلال حول المدينة، يهدف إلى تغيير طابعها، وفصلها عن محيطها الفلسطيني. وأكد التميمي وحنا في مؤتمر صحافي مشترك في مركز الإعلام في مدينة البيرة اليوم على العلاقة المميزة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، كنموذج يحتذى به في العالم، ورفضهما كافة المحاولات الرامية إلى زرع بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الفلسطيني بكافة طوائفه وتياراته. وأشارا إلى الفعالية التي تنظم في الرام، شمال مدينة القدسالمحتلة، حيث يخوض الدكتور عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ومجموعة من الشخصيات، بمن فيهم التميمي وحنا، إضرابا عن الطعام، احتجاجا على الجدار العنصري، وللفت أنظار العالم إلى هذه القضية، عشية إصدار محكمة لاهاي قرارا بشأنه. ودعا رجلا الدين البارزان إلى أوسع مشاركة عربية في فعاليات تضامنية مع المضربين، وتعميم خيام الاعتصام على كافة العواصم والمدن العربية. واستعرض التميمي جملة الاعتداءات، التي نفذتها قوات الاحتلال، في الآونة الأخيرة، ضد المسجد الأقصى المبارك، والتي كان آخرها يوم أمس الثلاثاء، عندما قامت مجموعة من اليهود المتطرفين باقتحام باحات المسجد الأقصى، تحت حماية قوات الاحتلال، ومحاولتهم أداء طقوس استفزازية، قرب المصلى المرواني، الأمر الذي قاومه سدنة المسجد الأقصى بالقوة، مما جعلهم عرضة للاعتداء بوحشية على أيدي شرطة وجنود الاحتلال، الذين اعتقلوا عددا منهم. ومن هذه الانتهاكات الحريق المفتعل، الذي أشعله المتطرفون اليهود قبل بضعة أيام في الأنفاق، التي حفرتها سلطات الاحتلال تحت المسجد، والتي أدت إلى انبعاث أدخنة كثيفة إلى مسجد البراق، وهو ما زعمت سلطات الاحتلال أنه ناجم عن إحراق قصاصات أوراق، وإشعال شموع في ساحة البراق من قبل اليهود، الأمر الذي تكذبه كمية الدخان المتسرب، كما قال. كما أشار إلى مسلكيات الجماعات المتطرفة، التي تدخل في العادة على هيئة سياح، من أعمال مشينة على مرأى من المصلين، بهدف المس بحرمة المسجد. وحذر من مغبة إقدام هذه العصابات وحكومة الاحتلال على تفجير ألغام في أسفل المسجد الأقصى، عبر الأنفاق المحفورة تحته لتدميره، أو إطلاق غازات سامة للمس بالمصلين، خاصة وأنهم لا يخفون نواياهم في إقامة هيكلهم المزعوم. وجدد التميمي التأكيد على الحكم الشرعي الصادر عن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، والذي يحرم فتح باب السياحة أمام اليهود وغيرهم، لما قد يشكله ذلك من خطر محدق بالمسجد والمصلين، علما أن الذي أحرق المسجد في العام 1969 هو يهودي متطرف دخل على هيئة سائح. وأشار إلى معلومات سربتها وسائل إعلام إسرائيلية بشأن لقاء أردني إسرائيلي عقد سرا "لتنسيق دخول السياح إلى المسجد الأقصى بما في ذلك اليهود". ودعا في هذا السياق "الأشقاء الأردنيين لتقديم توضيحات بهذا الخصوص، إن كان الأمر صحيحا أم لا". ودعا التميمي المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس للمبادرة إلى عقد اجتماعين طارئين في أسرع وقت ممكن، لبحث سبل حماية المسجد الأقصى والمقدسات. من جهته، أكد الأب عطا الله حنا وقوف كافة الكنائس في فلسطين مع المسلمين في نضالهم للدفاع عن المسجد الأقصى. وقال إن أي اعتداء على الأقصى هو اعتداء على القدس وعلى كنيسة القيامة. وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية لا تقتصر على المسجد الأقصى وإنما تطال أيضا الكنائس ورجال الدين المسيحيين وهو واحد منهم. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تزال تفرض عليه إقامة جبرية، وتحرمه من السفر، وتصادر جوازات سفره، بهدف الحيلولة دون استمرار تواصله مع العالم، وفضح الممارسات الإسرائيلية. وناشد كافة المنظمات الحقوقية التدخل من أجل وقف هذا العدوان، الذي لا يستهدفه شخصيا، بل يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية، التي لم ينقطع وجودها في هذه الأرض منذ ألفي عام. وأعلن حنا تأسيس المنتدى الوطني الإسلامي المسيحي بمباركة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ونية عقد مؤتمر وطني إسلامي مسيحي عام في رام الله في العاشر من شهر آب (أغسطس) المقبل، للإعلان عن تأسيسه، بهدف تأكيد العلاقة المميزة بين المسلمين والمسيحيين في الأراضي المقدسة، كما قال.