ربّ ضارة نافعة. إنّما ما الذي قد ينفع الناس والجائحةُ تخبط خبط عشواء؟ ما الذي قد ينفعهم في ظل إجراءات العزل الجماعي التي يفرضها زمن الوباء؟ ربما هذا الإحساس الإنساني بهشاشة الكائن وإحساسه الطبيعي بالآخر وحاجته الوجودية إليه.
الهشاشة والغيرية تشكّلان (...)
سواءٌ في سانتياغو عاصمة الشيلي، أو في برشلونة عاصمة كاتلانيا حيث المظاهرات والمظاهرات المضادّة لفكرة الانفصال، أو في بغداد أو بيروت، حيث يلتحفُ أبناء الشعب من مختلف الطوائف بالعلم الوطني ضدّ الفساد من مختلف الأطياف، يبدو خريفُ هذا العام أكثر حرارةً (...)
لا أعتقد أنّ الوقت مناسبٌ للتّباكي وتهييج النفوس، ولا للتّذاكي وإعطاء الدروس. لكن، عندما كنّا نُدافع عن المعنى في السياسة، وَنُنافح عن الشرعية الانتخابية باعتبارها شرعية ديموقراطية تربط المسؤولية بالمحاسبة وتُعزّز من دور المؤسسات الجهوية والمركزية (...)
يبدو أننا محرومون من نعمة التفاؤل كلما يمّمنا شطر وطن نترقّب أخباره بالكثير من الحرقة والشغف. لحظة 7 أكتوبر، على علّاتها وباختلالاتها الكثيرة، أنتجت بعض المعنى والدلالة. وأثبتت اللحظة ذاتها أن المغاربة يمكنهم أن يبعثوا رسائل واضحة إلى من يهمّه أمر (...)
بمزيج من الأسى والغضب والإحساس بالعجز وعدم الفهم، تلقيتُ خبر تفجيرات مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو مالبيك صبيحة ذلك الثلاثاء الأسود. فأنا أستقل المترو يوميّا في طريقي إلى العمل. ويوميّا أمرّ عبر محطّة مالبيك في نفس توقيت التفجير.
بسبب التزامات (...)
قبل عشرين عامًا، كانت الألفية تلفظ أعوامها الأخيرة، وكان العالم يترقّب رأسًا منكوشة الشعر مثل مكنسة يسمّونها مجازًا رأس السنة. كانت تكنس أوراق الخريف ومعها سنوات العمر بهمّة جلّاد. وكنّا نجتمع في المقهى، مثل إرهابيين نبلاء، نخطّط لغارة ثانية وندبّج (...)
مؤسفٌ فعلا أن يدخل "جيلو" المغربي إلى حيفا ويُمْنَع أحدُ أندادِه ومُشخّصيه الفلسطيني عيد عزيز من ذلك. عيد الذي لم يحصل على تصريح للدخول بحججٍ "أمنية" واهية، بعدما أبدع مع أصدقائه في عروض جنين وبيت لحم والخليل ورام الله مؤخّرا.
عندما طرح عليَّ بشار (...)
"ماذا تستطيع
نقله هذه الأغلفهْ
قلبي للأحبّة
بَحْرٌ
وزرارقُ
هي الأظرفهْ"
عبد القادر الحاوفي
رحل الشاعر عبد القادر الحاوفي. اختار بنفسه وقت تلويحة الوداع... صَفَق باب الحياة بقوّة ثمّ غاب. لملم بحره وزوارقه ثمّ رحل.
عبد القادر صديقٌ قديمٌ عرفتُه في (...)
"ماذا تستطيع
نقله هذه الأغلفهْ
قلبي للأحبّة
بحرٌ
وزوارقُ
هي الأظرفهْ"
عبد القادر الحاوفي
رحل الشاعر عبد القادر الحاوفي. اختار بنفسه وقت تلويحة الوداع... صفق باب الحياة بقوّة ثمّ غاب. لملم بحره وزوارقه ثمّ رحل.
عبد القادر صديق قديم عرفته في (...)
التقيتُ أكرم مسلم قبل أربعة أعوام باعتباره صحفيا بجريدة الأيام الفلسطينية جاء إلى بروكسل لتغطية فعاليات موسم «مسارات» الفلسطيني. كان يرتدي قسماتٍ بالغةَ الجدِّية ويعمل بهمَّة موظف مثابر. لم أكن أخمِّن لوهلةٍ أن هذا الرجل كان فائزًا لتوِّه بجائزة (...)
قد تبدو بروكسل بعيدةً عن الأندلس، لكنها تعجّ بالأندلسيين من إسبان ومغاربة. فهؤلاء، وفيهم بعضٌ من حفدة الموريسكيين، لم ينسوا طردهم من أندلس لم تعد عربية منذ عام 1492 وعادوا إلى أوروبا يحملون حنينهم وما تبقى من أزجالهم ونوباتهم. وأولئك عمّموا (...)
.. ليس في الدنيا مثيلُ
ونجمُك ليس يدرِكُه الأفولُ
همُو طعنوك غدراً ذات جبن
بغاةٌ ما بِبَيتهمُو أصيلُ
ويقتلهم بأنك كنتِ دوماً
إلى الأمجاد فرساناً تصولُ
يقودُكِ سبعةٌ.. أفذاذُ علمٍ
لهم في كلِّ بارقةِ حلولُ
مراكش هم حماتُكِ لا (...)
في بداية التسعينيات، دخلت فتاة ضئيلة بملامح عربية إلى قاعة اجتماع يضمّ مسؤولين سياسيين.
تفحّصتها الأعين كما لو كانت قادمة من كوكب آخر أحد البرلمانيّين سألها إن كانت هنا لإعداد القهوة. لكنّ الشابة لم تكن إلا المستشارة القانونية لوزير الثقافة (...)
الفِتْنة في اللغة الامتحانُ والاختبار. يُقال: فَتَنْتَ الفضّة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ. ويُسمّى الصائغ فَتّاناً. أما الكاتبُ ففَتّانٌ بالطبيعة. فمن أجل الكتابة يأخذُ التّبْرَ والتراب فيَنْخُل ويُغَربل ويُصَفّي ويَفرِز. ثم (...)
منذ عهد جوبا الثاني ملك نوميديا الأمازيغي الذي تربّى في كنف روما وكان يكتب باللغة اليونانية والقديس أوغسطين (اسمه بالأمازيغية أوراغ) الذي كان يكتب باللاتينية ومغاربة شمال إفريقيا يؤسسون لشخصية ثقافية قائمة على التأقلم والتفاعل مع الآخر حضارةً (...)
في بداية التسعينيات، دخلت فتاة ضئيلة بملامح عربية إلى قاعة اجتماع يضمّ مسؤولين سياسيين. تفحّصتها الأعين كما لو كانت قادمة من كوكب آخر.
أحد البرلمانيّين سألها إن كانت هنا لإعداد القهوة. لكنّ الشابة لم تكن إلا المستشارة القانونية لوزير الثقافة (...)
منذ هاجر أحمد القرّوطي إلى بلجيكا سنة 1968 لم يُتح له أن يُدلي بصوته في شيء اسمه الانتخابات. فهذا المهاجر المتقاعد ظلّ يفاخر بكونه من المغاربة القلائل الذين لم يتجنّسوا بجنسية بلد الاستقبال الذي قضى به زهاء أربعة عقود ليبقى وفيّاً لمغربيته التي لا (...)
الكل عاد من عطلة قصيرة أو طويلة تحت سماء البلاد، وكلّ رجع بما قسّم الله له.هناك الذين رجعوا بأجسام محمرة من لفح الشمس الوطنية ليفاجأوا بالنواح المطير للسماء هنا فاضطروا لارتداء ملابس تليق بجهامة أحوال الطقس حتى لم تعد تظهر منهم سوى وجوه سمراء (...)
لستُ متابعاً جيداً لبطولة كأس العالم، تصوّروا أنني لم أتابع انتصار غانا على الولايات المتحدة الأمريكية مساء أمس.
كان الطقس فاتناً. وكنت رفقة بعض الصديقات (الأصدقاء يتابعون الكرة بخشوع المصلّين) نشرب كأسا في الساحة الكبرى لبروكسل قبل أن يدخل بعض (...)
قال الشاعر والكاتب الفلسطيني مرسوم المدهون إن مجموعة «أكره الحب» للشاعر المغربي طه عدنان، التي صدرت عن منشورات دار النهضة العربية ببيروت، «مجموعة آسرة، وفيها الكثير من بلاغة القلق إذ يصير شعرا». وأضاف المدهون، في مقال نشرته جريدة (الحياة) في طبعتها (...)
قد لا يُقدّر مسلمو بروكسل النعمة التي يعيشونها بهذه المدينة الكسموبوليتية المتعددة حقّ قدرها. فأجواء رمضان بالعاصمة الأوروبية تعتبر الأقرب إلى أجواء الشهر الفضيل في بلاد الإسلام منها في كل عواصم الغرب قاطبة من أقاصي السويد حتى مجاهل أستراليا. فأجواء (...)
كان من الممكن أن أقطّب قلمي لتخرج كلماتي ملتاعة كما يجدر بمغترب مهموم. كنت سأتحدث عن الغربة والحنين حتى أستدرّ تعاطف أشرس قاطع طريق في صحراء مقطوعة. لكنني لا أحب دور الضحية ولا أتقنه. ثم إن حكايتي ليست معقدة إلى هذا الحد. فأنا لست منفياً ولا مغترباً (...)
في بداية التسعينيات، دخلت فتاة ضئيلة بملامح عربية إلى قاعة اجتماع يضمّ مسؤولين سياسيين. تفحّصتها الأعين كما لو كانت قادمة من كوكب آخر
أحد البرلمانيّين سألها إن كانت هنا لإعداد القهوة. لكنّ الشابة لم تكن إلا المستشارة القانونية لوزير الثقافة (...)
لستُ متابعاً جيداً لبطولة كأس العالم، تصوّروا أنني لم أتابع انتصار غانا على الولايات المتحدة الأمريكية مساء أمس. كان الطقس فاتناً. وكنت رفقة بعض الصديقات
(الأصدقاء يتابعون الكرة بخشوع المصلّين) نشرب كأسا في الساحة الكبرى لبروكسل قبل أن يدخل بعض (...)