تحوم شكوك حول مدرسة خاصة لتعليم اللغات بفاس تسمى دمج يشتبه في دعمها للتنصير وتكوين منصرين، وبالرغم من أن المدرسة تقول بحسب موظفين مغاربة فيها، إنها تعلم الطلبة الأجانب الذين ينحدر أغلبهم من الولاياتالمتحدةالأمريكية الدارجة والعربية الفصحى والأمازيغية، حتى يتمكنوا من التواصل مع المجتمع، إلا أنها بحسب كتاب تعليمي للمؤسسة حصلت التجديد على نسخة منه، تعمل على تلقين الصلوات المسيحية لهؤلاء الطلبة بالدارجة المغربية، مما يطرح تساؤلات حول الأهداف الكامنة وراء إصدار هذا المطبوع ومدى إسهامه في تكوين منصرين يعملون على استقطاب مغاربة بلغتهم الدارجة، خاصة وأن المؤسسة تبرر إقدامها على تلقين مادة دينية مسيحية للطلبة على كون ذاك جاء بناء على طلب من أحد الطلاب الذي يريد أن يمارس صلاته المسيحية بالدراجة، وهو ما يدفع إلى التساؤل عن سعي بعض شبكات المنصرين إلى استغلال هذه المدرسة القريبة من العمق الجبلي للمغرب من أجل تكوين المنصرين، ومدى خضوع هذه البرامج لمراقبة وزارة التربية الوطنية. مدير المدرسة وهو ألماني الجنسية، اعترف في لقاء مع التجديد باعتماد مؤسسته على هذا الكتاب ضمن برنامجها التعليمي، معتبرا أن من حق جميع الطلاب الاستفادة من هذه المادة الثانوية وغير المدرجة بالبرنامج الأساسي للمؤسسة، بمن فيهم الطلبة المسلمون، وقال المسؤول الإداري للمؤسسة لا مانع لدينا، نحن مؤسسة علمانية، كل من أراد أن يتعلم شيئا عن الدين المسيحي مرحبا به، وتابع قائلا: لدينا أيضا مواد دراسية تتحدث عن رمضان وعيد الفطر وغيرها.... الكتاب يتوزع على 17 درسا، يندرج في كل منها جزء من الصلوات المسيحية باللهجة الدارجة، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، ثم ترجمة بعض المفردات بنفس المنهجية، إضافة إلى تمارين في نهاية كل درس وبعض المقتطفات من الأناجيل، ويعلل كاتب المطبوع إقدامه على هذه الخطوة في مقدمة الكتاب التي جاء فيها: واحد النهار جي لي واحد الطالب أجنبي وكال لي: في السوق كاينين بزاف ديال الكتوب على الصلاة، ولكن كلهم كيهضرو غير على الصلاة والدعوات ديال المسلمين، ولكن أنا مسيحي، كال لي: ولكن أنا دابا عندي لغة جديدة، هدي دارجة وكنبغيها بزاف، كنهضر بيها مع صحابي وكلشي، غير الرب ما نعرفش كيفاش نتكلم معاه بالدارجة، ويعلن الكاتب في نفس الصفحة عن هاتف المدرسة والفاكس والعنوان والبريد الإلكتروني للراغبين في الحصول على هذا الكتاب. وبدا الارتباك واضحا على مدير مؤسسة دمج الألماني عند سؤاله حول الغاية من تدريس الصلوات المسيحية باللغة الدارجة، بشكل يؤشر إلى وجود نية للتنصير والدعوة للديانة المسيحية، حيث نفى الأمر مشيرا، بلهجة دارجة ركيكة، إلى أن الهدف من استعمال الدارجة هو تسهيل التواصل، باعتبارها اللهجة الرسمية للمغاربة. من جهته نفى بودويك المكلف بالبرامج التعليمية للقطاع الخاص بأكاديمية وزارة التربية الوطنية بفاس، وجود ملف للمؤسسة المذكورة لدى الأكاديمية، ورجح بودويك أن تكون المؤسسة غير قانونية أصلا، ولا تخضع لمراقبة وزارة التربية الوطنية، وتعهد المسؤول التربوي باتخاذ الإجراءات الضرورية لإغلاق المؤسسة إن ثبت عدم قانونيتها، أو اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل المراقبة الصارمة للبرامج التي تدرس بالمؤسسة، على اعتبار، يضيف بودويك، أن مؤسسات تعليم اللغات يخضع هو الآخر لمراقبة وإشراف وزارة التربية الوطنية. هذا وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قد قلل أول أمس الأربعاء في البرلمان من مخاطر التنصير، وقال الوزير جوابا على سؤال لفريق الوحدة والتعادلية في مجلس النواب حول موضوع ظاهرة التنصير والتبشير بالمغرب، إنه لا يخشى على الفقراء أن يكونوا ضحية للإغراء التبشيري، لأن أنفة هؤلاء لا تباع ولا تشترى، ولكن إذا علمنا ما يجري في بعض البلدان الأخرى؛ فإن حفنة من ذوي الطموحات من غير الفقراء في بعض البلدان الأخرى هم الذين ينجرون إلى هذا المجال، مشددا على أن مغاربة اليوم لا نتصورهم، ولو قلة قليلة، يبدلون دينهم بدين غيره. هذا واستعرض برلماني استقلالي أمام أنظار النواب لعبة تباع للأطفال في الأسواق بدرهم واحد وعليها علامة الصليب، واصفا إياها بكونها نوعا من الإشهار المسيحي، مطالبا بتنزيل التصورات والإجراءات الوقائية على أرض الواقع، التوفيق علق على مثل هذه الألعاب بالقول: ما يوجد في السوق وما يتلقى داخل المنزل بالوسائل المختلفة وما يقرأ في الكتب، لم يعد ممكنا وضع سور حوله منذ 40 سنة، لذلك ينبغي تقوية المناعة. وكان التوفيق قد استهل جوابه بالتعبير عن رغبته في عدم طرح سؤال حول التنصير في البرلمان وأمام الملأ، مفسرا ذلك بأن ما يقال في الموضوع يدور في الكرة الأرضية ويؤول تأويلا لا علاقة له بالواقع.