في إثبات عدم فشل الثورات العربية، سادت لمرحلة طويلة نظرية يوجهها التفاؤل إلى اليأس؛ فقد قيل إنّ الفصل النهائيّ للصراعات والتناقضات يستغرق دوما زمنا طويلا، قبل أن يُكتب الانتصار وتنتهي الأمور إلى الخلاص. ولهذا السبب، كان يستدل بالثورات الأوروبية، (...)
هناك مآخذ كثيرة على وثيقة «حماس» الأخيرة، على ركاكتها وتفككها وتناقضاتها الذاتيّة، وعلى ما تبغيه قيادة الحركة من ورائها، وبالخصوص في ما يتعلق بالعلاقات الفلسطينيّة– الفلسطينيّة.
أمر واحد ينبغي ألاّ تؤاخذ عليه، هذا الأمر تحديداً هو أكثر ما تعرّض (...)
معضلة الرئيس الفرنسيّ المنتخب إيمانويل ماكرون كمعضلة هيلاري كلينتون،والى حد ما باراك أوباما في السابق: إنّها الجمع بين التقدّميّة في القضايا الاجتماعيّة والثقافيّة،أي في قضايا العنصريّة والاقليات والجنسويّة،والمحافظة في القضايا الاقتصاديّة، أي على (...)
طغى طيلة الفترة السابقة تقريباً، وعلى نحو ملتبس هذه المرة، شبح انتفاضة فلسطينية جديدة. ويظهر شريط الأحداث أنه على خلفية اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى ومحاولة التفرد به زمانياً ومكانياً، ارتفعت حدة الاصطدامات بين الفلسطينيين في القدس الشرقية وفي (...)
ان الاوان كي تتخلص أوروبا من أوهامها. فالاجراءات الأمنية التي اتفق عليها رؤساء الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الاخير يوم الخميس 23 ابريل، لمعالجة مأساة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، والتي ذهب ضحيتها 1300 فرد في ظرف أسبوع واحد، لن تبدل كثيرًا من (...)
اصبح الحديث عن أسباب «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، لا يفيد كثيراً في قراءة المشهد الراهن. العنوان الرئيسي للنزاع إقليميٌ متعدد الجوانب: هناك رغبة سعودية بمنافسة دينامية إيران والتغلب عليها في (...)
أصبح من الواضح أنه لا حدود للنفود الإيراني وتمدده، فبروز الإسلام السياسي الشيعي ممثلا في حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن، والعديد من المتحولين إلى مربع الامتداد الإيراني بتاثير التشيع السياسي لم يفهم بعد بشكل جيد خارج إطار «الطائفية» (...)
يتداول المهتمون، على نطاق واسع، نقاشا حول إعادة إحياء «الإسلام السياسي» لمواجهة التوسع الإيراني الذي يعبث بجهات في العراق بمستوى يصل إلى درجة الاجتياح السلطوي, وبمستويات متفاوتة في سوريا ولبنان واليمن ودول شرق إفريقيا. لكن هل هذا التوسع الإيراني هو (...)
ماهي حقيقة كل الأزمات في منطقتنا: سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية؟ وهل هناك إمكانية لفهم أشكال السيولة في الأوضاع الداخلية لدول المنطقة ؟ الإجابات التعميمية عادة ما توحي باستنتاجات خاطئة ومضللة؛ هذا التمييز بين ما هو سياسي واقتصادي وثقافي متوهم (...)
لم يأت فوز حزب «سيريزا» اليساري في الانتخابات اليونانية من فراغ، لقد كان نتيجة للأزمة الأوروبية العميقة التي ترتبط بمجالات خاصة بالهوية، وبالاقتصاد وتأثيراته الاجتماعية، وبارتباط ذلك كله بسياسات دول المركز الأوروبي وانعكاسها على دول الهامش.
في ماي (...)
تكثر التساؤلات عن الوضع الذي يعيشه العرب، هل يشهدون مقدمات صحوة أم انهيارا؟ أم أنهم يتعايشون بصعوبة مع بدايات ثورية (كما شهدتها مناطق أخرى في العالم) يشوبها العنف والتعرجات والتجزئة؟ على الأغلب دخلوا مرحلة ثورية طويلة المدى ستغير واقعهم وتلقنهم (...)
لم يفاجئ الإرهاب الذي ضرب العاصمة باريس قبل أيام الكثيرين. الجديد في الضحايا - الهدف. وكان الهدف إسكات هذا الصوت الساخر للصحيفة «شارلي ايبدو». تمكن المهاجمون ولم يتمكنوا. تماماً كما هي حال الحرب المستمرة بلا هوادة في مواجهة تنظيمات التطرف منذ أحداث (...)
اختارت تونس من خلال الاستحقاق الرئاسي الأخير العودة إلى العهد السابق،الرجوع إلى عهد بورقيبة. ولكن ليس من دون شروط: لا يرغب التونسيون في إعادة بعث الدولة التسلطية التي كانت أيام الحزب الواحد، أيام حكم بورقيبة ثم زين العابدين بن علي من بعده. فهي عودة (...)
مثلت التجربة التونسية حتى الآن الاستثناء في ثورات الربيع العربي. عاشت كغيرها مآزق وصراعات كثيرة على مدى أربع سنوات هي عمر الثورة. اجتازت كل واحد منها بسلام. لم تجتزها بالإيديولوجيا، ولا بالانقلابات والتسلط، وإنما بالحوار والسياسة . في التجربة (...)
عندما تنتفض الشعوب وتبدأ ثوراتها العفوية تكون قد نمت لديها أحاسيس عن مطالب وتطلعات لم تكن تضعها ضمن أولوياتها قبل ذلك. فقبل هذه الفترة لم يكن المواطن العربي مهتما كثيرا بإسماع صوته والتعبير عن رأيه والخروج للتظاهر والاحتجاج، ولم يكن غياب الديمقراطية (...)
تعتري جبهة التحالف الدولي لمحاربة داعش نواقص وفجوات و شروخ كثيرة. وكلما تقدمت مسافة اتضحت معها شدة الترابط بين أزمات المنطقة، وبانت حدة الاحتقان السياسي والمذهبي، وعظم دور المكونات المحلية على حساب الأنظمة والحكومات واشتد النزاع بين الأطراف (...)
عندما اشتكى الروس من عدم شمولية الاجتماع الوزاري العربي-الأمريكي في جدة, المتعلق بوضع أسس التنسيق في الحرب على «داعش»، بحجة أن اللقاء لا تحضره كل الأطراف المعنية بمحاربة الإرهاب, فهو تعبير عن قلقهم من عزلة تجاه التحالف الاقليمي الدولي الذي وافقت (...)
لستُ ممن يُعوّلون على الجامعة العربية، والأمم المتحدّة، ومجلس الأمن، لدعم قضايا الشّعوب...وأستغرب تشبّث بعض أطراف المعارضة السّورية بتكرار التجربة العربيّة، والفلسطينيّة تحديدا، في التّعويل على هذه المنظّمات والمجالس...هذا التعويل لم يكن يوما سوى (...)