تمكنت عناصر الشرطة بمقاطعة تيكيوين التابعة لولاية أكادير، من تفكيك عصابة إجرامية مكونة من ثلاثة أشخاص متخصصة في سرقة العربات الخاصة, بعد أيام من سرقتهم سيارة خاصة بنقل البضائع نجحوا في تخدير صاحبها ومناولته حبوبا للهلوسة داخل كوب عصير بعدما أوهموه برغبتهم في نقل شحنة خشب خاص بأحدهم من منطقة «الدراركة» إلى أحد الأحياء بمدينة آيت ملول. وحسب مصادرنا، فإن تفاصيل القضية تعود إلى اللحظة التي طلب منها شخص ادعى أنه يعمل موظفا بعمالة إنزكان آيت ملول من سائق العربة المتخصصة في نقل الخضر والفواكه، مساعدته على نقل الخشب بمقابل مادي تم الاتفاق عليه مسبقا، وفي طريقهم التقوا بصاحب الصفقة الذي تسلم أمام عيني الضحية مبلغ 400 درهم لإيهامه بأن العلاقة بينهما لا تعدو كونها علاقة تجارية لا أقل ولا أكثر، كما ربطا الاتصال لحظتها بشخص ثالث طلبا منه إعداد الشحنة من أجل نقلها بشكل سريع تفاديا لتأخير السائق عن بقية أشغاله، لكن وبعد لحظات من احتساء المتورطين لفنجان القهوة، وشرب الضحية لكأس من العصير المُخدر، شعر السائق أثناء قيادته للسيارة بدوار في رأسه، اضطر معه إلى الوقوف بجانب الطريق، وبعد لحظات من فقدانه للوعي رماه الجناة بجانب الطريق وقادوا السيارة إلى وجهة غير معلومة، اتضح فيما بعد أنها مدينة الفقيه بن صالح. ومباشرة بعد نجاحهم في سرقة السيارة، عمد الجناة إلى تغيير لوحتها المعدنية بغية تأمين مسارهم وتفادي المراقبة الأمنية في الطرقات، كما حاولوا بيع السيارة بمدينة الفقيه بن صالح، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، ما اضطرهم إلى الاكتفاء ببيع العجلات الاحتياطية للسيارة وإطارها الحديدي الخلفي داخل سوق المتلاشيات المتواجد بالمنطقة، كما فشلت محاولات بيع أخرى قاموا بها في مدينة مراكش، وبعد أيام من البحث والتحري، تمكنت عناصر الضابطة القضائية بتيكوين من الوصول إليهم عبر تحديد أرقامهم الهاتفية، والاتصال بهم بصفتهم من «سماسرة السيارات المستعملة»، وبعد تحديد الثمن عبر الهاتف الذي شهد مفاوضة بين الطرفين (الأمن واللصوص) اتفقا معا على اقتناء السيارة بمبلغ أربعة ملايين سنتيم بدل 6 ملايين التي طالب بها الجناة في بداية حديثهم (علما أن الثمن الحقيقي للسيارة يتجاوز 20 مليون سنتيم)، وبعد اطمئنان الجناة لعملية البيع حددوا مع المتصل موعدا بمدينة ابن أحمد، وهو ما تم في اليوم الموالي للمكالمة الهاتفية، حيث حوصرا بعين المكان، ونودي على رجال الدرك الملكي الذين أشرفوا على توقيف الجناة في انتظار إحالتهم على النيابة العامة باستئنافية أكادير ومتابعتهم بالمنسوب إليهم، فيما لازال البحث جاريا عن الشخص الثالث الذي يفترض أن يكون هو الآخر ضمن الأشخاص الذين نسجوا خيوط العملية منذ البداية.