توفيت زوال الجمعة الأخير عائشة الزاهري بالمستشفى الجهوي ببني ملال. وترجع أسباب الوفاة حسب مصادر طبية إلى تعفن شامل في جسم عائشة لم ينفع معه علاج. وكانت عائشة الزاهري (25 سنة)، الناجية من حصار ثلوج قبيلة آيت عبدي الجبلية إقليم أزيلال، قد ولجت قسم العناية المركزة بمستشفى بني ملال الجمعة 13 فبراير الجاري بسبب الولادة في عز أيام حصار الثلوج لقمم جبال الأطلس الكبير بدوار ايمضر، في ظروف مناخية ووقائية سيئة جدا، فقدت على إثرها الكثير من الدم، وتعفن رحمها، قبل أن انتشر التعفن إلى كافة أنحاء جسمها، مما اضطر 50 من رجال القبيلة إلى حملها بالتناوب لمدة ثلاثة أيام على نعش عبر الشعاب والأودية بين الحياة والموت لإيصالها لأقرب طريق من جماعة زاوية أحنصال ومنه إلى جماعة تيلوكيت مقابل مبلغ 750 درهما لصاحب سيارة أجرة، ثم 130 درهم لسيارة إسعاف جماعية من تيلوكيت إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال ومنه إلى بني ملال بعد أن تعذر تقديم المساعدة لها.وقضت عائشة أسبوعا كاملا تصارع الموت فوق سرير العناية المركزة بعد أن قاومته في قمم جبال إيمضر لكنه كان أقوى منها، فاستسلمت على الساعة 12 زوالا مخلفة لزوجها رضيعة وطفلتين أكبرهم عمرها 5 سنوات.وللإشارة، فإن قبيلة آيت عبدي عرفت الأربعاء 4 فبراير الجاري مصرع 6 أطفال من أسرة واحدة تحت أنقاض بيتهم المنهار، فيما توجد أمهم منذ مدة بالمستشفى الإقليمي لأزيلال تعاني من صدمة نفسية قوية هي واثنين من أفراد أسرتها.