ينتظر المشرفون على إنجاز البرنامج الاستعجالي لتأهيل المدينة القديمة في البيضاء، الذي تم تقديمه يوم الثلاثاء المنصرم أمام العديد من المسؤولين في جهة الدارالبيضاء، توفير الاعتمادات اللازمة لإخراج هذا المشروع، قدرت تكلفة إنجازه بأزيد من 10 ملايير سنتيم، إلى حيز الوجود. وحسب مصادر قريبة من المشروع، الذي شارك في إنجازه حوالي 50 متطوعا يمثلون مختلف المصالح في عمالة مقاطعة آنفا، فإن الكرة الآن في ملعب سلطات العاصمة الاقتصادية، بالنظر إلى أن المشروع يدخل ضمن برنامج التنمية الحضرية للعاصمة الاقتصادية، الذي تم توقيعه أمام الملك محمد السادس، منذ أربع سنوات تقريبا (شتنبر 2006). والتزم مسؤولو البيضاء، آنذاك، أمام الملك بتنفيذ برنامج التنمية الحضرية للعاصمة الاقتصادية خلال الفترة (2007-2010)، بغلاف مالي قدره 3.250 ملايير درهم. والآن، ونحن في منتصف سنة 2010، ما زال مشروع التنمية الحضرية، الذي يهدف إلى إعادة التوزيع العمراني للدار البيضاء، خصوصا في المدينة ووسط المدينة، الغني بالمآثر الفنية والعمرانية، لم يخرج إلى حيز الوجود. ووضع البرنامج الاستعجالي لتأهيل المدينة القديمة في البيضاء، الذي أشرفت على إنجازه لجنة للتتبع تضم كلا من عامل مقاطعات آنفا ورئيس مجلس مقاطعة سيدي بليوط والوكالة الحضرية وممثلي المصالح الخارجية للوزارات، (وضع) الأصبع على جرح المدينة القديمة، حيث رصد حاجيات سكانها وقدم الحلول للمشاكل التي تتخبط فيها. ولقي البرنامج تجاوبا وإجماعا من طرف سلطات العاصمة الاقتصادية، عبر عنه حضور والي الجهة وعمدة المدينة والعديد من المسؤولين حفلَ تقديم هذا البرنامج. فهل سيتم تمويل هذا البرنامج في الأمد القريب، أم سيظل حبيس الرفوف، على غرار برامج أخرى؟»، يتساءل أحد المتتبعين. وفي اتصال هاتفي ل»المساء»، قال كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، إن مشروع تأهيل المدينة القديمة قد وُضِع الآن على سكته الصحيحة، بعدما تضافرت جهود سلطات المدينة، ممثَّلة في والي جهة البيضاء وعمال عمالة مقاطعات أنفا والسلطات المحلية والمتخَبين في مقاطعة سيدي بليوط والوزارات المختصة. وأضاف رئيس مقاطعة سيدي بليوط أن «المشروع يدخل الآن ضمن برنامج التنمية الحضرية لمدينة الدارالبيضاء ويهدف إلى التأهيل العمراني للمدينة القديمة، مع المحافظة على الطابع المعماري، وهو ترجمة للإرادة الملكية لتأهيل مدينة الدارالبيضاء، خصوصا مدينتها القديمة، قلبِها النابض وضمير العاصمة الاقتصادية». وحسب الدراسة التي تم إعدادها بهذا الخصوص، يوجد في المدينة القديمة في الدارالبيضاء 61 بناية مهدَّدة بالسقوط، حسب قرارات الهدم التي تصدرها السلطات، وتقطن حوالي 62 في المائة من الأسر في منازل ذات طابع مغربي، و22 في المائة من الأسر تسكن منازل تقليدية، و78 في المائة تكتري المنازل في المدينة القديمة، في حين هناك 79 في المائة من المنازل يزيد عمرها عن 50 سنة... ويهدف مشروع تأهيل المدينة القديمة للعاصمة الاقتصادية إلى بلورة رؤية استراتجية مندمجة ومشترَكة بين جميع الفاعلين المحليين، لإنقاذ المدينة العتيقة. وتضم المدينة القديمة أكثر من 3025 مح تجار، فيما يصل عدد الصناع التقليديين إلى أكثر من 1300 صانع. ولإعادة تأهيل السوق البلدي باب مراكش، يحتاج المشروع إلى حوالي 27 مليون درهم.