أعلن أول أمس بمقر جمعية كاريان سنطرال (القبة) عن مشروع لإعادة هيكلة المدينة القديمة بمبادرة من عمالة مقاطعة أنفا وبشراكة مع الوكالة الحضرية، مقاطعة سيدي بليوط، المقاولين بالإضافة إلى شركاء آخرين. وقال عامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا خالد سفير أن المشروع يهدف إلى بلورة رؤية استراتيجية مندمجة ومشتركة بين جميع الفاعلين المحليين من سلطات محلية ومجتمع مدني بالإضافة إلى مؤسسات خصوصية من أجل إعادة تأهيل المدينة القديمة. وأوضح العامل في ندوة عقدت بمقر القبة بالدارالبيضاء أمس الأول، أنه تم تخصيص فريق عمل مكون من 50 عضوا عبر ثلاث لجان، القيادة، التنسيق، وخلايا التفكير، مضيفا إلى أن هذا الفريق يعمل من أزيد من 7 أشهر لتحقيق أهداف هذا المشروع. وأكد على ضرورة تضافر الجهود وتكافل الجميع من أجل تنمية اجتماعية حقيقية. ومن جهتها أكدت نزهة الصقلي وزيرة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية أن هذا المشروع يدخل ضمن اختصاصات الوزارة. واعتبرت الصقلي أن هذا المشروع يسير في اتجاه التنمية الاجتماعية ويهدف إلى تحسين ظروف عيش سكان هذه المنطقة التي تعد من أعرق المناطق بالدارالبيضاء. وفي سياق ذي صلة، قال محمد حلب والي ولاية الدارابيضاء الكبرى إن المدينة القديمة هي النواة الأولية للبيضاء، مستعرضا أهم المحطات التاريخية للمنطقة. وأبرز الوالي أهم المشاريع التي قامت بها الدولة من نقل سكان الأحياء الصفيحية إلى إقامات جديدة خصصت لهذه الأحياء، مشيرا إلى أن 34% من سكان كاريان سنطرال تم نقلهم إلى مركبات سكنية جديدة. ومن جانبه، تحدث محمد ساجد عمدة مدينة الدارالبيضاء عن تاريخ المدينة القديمة، مبرزا المشاكل التي تعانيها العاصمة الاقتصادية ككل. وقال أنه لا يعقل أن يكون هناك مشروع ضخم (مارينا) بجانب حي مازال يعاني من الهشاشة والمباني الآيلة للسقوط. وفي نفس السياق، قال رئيس مقاطعة سيدي بليوط إدريس الديساوي أن هذه الإستراتيجية السوسيو-اقتصادية تستحق كل الاهتمام. وأكد على ضرورة إدماج شباب المنطقة في جل المشاريع التنموية لإعادة الاعتبار للمدينة القديمة كمركز للبيضاء. وقال رئيس جمعية كريان سنطرال مصطفى ملوك في تصريح لبيان اليوم إن المدينة القديمة «هي قلب مدينة الدارالبيضاء»، و»لا يمكننا ترك هذه المنطقة تعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، في حين أن هناك مشاريع ضخمة تنجز بجانبها». وأضاف «يجب إشراك كل الفاعلين من أجل النهوض بالمنطقة مع احترام القرارات التي تم الإعلان عنها بعد شهور من التقييم المتواصل لظروف عيش السكان». واستعرض في الأخير المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة أهم مراحل المشروع ومحطاته، ملخصا المشاكل التي تعانيها المنطقة. كما قدم المندوب في عرض له أمام الحاضرين في هذه الندوة أهم النقاط التي يركز عليها المشروع، بالإضافة إلى عديد التصورات التي تهم المنطقة. «عندما يتحدث التاريخ تظهر المدينة القديمة في أبهى صورها»، هكذا عبرت الحاجة السعدية الشيخ الأم الروحية لأبناء المنطقة ولجمعية البرج التي تنشط بنفس المنطقة. خلال حديثها لبيان اليوم عن أيام الزمن الجميل للمدينة القديمة. وتحسرت السعدية عن الوضع الذي وصلت إليه المنطقة بعدما كانت من أهم مناطق المغرب أنذاك. وقد أجمع المتدخلون خلال هذه الندوة على ضرورة إعادة الاعتبار للمدينة القديمة باعتبارها رمزا تاريخيا ومركزا تجاريا كان وما يزال للبيضاء. ويشار إلى أن تكلفة الماء والتطهير بالمنطقة ناهزت 135 مليون درهم، و الكهرباء والإنارة 765 ألف درهم، بإنتاج سنوي بلغ 180 ألف كلواط.