لا مراء أننا نحتاج، أكثر من أي وقت مضى في سياقنا العربي الإسلامي، إلى التنوير بأبعاده التحريرية الكونية فكرا وثقافة واجتماعا واقتصادا وسياسة. ويعَدُّ التنوير الفكري مفتاحا لا مناص منه لمراجعة كثير من الوثوقيات والانغلاقات التي تعوق انخراطنا الفعال (...)
أصدر المفكر التنويري والمترجم الأنيق هاشم صالح كتابه الأخير "العرب بين الأنوار والظلمات..محطات وإضاءات"(دار المدى، 2021)، مضمنا إياه مقالات هامة ودراسات متعاضدة، تسير جميعها ضمن نسق الدفاع عن التنوير في الفكر العربي الإسلامي، ومناهضة كل أشكال (...)
خامرتني منذ مدة، ليست بالقريبة، فكرةُ أن أكتب مقالا بعنوان "الأنوار لا تتزاحم"؛ وذلك للإشارة إلى إمكان تقاطعٍ والتقاءٍ أكيدين بين "أنوار الإسلام" و "أنوار الحداثة"؛ وهو الإمكان الذي أفهمهُ اليوم من عنوان "إسلام الأنوار". ظلت هذه الفكرةُ ضامرةً في (...)
ما إن وصلت إلى البيت، حتى وجدتُ ابنتي تتأهب لإخباري ب"قرار" يبدو أنها أجهدت ذهنَها وطوعت نفسها لاتخاذه. بادرتني، بحماس متردد في عينيها وصوتها، أنها لن ترافقني قطُّ إلى مقام وليٍّ أو مزار أو ضريح. وكنت قد دأبت، مدى سنوات، على اصطحابها معي لحضور (...)
الومضة الأولى: التباسُ اللانسقية والقراءةُ المفتوحة
ربما كان من بين خصوصية الفعل العقلي القرآني، أو لنقل بنوع من التجوز "البنية القرآنية" التي يمكن تعقُّلها، أنها بنية قائمة على ما سماهُ الشيخ الأكبر في توصيفِ كتاباته ب"التبديد"؛ ويسميه البعض اليوم (...)
ثمة ملاحظة رئيسة نرى من اللازم الوقوف عندها؛ مفادها أن الرؤية التجميدية للتجديد، حتى وهي تعلن قبولها للاجتهاد، فإنها تجهر برفضها لكل المعارف الإنسانية والاجتماعية الحديثة، وتدعو للاقتصار على "العلوم الشرعية" التي بها، وبها فقط، تفهم "المصادر (...)
حين نستعمل اصطلاح "الخطاب الديني" فنحن نعني به تلك الممارسة اللسانية ذات المرجعية العلمية المنضبطة بالشرائط المعرفية لإنتاج الخطاب من جهة، مثلما نعني به ما أنتج حول الخطاب الوحياني من مسارات فهم ومسالك إدراك بشري لهذا الوحي من جهة ثانية. ومن ثم فنحن (...)
ذاهلاً، فاغِراً فِي أمام الشاشةِ أتفحَّصُ مَشهداً. ليس المشهدُ المُفجِعُ سينمائيا، نعم صورتُه مُستَرَقَةٌ بركاكةٍ من زمان آخر، لكن إحداثياتِ حدوثه تحيلُ على العراق المعاصر؛ أمر يُمزِّقُ و يحرِّقُ السريرةَ حسرةً و أسفاً...أتسمَّرُ أمامَ الشاشةِ، (...)
… أبعادٌ فكرية ودينية مُضْمَرَة
لنغضَّ النظرَ، و لو للحظاتٍ، عن القراءة السياسية، و تلك السياسوية، للموقفِ المغربي بالانسحاب من مظاهرة باريس التضامنية ليوم الأحد 11 يناير 2015م مع "شارلي إيبدو". ولنسجّل أنّ هذا الانسحاب، الذي تمَّ بسبب رفع رسومات (...)
ينطرحُ اليوم، كَرَّة أخرى، سؤالُ اللُّغة بحدَّةٍ في النقاشِ العام بالمغرب، نعيدُ تناولَ نفسِ القضايا بمنظوراتٍ مُتشابهة، بل و مَكرورة، وكأنه لم يحدث نقاشٌ صاخبٌ وخصيب عقب الدعوة العيُّوشية إلى تدريج لغةِ التدريس، وكأنّ هذه الدعوةَ لم تحرِّك أقلاما، (...)
إن المتأملَ في ما تُنتِجُه مؤسساتُ إنتاج المعنى في العالَم الإسلامي- مساجِدَ ومدارسَ ومعاهدَ وجامعاتٍ وجمعياتٍ ثقافيةً وإعلاماً- من "خطابٍ" دينِيّ، يكتَشِفُ مدى الارتباك الذي يطبع كثيراً من تجلياتِ هذا "الخطابَ"؛ سواء في علاقتهِ مع "أصولِه"؛ أو في (...)
«الحملة على الإسلام والعرب»، هو عنوان المقال المنشور بجريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 18-04-2014، والذي «أوقد» به المفكر اللبناني د. رضوان السيد نقاشا مفتوحا بين عدد من المثقفين، حول ما اعتبر أن «الإسلام» يتعرض له من تحطيم على يد «العقلانيين (...)
حلَّت خلال الأيام الأخيرة شهر الله الحرام رجب ذكرى عزيزة في تاريخ المسلمين، ولحظة متميزة من لحظات سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يتعلق الأمر ب"ذكرى الإسراء والمعراج". وكلما حلَّت مناسبةٌ دينية، من هذا القبيل، إلا وتحركتْ في وجداني قشعريرةٌ (...)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
أن يأتَلِفَ مفكرون وباحثون، من حساسيات فكرية مختلفة ومرجعيات معرفية متباينة، طيلةَ يومين للحوار والنقاش حول "الخطاب الديني: إشكالياته، وتحديات التجديد" أمر ليس بالهين ولا باليسير. إنه تمرين (...)
لما طفقتُ أقرأ رواية "القواعد الأربعون للعشق" (أو"أربعون قاعدة للحب" حسب ترجمة دار الآداب)، أدركت، منذ الصفحات الأولى، أننا إزاء تحد إبداعي استثنائي بمقاييس شتى؛ ففضلا عن كون الرواية تتناول ب "التسريد" حياة روحية باذخة لأحد أعلام التصوف الإسلامي ذي (...)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
"الحملة على الإسلام والعرب"، هو عنوان المقال المنشور بجريدة "الشرق الأوسط" بتاريخ 18-04-2014، والذي "أوقد" به المفكر اللبناني د. رضوان السيد نقاشا مفتوحا بين عدد من المثقفين، حول ما (...)
-1-
أُثيرتْ خلال الأيام الأخيرةِ أحاديثُ صاخبةٌ عن ظاهرةٍ أليمةٍ ما فتئت تخترقُ مختلف الشرائح والفئات؛ ربما كانت دوما قائمةً لكن الوعي بحضورها لم يكن بالشكل الحيوي الراهن بسبب ما صار إليه زماننا من انفتاح تكنولوجي وتواصلي غير مسبوق. يتعلق الأمر (...)
"إنمَا النساءُ شقائقُ الرجالِ"
حديث شريف(1 )
ثمة، فيما أرى، رؤيةٌ تُؤطر ما يعرف ب "الأيام العالمية"، لا يستحضرُها أغلبُ من يُنكر على "العالَم" أن يُخصص يوماً للاحتفال والاهتمام بموضوع معين، هو أولى أن يكون، في انتقادِ المُنكِرينَ، انشغالا دائما لا (...)
أن يُوَقِّع وزيرُ التربية الوطنية المغربي "إعلاناً للنوايا" أو "اتفاقَ شراكةٍ" مع نظيرهِ الفرنسي فانسون بيون يُدخل بموجِبهِ الباكالوريا الفرنسية إلى الثانويات العمومية المغربية؛ وذلكَ بعد "الحِرَاكِ الثََّقَافي" الذي أثارته الدعوة العيوشية لتدريج (...)
تنسربُ بين الحين والآخرِ في كتاباتِ ومحاضراتِ بعض المثقفين والمفكرين، المحسوبينَ على «الحداثة» و«العقلانية» و«التنوير»، أحكامٌ عن الخطاب الصوفيِّ تكشفُ محدوديةَ اطلاعِهِم على التصوفِ كأفق معرفي ثم كتجاربَ روحية ثم كتمظهر مؤسساتي في التاريخ. كما (...)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
تنسربُ بين الحين والآخرِ في كتاباتِ ومحاضراتِ بعض المثقفين والمفكرين، المحسوبينَ على "الحداثة" و"العقلانية" و"التنوير"، أحكامٌ عن الخطاب الصوفيِّ تكشفُ محدوديةَ اطلاعِهِم على التصوفِ كأفق (...)
-1-
تكاد الرَّداءَة بما هي تدنٍّ في السلوك والاختيار وانفراط لسمي قيم الحوار والتعايش وتمجيد الاعتراف وتقدير الكفاءات والمساواة في الفرص والحرص على الجودة والإتقان، والحفاظ على يقظة الضمير وتحصين الحريات واحترام الاختلاف وتغليب مصلحة الجماعة على (...)
-1-
تكاد الرَّداءَة بما هي تدنٍّ في السلوك والاختيار وانفراط لسمي قيم الحوار والتعايش وتمجيد الاعتراف وتقدير الكفاءات والمساواة في الفرص والحرص على الجودة والإتقان، والحفاظ على يقظة الضمير وتحصين الحريات واحترام الاختلاف وتغليب مصلحة الجماعة على (...)
- 1 – يؤسفني غايةَ الأسفِ أننا مازلنا في المَغربِ نلوكُ قضايا وأسئلةً غيرَ ذات معنى لا في ديننا ولا في ثقافتنا ولا في مجتمعنا؛ قضايا وأسئلةً نراها مكرورةً وعقيمة لا تنتجُ معرفةً ولا تُجدِّدُ إيماناً بقدر ما ترتد بنا القهقرى، بل تستنفر في مجتمعنا (...)
إن أي حديث عن "عمل الزوايا" هو بالضرورة اقتراب من مهام "الإصلاح والعمل التربوي للزوايا"، ومعلوم أن اختيار هذا الحديث، هنا والآن، أملته جملة من المعطيات المحلية والإقليمية والتي تطرح بإلحاح على أهل النسبة الإحسانية معاودة تأمل واقعهم والنظر في خطابهم (...)