قد لا يُقدّر مسلمو بروكسل النعمة التي يعيشونها بهذه المدينة الكسموبوليتية المتعددة حقّ قدرها. فأجواء رمضان بالعاصمة الأوروبية تعتبر الأقرب إلى أجواء الشهر الفضيل في بلاد الإسلام منها في كل عواصم الغرب قاطبة من أقاصي السويد حتى مجاهل أستراليا. فأجواء موعد الإفطار في بعض أحياء مولنبيك وسكاربيك وأندرليخت ذات الأغلبية المسلمة لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في طنجة أو إسطنبول. فمسلمو بروكسل لا يعانون من أي خصاص على مستوى السلع الاستهلاكية الرمضانية، إذ بمجرد التجوال في بعض الأحياء “الماروكسيلية”، حيث نسبة مهمة من الساكنة من أصل مغربي، حتى تجد نفسك تتنزه بين أطباق الحلوى الشباكية والبقلاوة والبريوات وكعب غزال والفقّاس وغريّبة وغيرها من الحلويات من مختلف اللّذات. هذا بالإضافة إلى الفطائر من مختلف الأشكال والألوان. فالبغرير ورزّة القاضي تباع أكثر من “البتيبان”. والأكلات الرمضانية صارت تضاهي البطاطس المقلية وتتفوّق عليها بشكل واضح ساعة الإفطار. أما الشاي بالنعناع فيُكرع منه بعد الحريرة ما يجعل البيرة الوطنية تغار من هذا المنافس الورع القادم من جنوب المتوسط.وإذا كان رمضان شهراً للتضامن مذ جاء الإسلام فإن ذلك يتجسد في بروكسل بشكل لا غبار عليه. وإذا بدا من العادي بالنسبة للصائم وهو يغذّ الخطى ساعة المغرب في عاصمة إسلامية أن يجد أكثر من متطوّع لإفطاره وإن على شق تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، فإنه هنا لن يقبل بأقل من فطور كامل بحريرته وتمره وحلواه الشباكية أيضا. فعلاوة على المساجد التي كانت ولا تزال تقترح الإفطار بين رحابها على المصلين، فإن المقاهي بدورها دخلت على الصف لاقتراح إفطار مجاني للصائمين. ويكفي أن يدركك أذان المغرب في شارع “موريس لومونيي” مثلا، لتجد نفسك في حيرة قبل أن تختار مكان إفطارك. فكل من أفينيدا، المنامة، تطوان، باسادينا وغيرها من مقاهي الجوار تتنافس فيما بينها لتقديم أجود إفطار.رواد ساعة الإفطار من الصائمين ليسوا كلهم طلبة أو معوزين. بل فيهم العامل والموظف والتاجر. فهناك عزاب يعيشون وحدهم لذا فهم عندما يقصدون المقهى يقصدونه طلبا لأجواء الإفطار الجماعي. حيث لا يخرج الناس ببطن ممتلئة فحسب، بل بصداقات واعدة قد تفيد في هذا المغترب البعيد.. أقصد الوطن الجديد.طبعا في مقهى عارم ومليء عن آخره، يصعب إطعام حشودٍ من الصائمين دونما إشراك فيلق من المتعاونين. فبالإضافة إلى الطاقم الذي يشتغل بشكل دائم في المقهى يتطوّع بعض المداومين على الإفطار للمساعدة في عملية الإطعام. تكون الطاولات معدّة سلفا وقبيل موعد الإفطار توزّع الحريرة. وهنا ترى الأمّة تتسابق على إفراغ صحونها قبل أن تهتف “هل من مزيد”. فحريرة رمضان كدعوات الوالدين لا يشبع منها إلاّ عاصٍ أو مسخوط. ومباشرة بعد تناول وجبة الفطور، يتمّ ترتيب الفضاء من جديد ليصير مناسبا لطلب القهوة أو الشاي وارتشافهما مع ما تقتضيه المناسبة من نمائم بالألوان حول مختلف المواضيع. نميمة يكون لها طعم “كعب غزال” إذا ما تطرّقت إلى موضوع الانتخابات البلدية وجيش المرشحين المغاربة المتنافسين بينهم على أصوات شعب الحريرة.ولأن ما من مقهى يخلو من جهاز تلفاز تتجه إليه الأنظار لمواكبة أخبار الوطن. فإنك تجد أحياناً من يطالب النادل بتغيير القناة الأولى إلى الثانية أو هما معاً إلى فضائية أخرى بحثاً عن أخبار لا تسرّ على الدوام. لذا تجد من الزبائن من يتشبث بقسطه اليومي من برامج الترفيه والضحك الخفيفة في هذه القناة أو تلك لنسيان هموم العالم. رغم أن فكاهتنا الوطنية غالباً ما تكون أثقل من حريرة مدجّجة بالحمص والفول والعدس وأعسر على الهضم.لكن للحريرة المغربية معاناتها الخاصة مع إخواننا المشارقة الذين لم يفهموا بعدُ محلّها من الإعراب الرمضاني. فالإفطار عندهم هو العشاء مباشرة. عشاء فخم ودسم تتزاحم فيه الأصناف وتحتدم فيه الأطباق كما لو أن الأمر يتعلق بثأرٍ من نهارٍ كامل من الصيام. لذا كانت صدمة الأئمة المصريين الذين استقدمتهم الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، إلى جانب الأئمة المغاربة، لتنشيط الأمسيات الرمضانية في المساجد كبيرةً عند أول وجبة فطور. فإذا كان رفاقهم من فقهاء المغرب الأقصى يعيشون وضعا مألوفاً مع الحريرة والشباكية، فإن المشايخ المصريين المشهورين بولعهم الكبير باللحم وحبهم الجمّ للوجبات الدسمة بدوا أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام وهم يكذبون على بطونهم بشرب الحريرة وينقبون في أعماق الصحون عن نتف صغيرة من اللحم لا تسمن ولا تغني من جوع.وقد حدثني صديقي عبد الله المصري عن هول صدمة أحد هؤلاء المشايخ في مسجد مغربي عندما جاءت وجبة الإفطار. فرغم البيض والتمر واللبن وأنواع العصير وقدور الحريرة، بقي الشيخ المسكين يأكل بالكثير من الحذر مُمنيّاً البطن بالأرز والسّلَطة وخصوصاً بالسيدة اللحمة. أكلٌ حقيقي يرمّ العظم ويقوّي الجسم مما ألفه على مائدة إفطاره في بلد الأزهر الشريف. لكنه لمّا وجد الناس منهمكين بجدية قصوى في الإتيان على صحون الحريرة بدأ يبلع البيض كثعبان قبل أن يواصل رحلته الاستكشافية تنقيباً عن نتف اللحمة الغارقة في قعر الصحن. وحرصاً على إكرامه بالغ مضيفوه المغاربة في حثّه على إكمال صحنه وإمداده بأصناف الحلوى الشباكية وهو يردّها متأدباً قبل أن يطفح به الكيل ليجيب أحدهم:لا يا سيدي... الحلوى بعد الأكل إن شاء الله” كان الشيخ المسكين لا يزال على ظنّه بأن السماط الذي أمامه ليس أكثر من مقدمات للإفطار، ولم يتأكد من أنه الإفطارُ عينُه إلاّ بعد أن قُضي الأمر. حيث بدأ أصدقاؤه المغاربة يتجشأون ويحمدون الله على وافر نعمه. وقد تبدّدت تماماً كلّ آمال الشيخ الدسمة حينما وجد جُلاّسه المغاربة يتسابقون إلى كؤوس الشاي المنعنع بالكثير من الرضا. هنا تقدّم الشيخ نحو عبد الله بلدياته وهمس في أذنه سائلاً إن كان هذا كلُّ الفطور؟ "عبد الله الذي كان يقدّر تماماً حجم خيبة الشيخ أجابه بالكثير من الأسى: “أيوا يا سيّدنا هو ذا الفطور” "يعني ولا مواخذة... صمنا يوم كامل وبعدين نفطر على شُربة؟... هكذا من غير عشاء؟؟؟” “العشاء بعدين يا سيدنا الشيخ... بعد الدرس وصلاة العشاء إن شاء الله” لم يصدّق الشيخ الأمر فسأل مستنكراً: “يعني بعد صلاة التراويح؟” "بالضبط” أجاب صديقي بتعاطف زائد. "يعني هو كلّ يوم من الشربة ذي؟” "أيوا يا مولانا.. كلّ يوم من الشربة ذي” أجابه صديقي الذي يعرف أهمية اللحم والأرز والسلطة عند المشايخ بنبرة متعاطفة قبل أن يضيف مداريا ضحكة كتيمة: “الشربة ذي اسمها الحريرة على فكرة... وهي مقدسة عند المغاربة في رمضان.. لكن ولا يهمك يا سيدنا الشيخ... بعدين في طاجين وكسكس وأشياء من اللي نفسك فيها ” هنا أسقط تماماً في يد شيخنا المصري. لقد بدت له الحقيقة ساعتها جارحةً كصقر بري فتّاكةً كمجاعة. وكاد ينهار مغشيا عليه. والأكيد أنه في دعواته الباطنية أثناء الصلاة طلب من العلي القدير أن يحرّره وزملاءه المصريين من وطأة هذه الحريرة المغربية. التحرّر من الحريرة صار مطلبا رئيسيا للشيخ، والواقع أنه يجب أن يصير مطلباً جماعيا لعامة المؤمنين. فبمجرّد ما يأتي مواطنونا المغاربة على زلايف الحريرة حتى ترى الواحد منهم مستلقيا أمام التلفاز كالمخدّر. الشيء الوحيد الذي يستطيع التحكّم فيه حينها هو “التيليكوموند”. يشدّه بيمناه بخشوع تام وأصابعه تتجول بين الأزرار حتى لتظنّن أنه منهمك في التسبيح لله الواحد القهار. فيما هو يسبح بين الفضائيات العربية من مشارق الأرض إلى مغاربها. وقلّة منهم فقط تبقى مهتمة بالشأن الداخلي وبنشرات الأخبار البلجيكية التي تبث يوميا أخباراً تهمّهم إذا لم يكونوا هم موضوعها الرئيس. تماما كما كان عليه الحال بعد تداعيات وفاة الشاب فيصل شعبان في بداية رمضان أثناء اعتقاله احتياطيا على ذمة التحقيق بتهمة السرقة الموصوفة. ورغم أن للراحل سوابق في السرقة إلا أن اعتقاله تمَّ هذه المرة بسبب شهادة “مشكوك في أمرها” لأحد رجال الأمن. لذا لم يتحمّل مرارة الظلم الشيء الذي جعله يهيج مُحتجاً مما دفع بطبيب السجن إلى حقنه ثلاث مرات بحقن مهدّئة دون أدنى مراجعة لملفه الطبي. وبالطبع إذا انضافت هذه الحقن إلى السجن الانفرادي الذي وضع فيه في ظروف الصيام الرمضانية فإن النتيجة الطبيعية كانت الموت المحتوم. ورغم استقبال والد فيصل شعبان من طرف وزيرة العدل البلجيكية لوريت أونكولينكس وفتح تحقيق قضائي حول ظروف وفاته إلاّ أن الشبان من أبناء الجيل الثاني أبوا إلاّ أن يدخلوا على الخطّ بكلّ ما أوتوا من قوة تدميرية. فبمجرد ما ينتهون من كرع الحريرة في وجبة الإفطار حتى يجتمعون في حيّ الضحية لإضرام النار في السيارات (التي في معظمها سيارات مهاجرين مغاربة) وكسر واجهات المحلات معبّرين عن غضبهم على هذا النحو العبثي. حتى أن أحمد شعبان المفجوع في ابنه كان يعمل على تطييب خواطرهم والتهدئة من روعهم. فهو الذي ذاق مرارة الفقدان صار يخشى على جيرانه أن يفقدوا أحد أبنائهم في أحداث شغب طائشة كان يزيدها حضور رجال الأمن اندلاعاً. لكن هناك من أصحاب السوابق من يتصيّد مثل هذه الأحداث الأليمة ليصب نار الشغب على زيت الغضب الذي يغلي في عروق الشباب من أبناء الجيل الثاني الذين يعانون في الواقع كثيراً من ظروف البطالة والتهميش. التهميش الذي تزيد من حدّته وسائل الإعلام مضخمة من كلّ ما يتورّطون فيه من أحداث شغب. وللإشارة فبحلول شهر رمضان يسلّط الضوء بشكل أكبر على الإسلام والمسلمين من طرف مختلف وسائل الإعلام. فرغم أن بعض هؤلاء لهم أشياء أكثر حدّة ومضاء يسلطونها على رقاب الخلق تجعل الضوء يهرع إليهم من تلقاء بريقه، لتحمرّ وجوهنا خجلا من اقترافاتهم بدلا عن وجوههم الحالكة، فإن السواد الأعظم من المسلمين يعيشون حياتهم وإسلامهم بشكل عادي ومسالم تماما.. ورغم التعدد الواضح للإسلام البلجيكي، الذي يعكس تعدد مكوناته، إلا أن ثمة بعض الملامح العامة لهذا الإسلام. فهو شأنه في ذلك شأن الإسلام في بلدان المهجر الأوروبي دين الفقراء بلا منازع. ودين المهاجرين طبعاً. ولأن بروكسل ليست يثرب فإن أتباعه يتعبون كثيرا قبل أن يجدوا لهم أنصاراً. أنصار لن يهبطوا من السماء ولن تنشقّ عنهم الأرض خاصة في وقت يكاد يصير الإسلام فيه مرادفا للإرهاب. وثمة ما يكفي من الخبراء المختصّين والباحثين المقتصّين المستعدين للنبش فيه منذ تراث القرون الوسطى حتى آخر نشرة أخبار لحشد الدلائل على همجية معتنقيه.فكيف السبيل إلى إعادة تشكيل صورةٍ مُواطِنة لهذا الدين الذي له أربع مئة ألف من الأتباع المسالمين في هذه المملكة المستلقية جنوب بحر الشمال؟إذ يمثّل المسلمون 4 في المائة من عموم ساكنة بلجيكا، معظمهم من المغاربة والأتراك. ولديهم أزيد من 300 مسجد وإمام غير معترف بهم رسميا وبالتالي غير مدعومين من طرف الدولة البلجيكية رغم اعتراف هذه الأخيرة بالدين الإسلامي منذ أكثر من ثلاثين عاماً. هذه المساجد تتأسس عادة على شكل جمعيات يتدبّر الساهرون عليها أمر تمويلها. وتنضوي في معظمها تحت لواء الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا. أشكال لتنظيم الحياة الدينية على الساحة البلجيكية وفرز إسلام بلجيكي مسالم ومتعدّد... لكن لا زال أمام هذه الأشكال التنظيمية كالهيئة التنفيذية الكثير من العمل لكي تفي بالمطلوب.فمسلمو بلجيكا لا زالوا، شأنهم في ذلك شأن باقي مسلمي الأرض، غير قادرين على توحيد مواعيد صيامهم وإفطارهم. فبمجرّد دنوّ رمضان أو غيره من المناسبات الدينية حتى تنشب الخلافات بين لجان الأهِلَّة والتقويم والمواقيت في العالم الإسلامي. خلافات تلقي بظلالها على أوساط الجالية المسلمة بكل بلدان المهجر الأوروبي. هكذا تتفرّج علينا الخلائق من عُربٍ ومن عجم ونحن عاجزون حتى عن الفرح بشكل موحّد. ولعل مسلمي بلجيكا المساكين كانوا ممن أخجلتهم هذه الحسابات المرتبكة في وقت بدأت أصوات تعلو داخل بعض الأوساط السياسية في منطقة بروكسل العاصمة، ولو بشكل محتشم، مطالبة بيوم عطلة رسمي للمسلمين. فكيف السبيل إلى تحديد يوم عطلة رسمي في حين أنه بالإضافة إلى عائق عدم القدرة على تحديد موعد لهذا العيد بشكل مسبق هناك مشكل الاختلاف حوله من طرف المواطنين المسلمين أنفسهم؟ هكذا وعوض المطالبة بتخصيص يوم عطلة رسمي للدين الإسلامي في أحد العيدين، سيكون أجدر بالمسلمين أن يلملموا أقمارهم ليحتفلوا بأعيادهم بعيدا عن أجندة هذا العالم المرتب بعناية.فرغم أن الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا حدّدت يوم الأحد 24 سبتمبر لصوم رمضان إلاّ أن مسلمي هذه الديار ظلوا متفرقين حول هذا الموعد. فهناك من صام السبت مع السعودية وهناك من تأخر حتى يوم الاثنين ليصوم مع إيران. الشيء الذي لم يُستثن منه المغاربة الذين صام سلفيوهم يوم السبت فيما صام شيعتهم يوم الاثنين أما سوادهم الأعظم فصام يوم الأحد. وقد يستغرب مستغرب حديثي عن الشيعة المغاربة ظانّا أنّ الأمر اختلط عليّ فلم أعد أميز بين المغرب السنّي الأشعري العقيدة المالكي المذهب وبين لبنان المتعدد الطوائف والمذاهب والأديان... وللإشارة فبلجيكا تعرف وجودا لافتا للمتشيعين المغاربة الذين يجتمعون في أندية ومساجد خاصة بهم رابطين الاتصال مباشرة بحوزتي النجف وقم وبآيات الله العظمى من مختلف اللكنات. وما إن تفتح نقاشاً مع أحدهم حتى يكاد يقنعك، وبلهجة مغربية فصيحة، أن الإمامة ركن من أركان الدين ومنصب إلهي كالنبوة. هكذا صار مغاربة بروكسل أشبه، مع بيان الفارق، بمسلمي العراق الذين صام سنّتهم على توقيت مكة وشيعتهم على توقيت طهران. رغم اتفاق أكثر من مذهب على أنه متى تبثث رؤية الهلال بقطرٍ وجب ثبوتها على أهل سائر الأقطار من غير فرق بين القريب والبعيد ولا عبرة باختلاف مطلع الهلال. ومما يجعل أمر تعدد المواقيت غير مقبول ولا مستساغ اليوم هو ما تحقق في علم الفلك المعاصر من تطور باهر.. إذ لا يُعقل في هذه الألفية أن يُهمَل دور الخبراء الفلكيين في تحديد هذه المواعيد ليُترك الأمر للفقهاء والمنجمين وأشباههم. بل هناك من يتركها جماهيرية ديموقراطية لينشغل بأمر الهلال كلّ المتفرغين من أبناء الشعب. حتى أن أحد المجاذيب رأى ما يشبه الهلال سابحا في سماء الله الواسعة فبلّغ عنه فكوفئ على اكتشافه مكافأة مجزية مما جعله يرفع إصبعه في اتجاه آخر مبلّغا عن هلال ثانٍ عساه يظفر بهبة أخرى. فكان كعاشق القصيدة الأندلسية عندما رأى الهلال ووجه الحبيب فكانا هلالين عند النظر. بالرغم من أن لوجه الحبيب هنا عيد لا دخل للأهلّة فيه. إنه عيد الحبّ الذي يتمّ الاحتفال به في 14 فبراير من كلّ سنة. وهو ما لا يتناطح على موعده كبشان. ليس كتناطح إخواننا حول موعد الصيام لأسباب مذهبية في معظم الأحيان.