وصف الملك محمد السادس الناشطة الحقوقية آسية الوديع، التي وافتها المنية صباح أمس الجمعة بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، بالفقيدة المبرورة التي تتصف بخصال إنسانية حميدة، ودفاع مستميت عن حقوق الأطفال والشبان٬ وخاصة نزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب وإعادة الإدماج". وحرص الملك، في برقية التعزية التي بعث بها إلى أفراد عائلة المرحومة بإذن الله آسية الوديع، على سرد أبرز ما عُرفت به الوديع قيد حياتها من خدمة قضايا الأطفال من نزلاء مراكز الإصلاح، حيث كانت تعمل جاهدة على توفير الدعم والحماية لهم٬ سواء من خلال عضويتها لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء٬ أو في مختلف منظمات المجتمع المدني التي كانت عضوا فاعلا فيها٬ مما جعلها تحظى بتقدير الجميع". ولم يفت تعزية الملك الإشارة إلى سجل الراحلة "ماما آسية" في مجال القضاء والمحاماة٬ إذ كانت من القاضيات الرائدات٬ وكذا نضالها المشهود في الدفاع عن حقوق الإنسان٬ بكل كفاءة ونزاهة وتجرد٬ وتشبع بروح العمل الجماعي٬ وتفان ونكران ذات٬ إلى آخر رمق من حياتها الحافلة بالعطاء". واعتبر الملك، في تعزيته إلى أسرة الوديع، وفاة الراحلة بكونه "مصاب جلل" لا راد لقضاء الله فيه، مؤكدا لأفراد أسرتها مشاعر تعاطفه وتضامنه معهم، قبل أن يسأل الله في ختام برقيته بأن "يشمل الراحلة العزيزة بواسع رحمته وغفرانه٬ ويتقبلها في عداد الصالحين من عباده٬ وأن يوفيها أحسن الجزاء وأجزل الثواب عما قدمت بين يدي ربها من صادق العطاء وجليل الأعمال في دار النعيم، مصداقا لقوله سبحانه "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية٬ فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".