[قول الصحابي]
5- تقديم قول الصحابي على القياس
وهي مسألة اختلف فيها العلماء إلا أن مالكا ذهب إلى تقديم قول الصحابي على القياس[1]؛ لأن قول الصحابي لما لم يكن له وجه في القياس، وكان طريقه الاتفاق أو التوقيف، عُلم أنه لم يثبت ذلك إلا من جهة التوقيف[2]، (...)
[قول الصحابي]
4. الترجيح بقول الصحابي
يعتمد الإمام مالك في الترجيح بين النصوص على قول الصحابي، وقد نص على ذلك الإمام مالك نفسه وبين وجه ذلك، إذ يقول: "إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان مختلفان، وبلغنا أن أبا بكر وعمر عملا بأحد الحديثين (...)
[قول الصحابي]
2. تقييد المطلق بقول الصحابي
نجد الإمام مالك يقيد المطلق بقول الصحابي، وقد نص على ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات بقوله: "فعادة مالك بن أنس –في موطئه وغيره– الإتيان بالآثار عن الصحابة مبينا بها السنن، وما يعمل به منها وما لا يعمل به، (...)
[قول الصحابي]
من خلال تتبعنا لموطأ الإمام مالك نجده يستدل بأقوال الصحابة، فهي عنده بمنزلة السنة النبوية، كما أن الشيخ محمد أبو زهرة يؤكد هذا الأمر[1]، وذلك بناء على مجموعة من الأمور، حيث أن مالكا يخصص العام بقول الصحابي، ويقيد به المطلق، ويبين به (...)
حجية قول الصحابي
قبل الحديث عن حجية الصحابي وذكر الخلاف الحاصل فيه بين العلماء لابد من تحرير محل النزاع، وتحديد أصناف قول الصحابي، حتى يسهل علينا فهم الخلاف الدائر بين العلماء ومدركاته.
أولاً : قول الصحابي فيما لا مجال للرأي فيه، كمسائل التوحيد (...)
[قول الصحابي]
من أدلة الإمام مالك المعتمدة عنده قول الصحابي، يقول بن أبي كف رحمه الله في منظومته المشهورة:
وقول صحبه والاستحسان وهو اقتفاء ما له رجحان[1]
قال محمد يحيى الولاتي: "وقول صحبه" يعني: أن القول المروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (...)
المسألة الثالثة: أقل الصداق
يعتبر الصداق عند المالكية من أركان عقد النكاح، لا يتم العقد بدونه[1].
واتفق الفقهاء على أنه لا حد لأكثره، لقوله تعالى: "وءَاتيتم إحداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا" [النساء، 20]، لكنهم اختلفوا في أقله، فذهب المالكية إلى أن (...)
[مراعاة الخلاف]
المسألة الثانية: البسملة في الفريضة
اختلف العلماء في البسملة في الصلاة المكتوبة، فذهب المالكية إلى عدم قراءتها، قال مالك: "لا يبسمل في الفريضة لا سرا ولا جهرا إمام أو غيره، وأما في النافلة فواسع إن شاء قرأ وإن شاء ترك"[1]. وذهب (...)
[مراعاة الخلاف]
سنقدم أمثلة عن مراعاة الخلاف في المذهب المالكي، وإلا فهي كثيرة جدا، نبين فيها انفتاح المذهب على باقي المذاهب الفقهية المعتبرة.
المسألة الأولى: الماء الذي ولغ فيه الكلب:
من المعلوم أن الماء المعتبر في الطهارة يجب أن يكون طاهرا غير (...)
2. شروط مراعاة الخلاف
وضع العلماء مجموعة من الشروط لضبط مراعاة الخلاف فليس كل خلاف معتبر، وهذه الشروط هي:
1. أن تكون المراعاة في المسائل المختلف فيها، أما المسائل المتفق عليها، فلا يراعى فيها غير دلائلها[1].
2. أن يكون الذي يراعي الخلاف مجتهدا: (...)
1. أدلة المجيزين لمراعاة الخلاف بعد الوقوع
كما استدل العلماء بفتاوى واجتهادات الصحابة الكرام، فقد كان الصحابة يعملون بالدليل المرجوح بعد وقوع النازلة، ويتركون الدليل الراجح، تبعا للمصلحة أو الاحتياط، ومثال ذلك: المرأة يتزوجها رجلان ولا يعلم الآخر (...)
[أدلة مراعاة الخلاف]
اختلف العلماء حول مشروعية مراعاة الخلاف بين مجيز وبين مانع، وسنحاول الوقوف عند دليل كل فريق وترجيح المذهب القوي في هذا المبحث.
1. أدلة المجيزين لمراعاة الخلاف بعد الوقوع: ذهب جمهور المالكية إلى الاستدلال بمجموعة من الأدلة (...)
2. أنواع مراعاة الخلاف
ينقسم مراعاة الخلاف عند العلماء إلى صنفين:
أ. مراعاة الخلاف قبل وقوع الفعل، أو الخروج من الخلاف، فالمالكية راعوا الخلاف قبل وقوع الفعل، وذلك احتياطا، وهو ما يسمى عندهم بالخروج من الخلاف ابتداء، إلا أن بعض المالكية استشكوا هذا (...)
مراعاة الخلاف
هو أحد الأصول التي اعتمد عليها الإمام مالك، وبنى عليها فقهه، وقد ذكرنا سابقا اختلاف العلماء في عده أصلا أو لا، وهذا الأمر دفع بالإمام الشاطبي إلى التنبيه عليه، بقوله: "قد عد الناس الأدلة ولم أر من عد أصول ماعاة الخلاف أصلا منها"[1]، (...)
4. خدمة قضايا الأمة
إن ما يتميز به التصوف المغربي هو قربه من الواقع المعيش، واحتضانه لمشاغل وهموم الأمة عبر خدمة قضاياها وانشغالاتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وتحقيق المصالحة بين القبائل المقتتلة وحقن الدماء والسهر على تحقيق الوحدة بين مختلف (...)
3. البعد عن التجريد
انتهج الصوفية المغاربة منهجا يتسم بالبساطة والوضوح، وعدم التعمق والتوغل فيما ليس تحته عمل، والالتزام بحدود النص الشرعي وعدم الإغراق وإطلاق الحقائق، بل يعتبرون ذلك استدراجا وامتحانا فيتعوذون مما ينكشف لهم "ويفرون منه، ويرون أنه من (...)
2. الجمع بين المجاهدة والجهاد
يتميز التصوف بالمغرب بخاصية الفاعلية، والبعد عن الكسل والبطالة والخمول، وتاريخ التصوف هو تاريخ الجهاد والمجاهدة فهما متلازمين لا ينفكان. ومفهوم الجهاد عند الصوفية مرتبط بمفهوم المجاهدة، يقول الراغب الأصفهاني في مفردات (...)
التصوف ثابت من ثوابت الهوية الدينية المغربية بجانب المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وإمارة المومنين، وقد درج علماؤنا رحمهم الله على التشبث بهذه الركائز وتحصينها في وجدان المغاربة على مر العصور. واختيار المغاربة للمسلك الجنيدي لم يكن اعتباطا ولا (...)
[أمثلة سد الذرائع من فقه الإمام مالك]
الناظر إلى فقه الإمام مالك يجد كثرة الأمثلة والشواهد على اعتماد الإمام مالك على أصل سد الذرائع، ومن أمثلة ذلك:
المثال الأول: كراهة صلاة الجماعة الثانية بعد صلاة الجماعة الأولى في المسجد الذي فيه إمام الراتب، فقد (...)
أقسام الذَّرائع
قسَّم الشَّاطبيّ الذَّرائع بحسبان ما يترتّب عليها من ضرر أو فساد إلى أربعة أقسام[1].
الأوَّل: ما يكون أداؤه إلى المفسدة يقيناً، كحفر بئر خلف باب الدَّار في طريق مظلم بحيث يقع الدَّاخل فيه، وشبه ذلك، فهذا ممنوع، وإذا فعله يكون (...)
حجية سد الذرائع
اختلف العلماء حول حجية سد الذرائع بين مؤيد له ومعارض، فالمالكية والحنابلة يعتبرانه حجة، بينما ل الشافعية والحنفية أخذا به في حالات وأنكراه في حالات أخرى بينما الظاهرية أنكروه جملة وتفصيلا.
واستدل القائلون بحجية سد الذرائع بمجموعة من (...)
سد الذرائع
وهو من الأدلة الخاصة التي اعتمدها الإمام مالك وعمل بها ودافع عنها، يقول ابن أبي كف في الأصول المعتمدة لدى الإمام مالك:
وسد أبواب ذرائع الفساد فمالك له على ذي اعتماد
1. تعريف الذرائع
الذرائع جمع ذريعة وتطلق على عدة معاني لعل ألصقها بموضوع (...)
المصالح المرسلة
إن الناظر في فقه الإمام مالك يجده مبنيا في كثير من مسائله على رعاية المصالح ودرء المفاسد، وسنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على بعض القضايا التي اعتمد فيها مالك على المصالح المرسلة، وكيف أنه فتح بابا عظيما للاجتهاد وعدم التشديد على (...)
المصالح المرسلة
سبق وتحدثا عن ماهية المصلحة، وأنها حجة عند الجمهور، إذا توافرت فيها الشروط وإلا كانت محض تشريع بالهوى، وبناءا على ذلك وضع العلماء مجموعة من الشروط والضوابط إلا أنهم اختلفوا في تحديد هذه الشروط، فقد ذكر الغزالي أنه لابد من توفر ثلاثة (...)
المصالح المرسلة
يعد مبحث المصالح المرسلة من أهم المباحث الأصولية التي وقع فيها نقاش بين العلماء، وقد نال حظا كبيرا من الدراسة والبحث، ولعل أهم بحث في هذا الإطار يعود لفضيلة الشيخ المرحوم سعيد رمضان البوطي، وذلك أن الشريعة إنما جاءت لتحقيق مصالح (...)