لسنوات عديدة، ظلّ البحث في موضوع "الدين" مرهونا باستحضار "الملكية" باعتبارها تجسيدا "لإمارة المؤمنين"، أو "الحركات الإسلامية" بحكم ما خلقته من تفاعلات سياسية… وهذا يعني أنه غالبا ما يتمّ التفكير في الموضوع من وجهة عملية سياسية أداتيه. ولكن، من حقنا (...)
كثر الحديث عن الثنائيات التي يكون فيها "الإسلام" طرفا: الإسلام والاشتراكية، الإسلام والديموقراطية، الإسلام والرأسمالية… وقس على ذلك. ودونما طرح السؤال الجوهري عن الأسباب والدواعي التي تجعل الإسلام حاضرا، بشكل مثير للاستغراب، في كل كبيرة وصغيرة، (...)
يصبح الإسلام عجيبا حينما يرتفع فوق التاريخ، ويصبح غير ملزم بالمكان والزمان. ولا يتعلق الأمر هنا ببعض المبادئ الإنسانية الخالدة التي قد نجدها في الإسلام وغير الإسلام، بل وهذا هو الإشكال، تطال إطلاقيته تفاصيل محدّدة يستحيل انفلاتها من محددات المكان (...)
ينفتح هذا العمل الأدبي ب "إهداء" ينبئ عن الروح العامة التي يندرج فيها "حديث" الكاتب عن مكان عنوانه "سينترا". فكلّ الأشخاص المذكورة أسماؤهم هم علامات أو دوال على دلالات تحيل على الإيمان بالتعايش والمستقبل والتسلح بالعقل وروح التنوير. ص5
في البدء كانت (...)
طيلة يومي 17 و 18 نونبر 2014، ومن خلال ثلاث جلسات علمية، ناقش عدد من الأساتذة الباحثين، والمهتمين، من المغرب ومن خارجه، موضوع سؤال الدين الحرية. وبحثا عن بعض عناصر الجواب عن هذا السؤال الذي تزداد راهنيته يوما بعد يوم، ناقش المشاركون في هذا الملتقى (...)
يشهد التاريخ على أن من بين الأسس التي قام عليها تقدم الأمم، نقد الفكر الديني. ويكفي لتبيّن ذلك أن نتصفح تاريخ أوربا، بدءا من فرنسا «عصر الأنوار» إلى ألمانيا «اليسار الهيغلي» (نسبة إلى الفيلسوف الشهير F.W.Hegel) مرورا بحركات «الإصلاح الديني» ومقومات (...)
في أواسط السبعينيات، حدث أن طُرح للنقاش مع أحد أساتذتنا موضوع «المرأة»، وكنا في أغلبنا كتلاميذ يافعين من المدافعين عن كل أوجه التحرر، و ليس فقط عن حرية المرأة. ومع ذلك كان هناك من بيننا صوت نشاز اتهمّنا بالإلحاد و الخروج عن الدين. بل و لم يتمالك هذا (...)
يبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى، ضرورة نزع طابع «القداسة» عن الكثير من المفاهيم، وعلى رأسها مفهوم «الخلافة»، راشدة كانت أو قاصرة. فالكثير من الكتَبة والدّعويين ممّن يستحضرون الخرافات والأباطيل وأساطير الأولين، ويجهلون جهلا مطبقا قوانين التاريخ ومحددات (...)
تدّعي بعض الدول أنّها تطبّق تعاليم الإسلام، كما تدّعي الحركات الإسلامية بمختلف أطيافها أنّها تسعى لجعل هذه التعاليم حقيقة واقعة. ولكن ما هي تحديدا هذه التعاليم الدينية التي يسعون إلى ترجمتها فعليا على أرض الواقع؟
لاحظ الباحث الكبير محمد أركون أنّ (...)
يبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى، ضرورة نزع طابع «القداسة» عن الكثير من المفاهيم، وعلى رأسها مفهوم «الخلافة»، راشدة كانت أو قاصرة. فالكثير من الكتَبة والدّعويين ممّن يستحضرون الخرافات والأباطيل وأساطير الأولين، ويجهلون جهلا مطبقا قوانين التاريخ ومحددات (...)
استوقفني بيت شعري للعظيم أبي العلاء المعري يقول فيه:
يد بخمسمئين عسجد فُديت * ما بالها قُطعت في ربع دينار
أعدت قراءة هذا البيت الشعري مرات عدّة، وكأني أسبّح بحمد الله. تحسّرت كثيرا على ما نعيشه اليوم من بؤس فكري، وتذكرت عشرات الفضائيات البترولية (...)
-1 إذا كان كارل ماركس يميّز بين «المواطن» و»الإنسان» لينتقد بلا هوادة «دولة المواطن» التي فصلت الإنسان عن إنسانيته، و تسبّبت في استيلابه، فإني على خلاف ذلك، وأخذا بعين الاعتبار أن «دولة المواطن» التي ينتقدها ماركس ليست دولتي، و لا هي أصلا تحقّقت (...)
كنت أبحث عبر شبكة الأنترنيت عن أمر يهمّني. و أثار انتباهي أن وجدت اسمي مقرونا بكتاب نشرته مؤخّرا تحت عنوان «تحرير الكلام في تجربة الإسلام». و الحقيقة أنّي استبشرت خيرا و قلت في نفسي ربّما يتعلّق الأمر بقراءة في هذا الكتيّب لم أتمكّن من الاطّلاع (...)
كنت أبحث عبر شبكة الأنترنيت عن أمر يهمّني. و أثار انتباهي أن وجدت اسمي مقرونا بكتاب نشرته مؤخّرا تحت عنوان «تحرير الكلام في تجربة الإسلام». و الحقيقة أنّي استبشرت خيرا و قلت في نفسي ربّما يتعلّق الأمر بقراءة في هذا الكتيّب لم أتمكّن من الاطّلاع (...)
أصبح الدين اليوم فضاء يفرض نفسه على كل الفاعلين السياسيين والمدنيين. فعلى المستوى الوطني تداخل العاملان الديني و السياسي (توظيف الدين في السياسة، تناسل الفتاوى، ارتباط بعض الحركات الرافضة والاحتجاجية باسم الدين... )، في هذا السياق وجدت المؤسسة (...)
كنت عازما على إصدار كتاب في خريف السنة الحالية، يناقش سؤال السياسة بالمغرب الراهن. وبالفعل كنت قد تمكّنت من وضع اللمسات الأخيرة لأغلب فصول الكتاب، وهي في الأصل إعادة قراءة وصياغة لعدد من المساهمات في بعض الملتقيات، غير أنّ هناك فصلا واحدا، أبى و (...)
يطرح علينا إرث المغرب السياسي سؤالا مركزيا يتمثّل في علاقته بواقعنا الراهن ؟ وحينما نطرح السؤال، فإننا لا نقصد فقط تاريخ الوقائع السياسية، بل نقصد أيضا، وعلى الخصوص تلك الثقافة السياسية الملازمة لها، حتى ولو اتّخذت لنفسها أشكالا ملتوية.
كل الوقائع (...)
الدّولة المغربية، على ما هي عليه، هي صورة المجتمع المغربي، عنوانه و نقطة وصوله. إن كانت ضعيفة، فلعلّة ما، أو لعلل تسكن المجتمع نفسه. وهي في نهاية المآل تكثيف لما يسري في داخله. غير أن الدولة كإرادة عامة وكشيء عمومي، لا يمكن تصوّرها إلا في نطاق (...)
..وأنا أعيد قراءة كتاب الشيخ علي عبد الرازق حول “الإسلام وأصول الحكم”، تذكّرت درسا دينيا من الدروس الحسنية، ألقاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق، السيد عبد الكبير العلوي المدغري بعنوان “السلطان ظل الله في الأرض”، كلّه تبرير مقنّع للاستبداد (...)
...وأنا أعيد قراءة كتاب الشيخ علي عبد الرازق حول "الإسلام وأصول الحكم"، تذكّرت درسا دينيا من الدروس الحسنية، ألقاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق، السيد عبد الكبير العلوي المدغري بعنوان "السلطان ظل الله في الأرض"، كلّه تبرير مقنّع للاستبداد (...)
في الأيام القليلة الماضية التي شهدت إنشاء لجنتي مراجعة الدستور، و ما أثارته من مناقشات، تضخّم الحديث عن "الهوية"، هويتنا نحن المغاربة. قال لنا البعض إنّ الإسلام هويتنا، ليس كبلد فقط، بل أيضا كدولة. و قال البعض الآخر، نحن المغاربة، تاريخا ولغة وحضارة (...)
إذا كان تحديد مفهوم المثقف، يثير ولا يزال نقاشات عدّة، فإنّنا نكتفي بالتساؤل هنا عمّن يمكنه أن يحمل هذه الصفة في المغرب الراهن. هل يكون المتعلّم الذي يحمل همّا عموميا؟ هل هو الأكاديمي المنشغل بتخصّصه المعرفي؟ أم تراه يكون الحافظ لأحكام الشريعة (...)
في السنوات القليلة الماضية، تكلّفت بتدريس "تاريخ الفكر السياسي الحديث". و كأيّ مُدرّس مواظب، عُدت لعدد من المراجع التي تؤرّخ لهذا الفكر، بدءا من ماكيافلي إلى غاية كارل ماركس. وأنا أدوّن استشهاداتي، وأسجّل ملاحظاتي، لا أدري كيف كنت، بين حين و آخر، (...)
ينتظر المغاربة، بعد انتهاء كلّ الإجراءات اللازمة، وزراءهم الجدد في الحكومة المقبلة. وكلّهم يترقّبون مدى التغيّر الذي سيطرأ على سلوك الوزير المغربي داخل حكومة يعتبرها الكثير، عن حقّ، وربّما عن أمل، أول حكومة فعلية في التاريخ السياسي المغربي، بمنطق (...)
إن النظر في وضع الإسلام بالمغرب الراهن، يجعل المرء يستشعر أن الأمر لا يتعلق بمفهوم وحيد للإسلام، بقدر ما يتعلق بإسلام متعدد الأوجه. ومن بين هذه الأوجه يمكن أن نذكر ما لا يقلّ عن أربعة: هناك أولا إسلام "مدني"، وحامله هو المواطن أو الشعب في مجموعه، (...)