في إطار تغطيتها للانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها في الثالث من نونبر المقبل، تنشر هسبريس سلسلة مقالات حول "الولايات المتأرجحة"، وهي الولايات التي تحسم سباق البيت الأبيض. وتعد ولاية كارولينا الشمالية واحدة من أهم هذه "الولايات المتأرجحة"، التي تتأرجح بين التصويت للجمهوريين والديمقراطيين، إلى جانب ولايات فلوريدا وبنسلفانيا ويسكونسن وميشيغن، بالإضافة إلى جورجيا وأريزونا؛ على عكس باقي ولايات البلاد التي يبقى فيها التصويت شبه محسوم لأحد الحزبين. وفيما لا يصوت الأمريكيون بشكل مباشر على الرئيس فإنهم يختارون المجمع الانتخابي الذي يبلغ عدد ناخبيه 538، الذين يصوتون على الرئيس المستقبلي. ويحتاج أي مرشح لجمع 270 صوتا من أصوات الناخبين الكبار للوصول إلى البيت الأبيض، بينها 15 صوتا مخصصة لكارولينا الشمالية. وتقع كارولينا الشمالية جنوب العاصمة واشنطن، بالساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتحدها شمالا ولاية فيرجينيا، وجنوبا كارولينا الجنوبية، واتسمت بالطابع المحافظ، شأنها في ذلك شأن بقية الولاياتالجنوبية، التي دخلت في حرب أهلية خلال القرن التاسع عشر، ضد اتحاد الشمال، الذي كان يريد إنهاء عبودية السود. وإذا كان ترامب قد تفوق خلال الانتخابات السابقة بأكثر من أربع نقاط في هذه الولاية، فإن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تساوي حظوظ المرشحين الديمقراطي والجمهوري خلال انتخابات الثالث من نوفمبر المقبل. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إبسوس" بشراكة مع وكالة "رويترز" للأنباء تساوي حظوظ ترامب وبايدن، إذ عبر 47 في المائة من المشاركين في هذا الاستطلاع عن نيتهم التصويت لأحد المرشحين؛ فيما انقسم بقية المشاركين بين التصويت لحزب ثالث، أو أنهم لم يحسموا بعد هوية مرشحهم المفضل. وذكر 39 في المائة من المشاركين في هذا الاستطلاع أن جائحة كورونا تعد أبرز مشكل يواجه ولاية كارولينا الشمالية، فيما قال 16 في المائة إن الوضع الاقتصادي وتوفير فرص للعمل هو التحدي الأكبر، متبوعا بالتغطية الصحية ب9 في المائة، في حين لم تتجاوز بقية القضايا نسبة 6 في المائة. الاستطلاع ذاته أشار إلى تقدم المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ كيل كولينغهام بأربع نقاط على حساب منافسه الجمهوري، السيناتور الحالي توم تيليس، في انتخابات تجديد ثلث مجلس الشيوخ الأمريكي، إذ قالت نسبة 48 في المائة إنها ستصوت لصالح كولينغهام، مقابل 44 في المائة لتيليس. في المقابل، أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة "أميرسون" تقدم بايدن بنقطة واحدة على حساب ترامب (50 في المائة مقابل 49 في المائة)، وقالت نسبة 1 في المائة من المشاركين إنها لم تقرر بعد، في حين أن ترامب يتقدم ب 12 نقطة في صفوف الناخبين غير المنتمين إلى أي حزب. ولم تصنف كارولينا الشمالية بأنها "ولاية متأرجحة" طوال العقود السابقة، خصوصا أنها غالبا ما كانت تميل للحزب الجمهوري، مع وجود بعض الاستثناءات. وعلى غرار الولاياتالجنوبية، كانت كارولينا الشمالية تصوت للحزب الديمقراطي، إلى حدود عام 1964، حينما سيلعب الحزب دورا محوريا في إقرار قانون الحقوق المدنية، الذي وضع حدا للتمييز العنصري في الأماكن العمومية، لتتحول الولاية إلى اللون الأحمر. ومنذ سنة 1972، صوتت هذه الولاية للجمهوريين خلال جميع الانتخابات الرئاسية، باستثناء انتخابات 1976، وانتخابات 2008، حينما حقق المرشح الديمقراطي باراك أوباما مفاجأة من العيار الثقيل، وظفر بأغلب الأصوات في كارولينا الشمالية، على حساب منافسه الجمهوري حينها، جون ماكين. وخلال انتخابات 2000 فاز المرشح الجمهوري جورج بوش الأب بنسبة 56 في المائة من الأصوات، على حساب منافسه الديمقراطي آل غور. وكرر السيناريو ذاته بعد أربع سنوات، وحصل على 56.1 في المائة من أصوات الناخبين. وفي انتخابات 2008، هزم أوباما منافسه ماكين، بحوالي 14 ألف صوت فقط، وحصل على نسبة 49.7 في المائة من الأصوات مقابل 49.4 لماكين، ما جعل هذه الولاية من أبرز الولايات التي حسمت سباق البيت الأبيض إلى جانب فلوريدا. وعادت الولاية للتصويت على الجمهوريين من جديد خلال انتخابات 2012، وفاز ميت رومني بفارق 2 في المائة من الأصوات على حساب أوباما، فيما تمكن ترامب كذلك من الفوز ب49.8 في المائة من الأصوات خلال الانتخابات السابقة، مقابل 46.2 لهيلاري كلينتون. وفاز ميت رومني على أوباما بنحو 2 في المائة، فيما فاز دونالد ترامب بالولاية بنسبة 3.6 بالمائة على هيلاري كلينتون، في 2016. وفيما تتمتع الولاية حاليا ب15 صوتا في المجمع الانتخابي، وبناء على التوقعات السكانية، فإنها قد تحصل على تصويت انتخابي إضافي بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020.