مرت أجواء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر لحزب الاتحاد الاشتراكي، السبت، في أجواء مختلطة بين احتجاج “الغاضبين العشرة” داخل الحزب، الذين حضروا وقاطعوا الجلسة، لأسباب أهمها الترشح الانفرادي لادريس لشكر لولاية ثانية على رأس الحزب، كما خيم التخلف الواضح لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن حضور أشغال المؤتمر، بالإضافة لأزمة تصريحات الأغلبية الحكومية مؤخرا حول احتجاجات الحسيمة التي كان قد شارك في اصدارها لشكر. وفي المحصلة عبرت القيادية بالحزب حسناء أبو زيد وهي إحدى عضوات “العشرة الغاضبين داخل المكتب السياسي” عن امتعاضها من الطريقة والأسلوب الانفرادي والسلطوي الذي سير به ادريس لشكر الحزب على امتداد أربعة سنوات خلت، والتي ستستمر معه اليوم بسبب ترشحه انفراديا على رأس الحزب في ضرب صارخ لمبدأ التعددية، دون الحديث عن مضامين التقرير الأدبي للحزب الذي لم يحصد موافقة المكتب السياسي. وأضافت أبو زيد أن تصريحات ادريس لشكر التي خرجت رفقة أحزاب الأغلبية الحكومية والتي اتهمت أهل الريف بالانفصال، باطلة، وتوضح كيف عاش الاتحاد الاشتراكي ولا زال على وقع تصريحات تصرف على أنها مواقف للاتحاد، والاتحاد منها براء، على حد تعبير أبو زيد. من جانبه نفى ادريس لشكر أن يكون قد وجه أي اتهام أو كلمة في حق الاحتجاج والمحتجين في الحسيمة، مؤكدا دعمه “للاحتجاج المشروع” وأن حديثه كان حول الوسائط الحزبية المعتمدة في الدول المتقدمة لحل مثل هذه القضايا، موردا في ذات السياق أنه لم ينفرد بالترشح على رأس الكتابة الأولى للحزب مجددا، لكن المنافسين المفترضين هم من لم يقدموا ملفات ترشحهم. وحول تخلف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من حضور أشغال مؤتمر حزب الوردة، قال لشكر أنه وقع شخصيا دعوة رئيس الحكومة، وعدد من الوزراء، فيما اعتبرت حسناء أبو زيد غياب العثماني عن المؤتمر، وحضوره الجمعة فقط مؤتمر حزب الحمامة، من الأدلة على أن مؤتمر حزبها لم يعد كما، بعد تولي لشكر دفة القيادة، حيث كانت نخب سياسية تتشرف بحضور مؤتمرات الاتحاد، في بحث عن الشرعية السياسية، وهو ما لم يعد اليوم، بحسب المتحدثة.