وصف الدكتور إدريس الكيري، مدير مستشفى سيدي سليمان الوضع الصحي بسيدي سليمان والمناطق التابعة لها التي اجتاحتها الفيضانات أخيرا بالمطمئن، موضحا في تصريح لـالتجديد أن المستشفى لم يسجل أية حالة وفاة طيلة أيام الكارثة، وسجل بالمقابل حالة جرح وحيدة، أصابت سيدة مسنة نتيجة سقوط سقف غرفتها. ومن جهة أخرى، أشار المتحدث نفسه، إلى أن المستشفى أجرى ما يقرب من 6 آلاف فحص منذ بداية الفيضانات، ولم يسجل ظهور أية حالات وبائية، مضيفا أن الأمراض التي تم تسجيلها تتعلق بتلك المرتبطة بهذا الفصل، سيما أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الروماتيزم، وفي السياق ذاته، أشر المتحدث نفسه، إلى أن وزارة الصحة، تقوم الآن بحملات وقائية في المنطقة ضد الأمراض المعدية التي قد تظهر، مضيفا أن الطاقم الطبي يغطي جل المناطق، سعيا منه للسيطرة على الأوضاع. وفي موضوع متصل، شرعت المصالح البيطرية التابعة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، منذ ثلاثة أيام في إجراء وقائي يسعى إلى تلقيح أكثر من 100 ألف رأس من المواشي في المناطق المتضررة من الفيضانات و25 ألف رأس من الأبقار، وفي هذا الإطار، وصف الدكتور البقالي بيطري بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، وضعية المواشي في المنطقة بالجيدة، وأضاف في تصريح لـالتجديد أنه لم تظهر أية حالات وبائية بين القطيع بسبب الفيضانات، وأن الوضع تحت السيطرة، حيث يجري ـ حسب المتحدث نفسه ـ تتبع يومي للحالة الصحية للقطيع. وفي السياق ذاته، ذكر البقالي، أن عملية التلقيح التي بدأت منذ السبت الماضي، ضد التسممات المعوية شملت 3000 رأس حسب التقديرات الأولية، فيما ستشمل عملية التلقيح لاحقا الأبقار ضد ما يسمى بالحمى الجمروية. ومن جهة أخرى، ذكر البقالي، أن المصالح الخاصة بالإنتاج الحيواني بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب شرعت في توزيع الشعير على الكسابة بالمنطقة مجانا في إطار ما وصفه بالدعم الذي تقدمه الدولة للمتضررين، مضيفا، أن جل المناطق سيشملها التوزيع حتى البعيدة منها بعدما تراجع منسوب المياه، وفتحت الطرقات. هذا، وما يزال بعض المتضررين من الفيضانات التي ضربت منطقة سيدي سليمان والمناطق المحيطة بها على مستوى إقليمالقنيطرة، قد تسببت في غمر نحو 2775 منزلا، وانهيار 820 منزلا منها، وتسجيل نحو 41 ألف شخص في عداد المتضررين، وغمر أزيد من ثمانين ألف هكتار من الأراضي، من بينها 30 ألف هكتار غمرتها المياه بشكل كامل، يقومون بأشكال احتجاجية ضد تأخر المساعدات الإنسانية، وعدم تفقد المسؤولين لأوضاعهم التي يصفونها بالكارثية، وهكذا، نظم 70 شخصا من دوار الجوالة التابع لجماعة بومعيز، وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس القروي ببومعيز لمطالبة المجلس بعقد دورة استثناية لمناقشة ما وصفوه بالكارثة التي باتوا يعيشونها بسبب مخلفات الفيضانات، وللمطالبة كذلك، بالأفرشة والأغطية والخيام التي لم يتوصلوا بها بعد، وفي السياق ذاته، انتقل المحتجون إلى أمام مقر الدائرة، بعدما لم يعرهم رئيس المجلس القروي أي اهتمام. ومن جهة أخرى، من المتوقع أن يكون سكان من دوار الزراكلة قد نظموا وقفة احتجاجية أمام الدائرة، احتجاجا على إخراجهم من المدرسة التي كانوا يتخذونها مأوى لهم دون تمكينهم من الخيام،في انتظار إيجاد حلول جذرية لمشاكلهم المتعلقة بالسكن والتغذية ودراسة أبنائهم. وفي موضوع آخر، بلغ عدد المؤسسات التعليمية التي تم توقيف الدارسة بها بسبب الفيضانات التي يشهدها إقليمالقنيطرة حاليا، تسعة عشر مؤسسة تعليمية.وبحسب معطيات للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالقنيطرة، فإن الأمر يتعلق باثني عشر مؤسسة للتعليم الابتدائي (12) وخمس ثانويات إعدادية (5) وثانويتان تأهيليتان (2)، تتوزع على الجماعات القروية للقصيبية وسيدي يحيى الغرب والمكرن إلى جانب دائرة سيدي سليمان. وأوضح المصدر ذاته أنه قد تم توقيف الدراسة بهذه المؤسسات سواء بسبب غمرها بمياه الأمطار والفيضانات أو بسبب إغلاق المسالك والطرق المؤدية إليها، أو بسبب تحويلها إلى مراكز لاستقبال السكان المتضررين من الفيضاناتوأضاف المصدر ذاته أنه تقرر إغلاق عدد من الحجرات الآيلة للسقوط، وذلك في أعقاب نتائج الزيارات الميدانية وتقارير اللجان التقنية التي أوفدتها النيابة الإقليمية لعدد من المؤسسات التعليمية المتضررة. من جهة أخرى، عقدت نيابة التربية الوطنية بالإقليم اجتماعات مع مديري المؤسسات التعليمية، التي تراجعت عنها المياه، من أجل تهييء ظروف استئناف الدراسة بها.