أيام معدودات تفصل العالم عن ساعة الحسم ومعرفة الفائز بسباق الانتخابات الأمريكية. الثالث من نونبر المقبل سيكون هو موعد الحسم المنتظر ونهاية الترقب والتخمين. من الفائز ؟ الديمقراطي جو بايدن أم الجمهوري دونالد ترمب، الطامح لولاية ثانية ؟ يلزمنا إذن المزيد من الصبر والانتظار… لكن في المقابل قد لا يكون انتظارنا شبيها بانتظار ترمب وبايدن أنفُسهما. فهما يعرفان مسبقا ما هي المحطات البارزة والمصيرية في الطريق للظفر بكرسي البيت الأبيض. كما يعرفان الولايات التي ستحسم نتيجةَ هذا السباق. فما هي هذه الولايات، وما هو ثقل ووزن كل منها في تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020؟ "ولاياتُ الحسم" أو "الولايات المتأرجحة" كما هو معروف وخلافاً للمسار الانتخابي المتبع في باقي الديمقراطيات عبر العالم، ففي أمريكا قد لا يكون المرشح الحاصل على أغلب الأصوات في عموم البلاد هو الفائز بمنصب الرئيس فيها، ذلكَ راجعٌ لطبيعةِ نظام الاقتراع العام غير المباشر الذي ينظم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي يعطي أهمية بالغة لما يعرف بالولايات "المتأرجحة". لذلك فإن المعركة الانتخابية في أمريكا، تحسمها مجموعة من الولايات الرئيسية وهي عادة ما تحدد بشكل فعلي الفائز بمنصبِ الرئيس. سياسيا، تُعَرفُ الولايات المتأرجحة أو ما يُعرفُ ب"swing states"، بأنها لا تحتوي على أغلبية سياسية جمهورية أو ديمقراطية. ففيها يتمتع الجمهوريون والديمقراطيون بنسب دعم متساوية من قبل الناخبين. وهو ما يجعل مواقفها وميولها متغيرة من دورةٍ انتخابية إلى أخرى. ولأنها ولايات غير مضمونة، يبذلُ المرشحون مجهودات كبيرة لاستمالة الناخبين فيها، من خلال الحملات، والإعلانات التي تبث على وسائل الإعلام المختلفة. ولهذا السبب تحديدا، تعتبر في غاية الأهمية بل ومصيرية. إنها بكل بساطة أرضُ المعركة في سباق الرئاسة الأمريكية. ماهي هذه الولايات ؟ لا يوجد إجماع على تسميتها، إلا أنها عادة ما تتعلق بعشر ولايات وهي: تكساس، مينيسوتا، أريزونا، بنسلفانيا، ويسكونسن، فلوريدا، ماين، نيو هامبشاير، كارولينا الشمالية، جورجيا وميشيغان. ماذا تقول استطلاعات الرأي ؟ قبل أسبوعين من يوم الاقتراع، أظهر آخر استطلاعات الرأي في الولاياتالمتحدة، أن الرئيس دونالد ترمب قلص الفارق بينه وبين منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن في عدد من الولايات المتأرجحة، بنقطةٍ واحدةٍ من 6 إلى 5 نقاط. يأتي هذا التقدم في وقت تخلف فيه المرشح الجمهوري في استطلاعات الرأي السابقة على المستوى الوطني وبمعظم الولايات الحاسمة أمام بايدن، وهو ما جعله يكثف تجمعاته الانتخابية مؤخرا. استطلاع آخر للرأي أجرته صحيفة "الواشنطن بوست" وشبكة "إيه بي سي نيوز"، أظهر منافسة شديدة بين المرشحين في ولاية كارولينا الشمالية، والتي تعد إحدى الولايات المتأرجحة التي لا يعرف لمن ستؤول الغلبة فيها. وفيما تزداد المعركة الانتخابية ضراوة واحتداما يوما بعد يوم، تتجه الأنظار يوم غدٍ الخميس بشغف إلى المناظرة الثانية والأخيرة بين المرشحين ترمب وبايدن، والتي ستخضع لقواعد صارمة لمنع التشويش الذي حدث في المناظرة السابقة… يتبع..