لم تمض إلا أياما معدودة على حادث محرقة عائلة كاملة بجماعة كماسة، حتى استفاق سكان دوار الممردة بإقليم شيشاوة، السبت الماضي،على جريمة قتل راح ضحيتها فلاح، ع.ص، يبلغ من العمر 42 سنة، متزوج وأب لطفلين، بعد تعرضه لطعنة قاتلة في بطنه بواسطة سكين، خلال محاصرته لشابين سرقا دابته بعربتها وباعاها بسوق مركز مزوضة.
وحسب مراسلنا، فإن تفاصيل الجريمة التي هزت أركان جماعة كماسة، تعود إلى طيش المراهقة، والرغبة في توفير مبالغ مالية لاقتناء المخدرات، حيث أقدم شابان، ينحدران من دوار ايت عبد الله بذات الجماعة، على سرقة دابة بعربتها من ضيعة الضحية المجاورة لمنزله، حيث كان يستغلها لقضاء أغراضه الفلاحية، بعدما انسلا ليلا إلى مكان ربط البهيمة وفكّوا رباطها وتوجهوا بها إلى "سبت مزوضة"، قاطعين مسافة تجاوزت 15 كلم لبيعها في سوقها الأسبوعي، وظلوا لساعات طوال دون أن يستطيعوا بيعها لعدم خبرتهما في مجال الإجرام من جهة ولحرصهم على مغادرة السوق قبل بزوغ ضوء النهار حتى لا يفتضح أمرهم، بعد أن ملوا من الانتظار، ومع قدوم أول الراغبين في اقتناء العربة تمكنوا من بيعها بمبلغ زهيد حدد في 400 درهم.
ومع بزوغ أولى أشعة الشمس في يوم صيفي حار توجه الضحية صوب المكان الذي اعتاد أن يربط إليه دابته، لتكون مفاجأته كبيرة عندما وجد الوثاق مرميا، وتيقن أن دابته قد سرقت، واستعان بأحد زملاءه في البحث عنها في كل أرجاء الدوار دون أن يعثرا على اثر لها، قبل أن يخبر من طرف احد الأشخاص أن دابته شوهدت في سوق "سبت مزوضة" يسوقها شابان في مقتبل عمرهما، لينتقل بمعية صديقه إلى المكان الموصوف، وبعد بحث مضن اهتدى إلى مكان اختباء السارقان، تحت قنطرة اتخذاها كمكان لتناول المخدرات، حيث حاول محاصرتهما، ففر احدهما هاربا، فيما فضل رفيقه القاصر مقاومة مالك الدابة قبل أن يوجه اليه طعنة بسكين على مستوى بطنه، وتدخل رفيق الضحية لشل حركة الجاني ليكون نصيبه ضربة طائشة أصابته بجرح غائر على مستوى جانبه الأيسر، وأطلق ساقه للريح وغادر مكان الجريمة دون ترك أي أثر يقود إلى إيقافهما.
وتم نقل الضحايا في حالة خطيرة إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش، حيث لقي صاحب العربة حتفه، فيما حضرت فرقة من عناصر الدرك الملكي بمجاط إلى مسرح الجريمة لفتح تحقيق لمعرفة هوية الجناة، وبعد تحسن الحالة الصحية لرفيق الهالك الذي أدلى بهوية وأوصاف مقترفي الجريمة، في اليوم الموالي، تمكن رجال الدرك من اعتقال الجناة ووضعهما تحت الحراسة النظرية بعد اعترافهما بالمنسوب إليهما في انتظار إحالتهما على النيابة العامة باستئنافية مراكش.