ونحن نهنئ الزميل خليل الهاشمي بإعادة انتخابه رئيسا لفيدرالية الناشرين، نعتقد أن هذه الثقة المتجددة لن تكون بدون ثقل خاص. فالزميل الهاشمي يعرف كما يعرف كل الناشرين، أن العاصمة الاقتصادية همشت بشكل ملحوظ العاصمة السياسية والإدارية فيما يتعلق بتدبير الشأن الصحفي، وكأن الصحف قد هاجرت من الرباط ولم يعد يصدر فيها أي منشور، والحال أن الأمر غير ذلك، إذ بفعل احتضانها للنخبة السياسية ولمركز القرار، لا زالت الرباط تحتضن الصحف الصانعة للرأي السياسي بدءا بأقدم صحيفة في المغرب، لولا أن الزواج غير السليم ما بين المال والصحافة وتحول العديد من المنشورات إلى ملاحق لموائد عالم الأعمال جعل الكفة تميل لصالح الدارالبيضاء وإن على المستوى الكمي بدل النوعي. ولابد أن الكثيرين يستحضرون كيف أنه في زمن ولى كانت العاصمة الرباط مهدا لنقباء الصحافة والناشرين، قبل أن يستقل الصحافيون بنقابتهم والناشرون بهيئتهم. والمؤكد أن عملية الفصل هذه لم تفد الجسم الصحفي في شيء بقدر ما وسعت الهوة في الرأي والموقف. ولأن أول امتحان للسيد الهاشمي في ولايته الثانية سيكون هو قانون الصحافة، الذي يختلف حوله الرأي بين النقابة وهيئة الناشرين، فإن هذه المحطة ستكشف عن الإيجابي والسلبي في تعاطي الهيئتين مع إشكالية من صميم المهنة، التي هُرب شأنها إلى أطراف هرولت شرقا وغرباً لتستقر على لا شيء. ولأن الوقت وقت جد في الإصلاح الشامل، فإنه من غير المقبول أن تكون الصحافة استثناء. جريدة أصداء