المتسولون بأدب في شوارع المدن العراقية يحملون بايديهم العلكة وينادون عليها في التقاطعات ويستعطفون اصحاب السيارات بطريقة مكشوفة.والطرفان يدركان إنها طريقة للتسول ,السائق يهب المتسول شيئا من المال ويرد إليه العلكة. في واحدة من المرات زار رجل دين إحدى القرى الفلاحية في الريف العراقي( سابقا) .لأن الريف إنقرض حاليا,وأراد أن يعظهم بموعظة تقربهم الى عالم الروحانيات وكانوا معتادين على السوالف المكسرة وبجهل.قال لهم .إن عقوبة الرجل الذي يطأ بهيمة هي أن تسلط تلك البهيمة عليه لتعضه من مكان ما في جسمه,وكان معروفا وطأ البهائم.طبعا هو لم يقل لهم إن الحكم الشرعي يقضي بقتل الواطئ والموطوء أي الرجل والبهيمة معا ,لأنهم حينها لن يصدقوه وقد يرمونه باحذيتهم المتهالكة ,وأراد أن يخفف عنهم وطأة التحذير لكي لايخيفهم ويبعث اليأس في نفوسهم ,وقد يحرم نفسه من بعض المزايا التي تقدم له في مثل تلك الزيارات. أحد الحاضرين من كبار السن ويبدو إنه وطأ الكثير من البهائم رد ساخرا..رحنا علوج بحلوك المطايا!! ومعناه بالفصيح .إننا سنقضي كالعلكة في فم الحمير لأنها ستشبعنا عضا علها تقتص منا.. في الصباح كانت الدوريات التي تملأ الشوارع لرجال مرور تشعرك إنهم لايبحثون عن ملتزمين بالقانون ومتقيدين به بقدر بحثهم عن طريقة لإصطناع مخالفة يغرم على إثرها السائق بغرامة لايستحقها ويدفعها مرغما. لاأدري مالذي دفعني لتذكر حكاية الواطئ والموطوء والعلكة والمتسولين بها في الشوارع؟ وربما يعود السبب الى شعوري بأن تطبيق القانون يجري بفوضوية وإنتقائية بشعة يتم من خلالها تطبيق موارد القانون بالقدر الذي ينتفع به رجل المرور في الشارع الذي يتوسل طريقة تظهرالسائق مخالفا ويستحق الغرامة. سواق السيارات يعلقون على توقيتات تسجيل المخالفة فإذا كان في الصباح قالوا..يريدون شراء طعام الأفطار .وإذا كان الوقت مساءا علقوا بالقول..إجا وقت العشا. الربط حاصل بين إحتيال المتسول بالعلكة وإحتيال رجل المرور بالطريقة التي تؤمن له تسجيل مخالفة يكسب منها مالا !وبالطبع فليس كل رجال المرور يفعلون ذلك لكننا في أحيان نرى البعض منهم يحتال من أجل الحصول على السحت الحرام.وحذار من إستمرار ظاهرة الفساد لانها قد تهلك العراق .ياناس.