للمرة الخامسة على التوالي في ظرف سنتين، توقف الشرطة القضائية بأكادير عصابات دولية لقرصنة حسابات الغير ملايين السنتيمات سحبت من حسابات تخص الغير على المستوى الدولي، قبل أن تهتدي مصالح أمن أكادير إلى تفكيك الشبكة وتقديم عناصرها عصر أول أمس الإثنين أمام النيابة العامة بابتدائية أكادير. الشروع في تعقب العقل المدبر للعمليات، وهو من جنسية روسية، قادته الشرطة بعد أن حل المتهم بالمغرب لتصريف مخزونه من بطاقات الائتمان المقرصنة، قبل أن تتمكن من حجز 70 بطاقة بنكية مزورة تخص حسابات الغير. البداية كانت بورود معلومات على المستوى الوطني تفيد أن مجموعة حسابات بنكية، بعضها في ملكية أشخاص بدول أوروبية متعددة، تعرضت للنصب، وأن نظم المعالجة الآلية تعرضت للتزييف، مع تزوير الأشرطة المغناطيسية النحاسية للبطاقات البنكية كما تبين أن عمليات السحب تمت بين مدينتي مراكشوأكادير. تحركت بأمر من النيابة العامة المصالح التقنية للشرطة القضائية لتعقب أثر المتهمين، بعد أن بينت الأبحاث أن هذه البطاقات استعملت للحجز بفندق نادي سياحي بأكادير عبر الأنترنيت. هذا الخيط الرفيع بدا بعد تحريات دقيقة، وقاد المحققين إلى ضرب حراسة لصيقة بمشتبهين، والذين تم إيقافهما وإخضاعهما للتفتيش، حيث عثر بحوزتهما على 30 بطاقة كل واحدة قادرة على إنجاز عشر عمليات سحب قبل أن تصبح غير صالحة. وبينت التحقيقات أن هذه البطائق يتم تزويرها بروسيا في اسم طالبيها، وتستقدم من تركيا ورومانيا وأوكرانيا حيث توجد السوق السوداء للترويج، تزور في اسم طالبيها من المغرب أو غيره مقابل عمولات، بينما الحسابات تهم ضحايا من دول متفرقة. المغربيان أنجزا بالبطائق التي بحوزتهما عدة عمليات بأكاديرومراكش، واعترفا أن مزودهما الرئيسي فرنسي من أصل جزائري، فتم الانتقال إلى مراكش، وإيقافه عن طريق الحيلة في شرك الأمن، الفرنسي اعترف بعلاقاته بشبكات تزوير البطائق بأوروبا الشرقية، وأقر بأن مواطنا روسيا هو وسيطه الأساس لدى المافيا الروسية المتخصصة في قرصنة الحسابات البنكية على المستوى الدولي. الموقوف عثر بحوزته على 40 بطاقة مزورة لم تستعمل بعد. كما أن مجموعة من المؤسسات السياحية والخدماتية بمراكشوأكادير تقدمت بشكايات. الروسي المتهم حل بمراكش لترويج بضاعته، ولم تتمكن الشرطة من توقيفه بعد اختفائه، كما علم أن الشرطة تتعقب أثره بعد تحديد هويته من أجل اعتقاله وتقديمه رفقة المغربيين والفرنسي المعتقلين بسجن إنزكان. هي خامس عملية تتمكن الشرطة القضائية بأكادير من تفكيكها، واعتقل إثرها فرنسيان وأتراك، ورمانيان منهم من أدين بالسجن النافذ، ومنهم من مازال ملفه بيد قاضي التحقيق.