لم أكن أعرف، ولا أدري إن كان هو يعرف، أن ما تبقى له من أيام في منصبه الوزاري لا يزيد عن أربعة أو خمسة أيام ... كان ذلك في منزله الكائن في قلب الرباط، عندما استضافني الصديق سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي على وجبة غداء من "الكسكسي" الشهي، (...)
أعترف بأني حديث العهد ب"الفيسبوك"...اتعامل شخصياً مع صفحاته، منذ ثلاثة أسابيع فقط...قبل ذلك، تطوّع آخرون لإدخالي إلى هذا العالم، إلا أن ترددي وإحجامي، حالا دون أن أمتلك صفحات فاعلة ونشطة...الآن بدأت الصورة تتغير، وإن كنت لمّا أزل، أقارف أخطاء تثير (...)
بدا أيمن الظواهري في "حُلّة بيضاء قشيبة"، وهو يتلو "بيان المناصرة" للثورة السورية، ويحث "المجاهدين" في درعا وجسر الشغور و"حماة الشهادة" وحمص الصحابة والأولياء الطاهرين، على المضي في طريقهم المبارك حتى إسقاط النظام الكافر والعميل...لا شيء في مظهر (...)
من بين الثورات/الانتفاضات التي اندلعت في ستة بلدان عربية، ثمة ثورتين/ انتفاضتين، أثارتا انقساماً حاداً في المواقف حيالهما: البحرين من قبل وسوريا من بعد، باقي الدول العربية (تونس، مصر، ليبيا واليمن) كان هناك إجماع، أو ما يشبه الإجماع العربي على دعم (...)
نجح العقيد القذافي في "كسر" انسياب حركة الثورة العربية الكبرى واحتواء اندفاعتها...وأمكن له – إلى الآن على الأقل – أن يوقف طلائعها على مشارف ميدان التحرير وشارع الحبيب بورقيبة...وبعد أن بدا كفأر مذعور في أول أيام الثورة الليبية المجيدة، عاد بعد بضعة (...)
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، يفاوض ثوار بلاده، عبر وساطة خليجية، على شروط استسلامه ورحيله...كل ما يريده الرئيس الحالي، وقبل أن يحصل على لقب "الرئيس المخلوع" هو أن يطمئن على سلامته شخصاً وسلامة نجله ووريثه المفترض الكولونيل أحمد، فضلاً عن بقية (...)
(1)
نحن نقف مع أنفسنا إذ نقف مع زملائنا في مكتب "قناة الجزيرة" في عمّان ياسر أبو هلالة وحسن الشوبكي والآخرين...ومع الزميل سليمان الخالدي من رويترز...ومع الزملاء الصحفيين الذين تعرضوا للاستباحة على دوار الداخلية...نحن نقف مع كل هؤلاء، لا لأننا مع (...)
احتلت مسألة "الملكية الدستورية" مكاناً محورياً في الجدل الوطني العام، الذي اندلع بقوة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، على وقع الحراك الشعبي المحلي من جهة، وثورات الإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي في العالم العربي من جهة ثانية...وما كان يُثار همساً (...)
(1)
شكرا لثورات الشباب العرب، فقد ذكّرتنا بأن هناك "حكومات" في الدول العربية، بالإمكان إقالتها وتحويل رؤسائها إلى القضاء بتهمة الفساد...من منكم كان يذكر اسم رئيس الحكومة في تونس ابن علي على سبيل المثال...من منكم يذكر اسم رئيس الوزراء في ليبيا (...)
من ليبيا إلى البحرين مرورا باليمن، تبدو قوى الثورة المضادة في حالة اهتياج، لقد شحذوا أسلحتهم بعناية، وقرروا الانقضاض على المواقع والمعاقل التي انتزعها الثوار بغالي التضحيات ونفيسها...العقيد القذافي أطلق العنان لطائراته وصواريخه مستفيداّ من التواطؤ (...)
لم يبق الديكتاتور مركزاً دولياً من دون أن يذكره بخدماته السابقة له، أو يعرض عليه خدمات لاحقة...ذكّر واشنطن بحربه على القاعدة والإرهاب...أعاد تذكيرها بصفقة التعويضات التاريخية الكبرى وكنوز المعلومات عن الشبكات والمنظمات الإرهابية...ولفت انتباه قادتها (...)
الديكتاتور مصدوم...فالغرب تخلى عنه برغم كل الخدمات الجليلة (الخسيسة) التي قدمها لهم...لقد حمّل "برنامج ليبيا النووي" بكامل عدته وعتاده، وعلى نفقته الخاصة إلى واشنطن...دفع لكل ضحية من ضحايا لوكربي مبلغ عشرة ملايين دولار، وهي أكبر ديّة رسمية تدفع حتى (...)
لم يُبقِ قادة الفساد والاستبداد فرية إلا وألقوا بها على شعوبهم الثائرة...ولم يتركوا وصفاً قذراً إلا واستخدموه في وصف طوفان الجماهير الذي دك عروشاً وهزّ أخرى...لسان حالهم يقول: ليس هناك سبب "وجيه" للثورة، فلماذا يخرجون للشوارع ومن يقف وراءهم...إنهم (...)
ما من رجل تنسجم صورته مع أفعاله مثل العقيد الليبي معمر القذافي...وما من رجل اجتمعت فيه أعراض جنون العظمة بأعراض جنون الإجرام مثل هذا الرجل...وما من رجل لن يجد في مختتم حياته جحراً آمناً وستضيق الأرض عليه بما رحبت، مثل القذافي.
مجرم الحرب في (...)
أمطرتنا المصادر المختلفة، بوابل من المعلومات والتحليلات والتكهنات حول دور الجيش المصري في أسابيع الثورة والغضب الثلاثة الأخيرة، حتى بتنا حائرين في فهم موقع المؤسسة العسكرية وموقفها، ومترددين في إطلاق العنان للتقديرات والاحتمالات المبثوثة في رحم (...)
بعد أسبوعين على انطلاقتها المجدية، يزداد القلق على ثورة اللوتس ويكتشب مشروعية أكبر من أي وقت مضى...فالمتآمرون على هذه الثورة كُثرٌ...والساعون لإجهاضها أو إفراغها من مضمونها لا يعدون ولا يحصون...والمجتهدون في سبيل امتطاء صهوتها، يتقاتلون على "جلد (...)
لم يبق مثقف أو ناشط مصري لم يدل بدوله فيما حدث ويحدث في بلاده خلال الأيام السبعة الفائتة...ولم يشذّ أي من هؤلاء عن قاعدة الإجماع الشعبي المطالب برحيل الرئيس مبارك وتغيير النظام...قلة قليلة من رموز النظام القديم، من طبّاليه وزمّاريه، ما زالوا على (...)
لا شيء ينفع في لبنان أو معه...لا الحل "الوطني" للأزمة اللبنانية المشتعلة، يبدو ممكنا في ظل إنعدام الثقة بين فريقي الصراع واتساع الفجوة التي تباعد ما بينهما، ولا الحل "القومي" يبدو متاحاً بعد أن تحوّل العرب إلى جزب من المشكلة بدل أن يكونوا جزاء من (...)
تدفعك محبتك للشعب السوداني الطيّب والمُحب، لزيارة السودان مرة تلو الأخرى، ليس الآن أو مؤخراً، حيث الفنادق والمطاعم والسيارات الفخمة تنتشر في عاصمة البلاد، بل وحتى في تلك الأزمنة التي كان الهبوط فيها بمطار الخرطوم، يشبه الهبوط الاضطراري الذي تحدثك (...)
تتحفني الصديقة عروب العابد ما بين الحين والآخر، بقصة أو مقال أو نكتة أو تعليق، آخر "اختياراتها" التي وصلتي أمس بالإيميل، كان عبارة عن "فيديو كليب" فيه مقابلات مع عدد من الشبان العرب، أعتقد من لهجتهم أنهم من الأردن، لكنني غير متأكد من ذلك، وقد تميّزا (...)
مربك، مضحك ومثير للسخرية، بعض ما تأتينا به الشبكة العنكبوتية من أخبار ومعلومات و"Junk Mail"، والأعجب والأغرب، من محتويات البريد الالكتروني الذي نستقبل المئات منه يومياً، تلك الأسماء التي يطلقها الناس على أنفسهم، بملء حريتهم وإرادتهم، إما تحبباً أو (...)
لم تأخذنا المفاجأة، ولم نقع على ظهورنا لهول ما جاء في وثائق ويكيليكس المسرّبة، فكل ما فيها معروف، باستثناء بعض المعلومات الإضافية عن "شقراء ليبيا" ومشاعر بعض القادة العرب الشخصية حيال إيران وسوريا وحماس، أما مواقفهم، وسياسات دولهم وأجهزتها، فنحن (...)
الموضوع المهيمين على "النقاش العام" في ألمانيا، هو موضوع الهجرة والمهاجرين، فحيثما تذهب وبمن تلتقي، يتعين عليك الاستعداد مسبقاً للخوض في هذه المسألة وتقليب مختلف صفحاتها، خصوصا حين يعرف مضيفوك أنك قادم من بلد عربي أو إسلامي.
مع أن خُمس (20 (...)
فجأة ومن دون مقدمات، تحولت "الطرود البريدية" إلى ما يشبه "الفيروس"الحامل للمرض، وأصبحت صناعة الشحن الجوي في مرمى "الإرهاب العالمي"، الذي وإن تلوّن ب"الأخضر" و"الأسود"، إلا أن "الطرود اليونانية" قد أضفت إليه "خطاً أحمر" باهت، بنسبتها إلى اليسار (...)
من "سرت" إلى رام الله، ارتفع عدد "البدائل" التي تتوفر عليها القيادة الفلسطينية لمواجهة فشل المفاوضات وإنهيار عملية السلام، من أربعة بدائل إلى سبعة بدائل، ولا ندري كم سيبلغ عددها إن استمر "البازار" مفتوحاً على مصراعيه، إذ ربما يتشكل هنا رقم قياسي (...)