شُيّع جثمان المناضلة الحقوقية، آسية الوديع، زوال اليوم، بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، بحضور وفد رسمي كبير تقدمهم مستشارا الملك فؤاد علي الهمة، وزليخة نصري، وكذا العديد من الوزراء مثل وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير الأسرة والتضامن، بسيمة الحقاوي، ورئيس المجلس المجلس الأعلى للحسابات، إدريس جطو، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حفيظ بنهاشم، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إدريس اليازمي، إلى جانب العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية كالوزير الأول السابق، عبد الرحمن اليوسفي، ورئيس حزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى الباكوري، ونبيلة منيب رئيسة حزب الاشتراكي الموحد إلى جانب العديد من الشخصيات. وبدا، شقيق الراحلة، صلاح الوديع، متأثرا بشكل كبير على فراق شقيقته التي كان يناديها ب "ماما آسية"، ويعتبرها "معلِّمة في كل شيء. تخفض للضعفاء والبائسين جناح الذل من الرحمة ولا تتحمل الطغاة مهما علا شأنهم ولا المرائين...". وكانت الراحلة التي سبق لها أن اشتغلت في حياتها في سلك القضاء، قد عُرفت بنضالها الحقوقي في الدفاع عن السجناء، حيث تعتبر عضوة مؤسسة للمرصد المغربي للسجون ورئيسة جمعية أصدقاء للأحداث داخل السجن، كما كانت عضوة في مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج، وفي المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي كان يرأسه الراحل إدريس بنكري، وهو ما أعطاها احتراما كبيرا داخل الأوساط الحقوقية والسياسية داخل المغرب وخارجه، وجعل منها اسما بارزا يلقى الاحترام والتقدير. ورحلت، آسية الوديع، إلى دار البقاء، صباح الجمعة الماضي، عن عمر يناهز 63 عاما، على إثر مضاعفات مرض عضال لم ينفع معه علاج كانت تعانيه الراحلة منذ مدة طويلة. وكان الملك محمد السادس قد بعث أمس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحومة آسية الوديع استحضر فيها "ما كانت تتحلى به الفقيدة من خصال إنسانية حميدة، ودفاع مستميت عن حقوق الأطفال والشبان، وخاصة نزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب وإعادة الإدماج، حيث نذرت حياتها لخدمة قضاياهم"، حسب تعبير رسالة الملك إلى عائلة الراحلة.