ترمب وبايدن في الشوطِ الأخير من سباقهما المحموم نحو البيت الأبيض. هكذا يبدو المشهد الانتخابي الأمريكي قبل ساعات قليلة من لحظة الحسم النهائية. لحظةٌ زئبقية لها سلطانها ورهبتها. لحظةٌ فاصلة ينتظرها العالم بأسره، نظرا لما لها من تأثيرات على المسارات السياسية لشعوبِ الدول. مشهدُ الانتخابات الأمريكي اليوم، يظهر فيه "الديمقراطي" متفائلاً لكنه متخوف من أن تخونه الأرقام واستطلاعات الرأي. في المقابل يظهر "الجمهوري" متشككا ومتشائما ويخشى من أن تَصدُق الأرقام فعلاً. اليوم الأخير في هذا الوقت تحديداً، يسعى كلّ من المرشحين ترمب وبايدن من خلال جولات في مناطق عدة، للتأثير على الناخبين القلائل الذين لم يحسموا أمرهم بعد. خصوصاً في الولايات المتأرجحة التي بإمكانها حسم السباق نحو البيت الأبيض. اللقاءاتُ الانتخابيةُ الأخيرة لترمب وبايدن ، تظهر جليا استراتيجيتهما للفوز بالسباق الطويل والمرير نحو البيت الأبيض. بالنسبة للجمهوري دونالد ترمب، فقد فضل أن يخصص هذا اليوم الأخير، للبحث عن الدعم في أربع ولايات حاسمة، كان قد فاز بها عام 2016. وهما : ولايات كارولينا الشمالية، بنسلفانيا، ويسكونسن وميشيغان. ترمب فضل أيضا أن يختتم حملته في "جراند رابيدز" بولاية ميشيغان، وهو المكان نفسه الذي اختتم فيه حملته الرئاسية للعام 2016، بحشد جماهيري بعد منتصف الليل في يوم الانتخابات. أما بالنسبة للديمقراطي جو بايدن، فقد قرر أن يخصص اليوم الأخير، لزيارة ولايتين فقط هما، بنسلفانيا وأوهايو اللتين كانتا من حصة الجمهوريين في الانتخابات السابقة. وسيقضي بايدن وزوجته، والمرشحة لمنصب نائبته في الانتخابات، كمالا هاريس، وزوجها، معظم اليوم في ولاية بنسلفانيا، وسيتوجه كل منهما إلى ركن من أركان الولاية الأربعة التي أصبحت حيوية لآمال نائب الرئيس السابق. ومن ثم سيتجه بايدن إلى ولاية أوهايو المجاورة، ليقضي بعض الوقت في اليوم الأخير من حملته الانتخابية، وهي الولاية التي فاز بها ترامب في العام 2016، وتعتبر محسومة انتخابيا لصالح الحزب الجمهوري، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي فيها منافسة متقاربة. استطلاعات الرأي معركة استطلاعات الرأي بين المرشحين، تظهر إجمالا، تخلف ترمب، بنسبة غير كبيرة، عن بايدن على مستوى البلاد. لكن السباق محتدمٌ في عدد كافٍ من الولايات المتأرجحة، بدرجة تتيح لترامب تجميع الأصوات اللازمة للفوز في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز وعددها 270 صوتا. إعلان الفوز في ما يتعلق بإعلان الفوز، وحسب المعطيات المتوفرة حتى الآن، فإن الرئيس ترمب لن ينتظر إعلان نتائج المجمع الانتخابي في ولايات كبرى مثل بنسلفانيا، إذا كان ذلك سيتأخر جراء تأخر عمليات احتساب الأصوات فيها. فقد نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن 3 مصادر وصفها بالمطلعة قولها، إن ترمب أبلغ مقربين منه أنه ينوي إعلان فوزه المبكر يوم الثلاثاء، في حال بروز إشارات إلى تقدمه على منافسه جو بايدن. في جميع الأحوال، هي ساعات معدودات فقط تفصلنا عن لحظة الحسم الأخيرة والتي ستجيبنا عن جميع التساؤلات الصعبة والمستعصية. يلزمنا إذن القليل من الصبر…