لخامس مرة تتوقف عجلة شبكة دولية لقرصنة بطاقات الإئتمان بأكادير، أبطالها ثلاثة شبان مغاربة بسحنة شقراء، وبقامات فارعة، وملابس أنيقة، وأوراق إقامة بالخارج. استطاعوا تمويه كثير من الأسواق بمدن مغربية مختلفة، فكانوا لا يطالبونهم بالبطاقة الوطنية مرفوقة ببطاقة الإئتمان. قصة هذه المرة تبدأ بإحالة الثلاثة على وكيل الملك بابتدائية أكادير يوم الأحد الماضي، من بينهم أخوين شقيقين. الأول من فرنسا والثاني من إسبانيا والثالث من الإمارات العربية المتحدة، يتحدرون جميعا من مدينة الدارالبيضاء من حي واحد، ويعيشون بهذه الأقطار بطريقة قانونية، غير أنهم فكروا في سلك طريق الربح السريع عبر استعمال 30 “كارط كيشي”، منها 4 بطاقات تخصهم غير أنها موقوفة بعد الاعتراض عليها من قبل النظام النقدي بأوروبا، و26 أخرى في أسماء زبناء أجانب من دول متفرقة تم تزويرها. مند شهر حل الثلاثي بالمغرب، وظل يعيش على ريع ما تجود به هذه البطاقات من مقتنيات بالأسواق الممتازة، والفنادق الفخمة، يقتنون سلعا أغلبها من الأجهزة الإلكترونية من أجل بيعها من جديد بأثمنة تقل بقليل عن السعر المدون في أوراق الاقتناء. كانت البداية بأسواق مدينة المحمدية، يبيعون المشتريات بمدينة البيضاء، ثم انتقلوا إلى مدينة الصويرة حيث قضوا بضعة أيام بفضل هذه البطاقات ومقتنياتها، بعدها حلوا بمدينة مراكش على متن سيارتهم من نوع فورد مرقمة بفرنسا، وكانت المدينة الحمراء أكبر سوق روجوا به بطاقاتهم المزورة، مثلما فعلت الشبكات السابقة الموقوفة، من خلال الفنادق الفخمة والأسواق التجارية ذات العلامة التجارية الدولية والوطنية. فقد قضوا أياما هادئة وحلوا بأكادير التي كانت آخر محطة تتعثر بها عجلة نصبهم واحتيالهم، لم يكونوا يعتقدون أن سجن إنزكان السيء الذكر ينتظرهم ليلتحقوا بزملاء لهم سبق أن روجوا مثل هذه البطاقات. أقام الثلاثي ثلاثة ايام بأكادير فانكشف أمره، فقد لاحظ مسيرو الأسواق الممتازة أن الثلاثي كثير التردد على بضائعهم، وأنهم يقتنون وحدات متعددة من كل بضاعة خصوصا الأجهزة الإلكترونية، لذلك شددوا على طلب البطاقة الوطنية للمقتنين غير أنهم تراجعوا إلى الوراء وعزفوا عن أداء مقتنياتهم، ليتم إخطار الفرقة المالية والاقتصادية التابعة للشرطة القضائية بأكادير بأمر هؤلاء. بناء على هذه المعلومة وبفضل تجربة مصالح أمن أكادير بعد توقيف أربع شبكات سابقة، فقد باشر الأمن عمليات الترصد، مقتفيا اثر المهاجرين، ووتم إشعار الأسواق الممتازة، والأماكن التي تتعامل ببطائق الإئتمان بتوخي الحيطة والحذر، وتم تشديد الرقابة، إلى أن سقطوا متلبسين بمحاولة اقتناء بضائع بهذه البطائق، فبعد إخضاعهم وسيارتهم وشقتهم بالفندق للبحث ضبط بحوزتهم 30 ” كارط كيشي”، 22 بطاقة لدى واحد منهم، و البطاقات الثمانية المتبقية عثر عليها لدى الثاني والثالث. مركز النقديات الذي يراقب مختلف التعاملات والعمليات المشبوهة، توصل إلى أن البطاقات المحجوزة مزورة وتخص الغير، كما توصل إلى أن 4 بطاقات تخص الموقوفين غير أنها، معترض عليها من قبل النظام البنكي.