تسببت العاصفة الثلجية في مقتل ستة أفراد من أسرة شيخ قبيلة أوعلي تا بعد انهيار بيتهم على الساعة 3 والنصف من صباح يوم الأربعاء في دوار إيمضر بقبيلة آيت عبدي التابعة لجماعة زاوية أحنصال بإقليم أزيلال. وقالت المصادر نفسها في اتصال لـالتجديد أن الضحايا هم ابن شيخ القبيلة وزوجته وأبناؤه الأربعة، مشيرة إلى أن العاصفة الثلجية التي تحاصر منطقة آيت عبدي منذ مدة طويلة هي التي كانت وراء انهيار البيت المتواضع. وأضافت المصادر أنه تعذر على السلطات المحلية نقل القتلى إلى المستشفى بسبب عزلة المنطقة، وإغلاق جميع معابرها ومسالكها. ولم يستبعد المصدر ذاته أن تكون الجثث دفنت بعد ذلك في الدوار بجبال الأطلس الكبير. وأبدى المتحدث لـالتجديد تخوفه من الاحتمال الكبير لسقوط ضحايا آخرين بسبب قساوة الظروف المناخية من جهة، وبسبب شح المؤونة، إذ من المحتمل أن تصبح قبيلة آيت عبدي البالغ عدد سكانها حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2 2004:.400 نسمة، دون خبز من يوم لآخر، إذا لم تصل الإسعافات الضرورية من جانب ثان. ويذكر أن جميع المحاور الطرقية التي تربط منطقة زاوية أحنصال بمختلف مناطق الإقليم وهي الطريق الرابطة بين أزيلال وزاوية أحنصال عبر آيت امحمد على مسافة 85 كلم، والطريق الرابطة بين أزيلال وزاوية أحنصال عبر تبانت على مسافة 121 كلم، والطريق الرابطة بين أزيلال وزاوية أحنصال عبر واويزغت وتيلوكيت على طول 135 كلم مقطوعة الآن، مع العلم أنه لا توجد أي طريق باتجاه آيت عبدي. وعلى الصعيد نفسه، تروج أخبار عن سقوط ضحيتين بجماعة أيت محمد، وقد اتصلت التجديد برئيس الجماعة المذكورة إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية، كما اتصلت التجديد بعمالة أزيلال دون جدوى. وبخصوص تداعيات الخسائر التي تسبب فيها فيضان واد بهت بسيدي سليمان والنواحي، فقد أفاد نائب رئيس المجلس الجماعي بسيدي سليمان، أنه تم إيواء المتضررين بجماعة بومعيز في قبو مخصص للخمور، وكذا في دار الشباب، مؤكدا أن سكان المنطقة ما يزالون مستائين من تأخر المساعدات رغم الزيارة التي قام بها الوالي إلى الجماعة أول أمس، وأن بعضهم رفضوا إخلاء منازلهم، وفي السياق ذاته، أضاف المتحدث نفسه في تصريح لـالتجديد، أن جماعة الصفافعة تعتبر من المناطق التي تضررت بشكل كبير، حيث أن منازل دمرت عن آخرها بدواوير تابعة للجماعة المذكورة. ومن جهة أخرى، أكد أن مجموعة من السكان المتضررين نظموا وقفة احتجاجية أمام باشوية سيدي سليمان، مضيفا أن الدراسة انقطعت بأغلب المناطق المتضررة، وأن السكان من مختلف المناطق المنكوبة هددوا بمقاطعة الانتخابات الجماعية بسبب ما وصفوها بالتدخلات المحتشمة للسلطات المحلية، وعلى صعيد آخر، أفاد المتحدث نفسه، أن الجهات المعنية بدأت في تسجيل السكان المتضررين واعدة إياهم بإعادة بناء مساكنهم. وبالمقابل أكد والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليمالقنيطرة، بوم الأربعاء 4 فبراير 2009، أن 1900 منزل تضرر بفعل هذه الفيضانات، 300 منها مبنية بالطين انهارت كليا أو جزئيا، إلى جانب أربعة مدارس ومستوصف، مضيفا في تصريح صحفي أنه تم تسخير إمكانيات هامة من أجل مساعدة ودعم السكان المتضررين من فيضان واد بهت. وأوضح عبد اللطيف بنشريفة في أعقاب ترؤسه بسيدي سليمان اجتماعا للجنة اليقظة ضم مختلف المصالح المكلفة بعمليات الإغاثة والإنقاذ، أنه تم تجنيد جميع الإمكانيات لتقديم المساعدات اللازمة والضرورية للسكان مع العمل على ضمان سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم. وحسب السلطة المحلية، فإن ارتفاع منسوب مياه واد بهت بفعل التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها منطقة الغرب في الأيام الأخيرة، تسبب في إتلاف ما بين 6000 و7000 هكتار. وأضاف أنه لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح، في وقت بلغ فيه عدد المتضررين من الفيضانات نحو 7000 شخص. وكان بلاغ لوزارة الداخلية قد أكد أنه تم وضع أزيد من 400 خيمة وأربعة آلاف من الأغطية رهن إشارة السكان المتضرين من الفيضانات، مع تعزيز وسائل التدخل بسيارات للإسعاف وشاحنات للتزويد بالماء الصالح للشرب، ومراكب مطاطية مزودة بمحركات لضخ للمياه، ومجموعة مولدات تابعة للوقاية المدنية، بالإضافة إلى تعزيز فرق التدخل عبر نشر قوة مهمة من عناصر القوات المساعدة. وأضاف المصدر أن فيضان واد بهت نتج عن ارتفاع منسوب مياه سد القنصرة بمعدل 114 بالمائة، مخلفا تدفقا للمياه بصبيب تجاوز 300 متر مكعب في الثانية عند المصب، مضيفا أن هذه المياه تجمعت بواد بهت الذي يمر عبر سهل الغرب، وخاصة، مدينة سيدي سليمان والمناطق القروية المجاورة. إلى ذلك قال كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة السيد عبد الكبير زهود إن نسبة ملء حقينة السدود بلغت 11 مليار ونصف متر مكعب، مبرزا في تصريح تلفزي أن هذه الوضعية تشكل استثناء مقارنة مع ما تم تسجيله خلال السنوات الماضية. يشار إلى أن الأمطار الأخيرة التي تعرفها المملكة أدت إلى تسجيل ثمان وفيات سابقة، حيث توفي أربعة أفراد من أسرة واحدة جرّاء انهيار منزل بالجماعة القروية بني اموكزن بإقليمالحسيمة، كما أدّى سقوط سقف حجرة بقرية أركومي التابعة للنفوذ الترابي لجماعة سكتانة بتارودانت إلى سقوط ضحيّتين كانتا متواجدتين بالغرفة موضع الحادث. كما أدّى انهيار جزء من منزل قديم بمرّاكش إلى وقوع ضحيتين، وجرح ثالث، إضافة إلى وقوع جرحى. يذكر أن المديرية الوطنية للأرصاد الجوية بالمغرب قد بثت تحذيرات باتخاذ الحيطة والحذر نظرا لاضطرابات جوّية تستمرّ إلى غاية نهاية الأسبوع.