نظمت جمعية الدارالبيضاء "كريان سنطرال"،مساء أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء،لقاء حول تقديم مشروع " إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء ". وأكد رئيس الجمعية السيد مصطفى ملوك في افتتاح هذا اللقاء،الذي حضره ,على الخصوص،كل من وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي،ووالي جهة الدارالبيضاء الكبرى السيد محمد حلب،وعمال الجهة،وعدد من المنتخبين وممثلي جمعيات وأعضاء اللجنة المشرفة على إعداد هذا المشروع باعتباره " عملية مهيكلة على المدى المتوسط والبعيد". وذكر السيد ملوك في هذا اللقاء،المنظم بشراكة مع الولاية ومجلس الجهة،ومجلس المدينة والوكالة الحضرية،أن هذا المشروع من شأنه بعث النهوض بالمدينة القديمة،التي تشكل قلب الدارالبيضاء،حيث قامت المدينة الحديثة حول أسوارها كما تم تشييد مسجد الحسن الثاني،علاوة على اطلاق مشاريع كبرى من قبيل "المارينا" وشارع المحج الملكي. وقدم السيد ملوك،بهذه المناسبة،نبذة عن جمعية الدارالبيضاء "كريان سنطرال" التي تم تأسيسها في 1994 من طرف المرحوم الحاج بليوط بوشنتوف. من جهتها،اعتبرت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن أن مشروع إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء يعد حلما راود ساكنة العاصمة الاقتصادية لعدة سنوات. وأعربت السيدة الصقلي عن استعداد الوزارة للعمل من أجل جعل المدينة القديمة مركزا سهل الولوج من طرف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة،و "بدون هدر مدرسي،وخال من أطفال شوارع،والمتسولين". وذكرت الوزيرة أن العاصمة الاقتصادية للمملكة ستصبح في الآن ذاته عاصمة للتنمية الاجتماعية والتنمية البشرية بصفة عامة. أما السيد حلب،الذي تطرق إلى إشكالية الهشاشة بالدارالبيضاء،فقد أشار إلى المقاربات الإيجابية لمعالجة هذا المشكل،مبرزا أهمية السياسة الوطنية والجهوية لتسوية مشكل البنايات الآيلة للسقوط. كما توقف الوالي عند اشكالية المساكن المهددة بالانهيار ودور الصفيح بالنظر إلى ارتباطها بسلامة المواطن،مبرزا أن الأمر يتعلق بعملية مهمة وحساسة تقتضي انخراط الجميع من أجل تسريع إعادة إسكان السكان المعنيين. من جهته،أعرب رئيس مجلس المدينة السيد محمد ساجد عن ارتياحه لاهتمام عدد كبير من الأطراف المعنية بمشروع " إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء " والمحافظة على التراث المعماري للمدينة. وتطرق السيد ساجد إلى عدد من المقترحات التي تم تقديمها لإعادة تأهيل المدينة القديمة،مبرزا أهمية الحفاظ على ذاكرة الدارالبيضاء،والرؤية الاستراتيجية المندمجة التي تم اعتمادها من أجل مستقبل العاصمة الاقتصادية للمملكة. أما عامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء- أنفا،السيد خالد سفير،فقد ذكر بالاجتماع الذي نظم في 2009 من طرف العمالة بحضور ممثلي مقاطعة سيدي بليوط والوكالة الحضرية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات والسلطات المحلية والجمعيات والمنتخبين،مشيرا إل أن هذا الاجتماع توج بتشكيل أوراش للتفكير حول الجوانب المعمارية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية والثقافية للمدينة القديمة. وأضاف أن نحو خمسين شخصا انكبوا،بصورة تطوعية،على دراسة هذه الجوانب في إطار اللجنة المشرفة التي أعدت المشروع الحالي لإعادة التأهيل القائم على "رؤية استراتيجية مندمجة" من خلال تثمين السياسة الاجتماعية للقرب عبر مقاربة شمولية مندمجة وتشاركية. وقدم رئيس اللجنة السيد فيصل الشرادي المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة الدارالبيضاء مشروع " إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء " ,فضلا عن مقاربة العمل المتبعة من طرف أعضاء اللجنة في إطار ورشات التفكير والتشخيص والتحليل الموضوعاتي والتوجهات العامة والعمليات الاستراتيجية وذات الأسبقية،والتي بلغت كلفتها الإجمالية 101 مليون و400 ألف درهم. وأضاف أن هذه العمليات تهم تدعيم البنيات التحتية والتجهيزات والتهيئة والأشغال وإعادة التأهيل والتواصل والتحسيس والنظافة والأنشطة الثقافية وكذا تعزيز الأمن. وقد تم بهذه المناسبة تنظيم معرض للصور حول الدارالبيضاء وكذا معرض للكتب حول المدينة والتي كان آخرها كتاب للمصور عبد الجليل بونهار تحت عنوان "أنفا،الدارالبيضاء،كازابلانكا: ثلاثة أسماء،مدينة واحدة"،والذي يستعرض تاريخ المدينة من خلال 700 صورة .