طالبت جمعيات ومواطنون السلطات الإقليمية بأزيلال بفتح باب المساهمات لجمع التبرعات وتقديم المساعدات الأولية للسكان بقبيلة آيت عبدي بجماعة زاوية أحنصال، وطالب نداء أصدرته بوابة إقليم أزيلال أونلاين والجمعية الجهوية للصحافة بتنظيم «حملة تضامن لجمع المواد الغذائية والملابس والأغطية والأدوية وتوزيعها على المتضررين»، وأضاف النداء الذي نشر على بوابة اقليم أزيلال أن «ساكنة ايت عبدي تعيش اليوم أسوأ حصار، وهي اليوم بدون تدفئة أو غذاء تقاوم سمك الثلوج الذي يثقل منازلها، والكثير منهم في عداد المفقودين لا خبر لهم، أطفالهم أصيبوا بنزلات برد حادة تهدد حياتهم في غياب التطبيب والأدوية». وطالب النداء «السلطات الإقليمية وجميع هيئات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية الوطنية وكل الغيورين من أبناء أزيلال وعموم المواطنين بالمشاركة المادية والمعنوية في إغاثة سكان آيت عبدي المحاصرين بالثلوج». إلى ذلك وجه 40 متطوعا من سكان آيت عبدي كانوا يحملون أم الأطفال الستة الذين توفوا الأربعاء الماضي بدوار تمجيارت إمضر بآيت عبدي في اتجاه مركز تيلوكيت للبحث عن سيارة الإسعاف، وجهوا نداء استغاثة جديدا في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، حيث أكدوا أن «العديد من سكان آيت عبدي حاولوا طلب الإغاثة من طائرة الهيليكوبتر التي حلقت فوقهم، بالتلويح بالرايات، لكن الطاقم لم يرصد إشاراتهم. وأضافوا أن « إحدى الحمولات التي ألقتها الطائرة يوم الثلاثاء أفرغت في الخلاء بعيدا عن الساكنة ويستحيل الوصول إليها في الوقت الراهن». المتطوعون قضوا أزيد من عشر ساعات قبل الوصول لجبل «ماسكاو» المكان الوحيد الذي تمكنوا فيه من إيجاد «الريزو» قبل أن يستأنفوا السير صباح أمس الخميس قصد الوصول بالأم الجريحة، بعد حملها على نعش وسط صعوبة في الحركة في المسالك التي غطيت بالثلوج بالكامل، إلى مركز تيلوكيت. وأكد مواطنون من جهة تادلة أزيلال، في اتصالات هاتفية ب«المساء» استعدادهم لتنظيم «حملات خيرية وجمع مواد غذائية وملابس للسكان المحاصرين بآيت عبدي تشرف عليها السلطات وجمعيات المجتمع المدني للحفاظ على طابعها الإنساني وتساهم في التخفيف من معاناة ساكنة آيت عبدي». وكانت عمالة أزيلال قد شرعت الثلاثاء الماضي في إيصال المساعدات الغذائية المكونة من الزيت والدقيق والشمع والشاي، لساكنة دواوير قبيلة آيت عبدي المحاصرة بالثلوج في إقليم أزيلال, بواسطة طائرة هيليكوبتر تابعة للدرك الملكي. وكان طاقم طائرة الهيلوكوبتير قد فشل في اليوم الأول من محاولته في إيصال بعض المساعدات للساكنة بسبب سوء الأحوال الجوية وعدم تمكن طاقم الطائرة من تحديد دواوير آيت عبدي التي غطتها الثلوج بالكامل، كما أكد مصدر أمني في تصريحات للصحافة الاثنين الماضي، عقب عودة طائرة الهيلكوبتر من آيت عبدي، أن «الوفد المكون من طبيب وممرض ورجال درك لم يتمكن من الوصول لعين المكان، والتحليق في سماء المنطقة بسبب علو التضاريس وعدم تمكن الطاقم المشرف من تحديد الدواوير المغطاة بالثلوج، وأيضا بسبب الصعوبة التي واجهها الربان جراء هبوب رياح قوية شكلت خطورة على الطائرة التي كانت حمولتها كبيرة». وقام طاقم الهيلوكوبتير الذي يوجد ضمنه طبيب وممرض، الثلاثاء الماضي، بعملية استطلاع شجعته على البدء في إيصال المساعدات بعد تحسن الأحوال الجوية، حيث خصصت كميات متفاوتة للدواوير المستهدفة بحسب عدد سكانها، وأوضح مصدر مطلع من عمالة أزيلال أنه تم تخصيص «1100 كلغ من المواد الغذائية «لدوار تافراوت» و1370 كلغ «لدوار تناتمين» و1100 «لدوار زركان» و1370 كيلوغراما «لدوار إميضر»، في حين أكدت مصادر ل«المساء» أن «الحمولة الخاصة بدوار «إميضر» يحتمل أن تكون قد رميت في منطقة غير مأهولة بسبب صعوبة التضاريس واستحالة هبوط طائرة الهيليكوبتر ، وقد تمت العملية إجمالا عبر أربع دفعات». مدير الديوان بعمالة أزيلال قال في اتصال هاتفي، صباح أمس الخميس، «نحن ننتظر طائرة ثانية لحمل المساعدات لسكان آيت عبدي بعد نجاح العملية الأولى في الغالب ستكون (اليوم الجمعة)» وفي سؤال حول عدم توصل دوار إميضر بالمساعدات أكد أن «لاعلم له بالموضوع كل ما نعرفه أن الطائرة أوصلت المساعدات الأولى وننتظر الطائرة الثانية»، مدير الديوان تعلل باستحالة استمرار المكالمة بسبب «الريزو» بعد سؤاله حول تفاعل السلطات الإقليمية مع نداء السكان والجمعيات لجمع المساعدات لسكان آيت عبدي وطلب الاتصال في وقت آخر بسبب وجوده في اجتماع مع العامل. قبيلة آيت عبدي تقع أغلب المساكن فيها على ارتفاع 4 آلاف متر عن سطح البحر، يعاني سكانها من نفاد مؤونتهم بعد حصار طويل للثلوج امتد منذ بداية أكتوبر، كما شهدت الأسبوع الماضي وفاة ستة أطفال من أسرة واحدة وأصيبت والدتهم بجروح بعد انهيار سقف منزلهم بسبب التساقطات الثلجية.