جثمان المناضلة الحقوقية والنسائية آسية الوديع يوارى الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء ووري بعد صلاة ظهر أول أمس السبت، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء جثمان المناضلة الحقوقية والنسائية آسية الوديع التي وافتها المنية صباح يوم الجمعة الماضي، عن عمر يناهز 63 عاما، بعد معاناة مع المرض. وشيعت الفقيدة إلى مثواها الأخير في جو مهيب بحضور مستشار جلالة فؤاد عالي الهمة والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حفيظ بنهاشم ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إدريس اليزمي٬ إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والإعلامية وفعاليات من المجتمع المدني وقد بدا، شقيق الراحلة، صلاح الوديع، متأثرا بشكل كبير على فراق شقيقته التي كان يناديها ب «ماما آسية»، ويعتبرها «معلِّمة في كل شيء». وبهذه المناسبة الأليمة٬ أشاد اليزمي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ بالخصال التي ميزت الراحلة كفاعلة حقوقية متشبثة بأحقية السجناء في الكرامة والعدالة حيث كان للمجلس لقاء معها قبل عشرة أشهر في إطار الإعداد لإنجاز التقرير الخاص بوضعية السجون والسجناء. وأضاف أن الفقيدة شاركت منذ البداية في بلورة تصور لطريقة الاشتغال في هذا الملف من خلال مساهمتها النوعية في تحضير الاستمارات وتكوين الفريق الذي قام بزيارة السجون سواء على المستوى الوطني أو الجهوي٬ علاوة على مشاركتها في كتابة التقرير٬ ملحا على أنه ينبغي العمل بجد على تفعيل التوصيات التي تضمنها التقرير ومواصلة مسيرة الدفاع عن حقوق الفئات التي قضت حياتها تدافع عنها من نساء وأطفال وسجناء وفاء لروح الفقيدة. ومن جهتها٬ قالت أمينة المريني٬ رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري والفاعلة الحقوقية والنسائية٬ إن «معرفتي بالراحلة كانت بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان إذ قمت معها بزيارة عدد من السجون٬ وهي الرفقة التي أتاحت لي أن أعاين عن قرب عمق وخصوصية العلاقة التي كانت تربطها بالسجناء لاسيما فئة الأحداث منهم»٬ مضيفة أن الراحلة كانت «مسكونة بقضايا السجناء وفئة الأطفال على الخصوص وكانت لها إسهاماتها الناجعة في حل عدد كبير من المشاكل والملفات سالكة في ذلك كل السبل الممكنة٬ إيمانا منها بنبل الرسالة التي تحملها على عاتقها كإنسانة أولا وكحقوقية ثانيا»٬ ومشددة على أن» ذكراها ستبقى خالدة لدى كل مواطن وحقوقي ومسؤول٬ ومنها سنتعلم أداء مهامنا ليس من منطلق القوانين أو المناصب ولكن انطلاقا من إنسانيتنا». وكان جلالة الملك محمد السادس قد بعث يوم الجمعة الماضي، برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحومة آسية الوديع استحضر فيها جلالته «ما كانت تتحلى به فقيدتكم المبرورة من خصال إنسانية حميدة، ودفاع مستميت عن حقوق الأطفال والشبان، وخاصة نزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب وإعادة الإدماج، حيث نذرت حياتها لخدمة قضاياهم، تعمل جاهدة على توفير الدعم والحماية لهم، سواء من خلال عضويتها لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أو في مختلف منظمات المجتمع المدني التي كانت عضوا فاعلا فيها، مما جعلها تحظى بتقدير الجميع». وأضاف جلالته» كما يسجل لها التاريخ عطاءها المتميز في مجال القضاء والمحاماة، إذ كانت من القاضيات الرائدات، وكذا نضالها المشهود في الدفاع عن حقوق الإنسانن بكل كفاءة ونزاهة وتجرد، وتشبع بروح العمل الجماعي، وتفان ونكران ذات، إلى آخر رمق من حياتها الحافلة بالعطاء».