كشفت مصادر جمعوية أن سكان أيت عبدي نتينكارف ساخطون على عدم تنفيذ وعود فك عزلتهم ورفع التهميش الذي يمسهم بإنجاز بعض المشاريع، التي تساهم في ربطهم بالقرى والجهات القريبة، إضافة إلى إحداث بعض المؤسسات الاجتماعية، خاصة مركز صحي، ومؤسسة تعليمية لمحاربة الأمية بالمنطقة.نساء وأطفال من منطقة أيت عبدي وقال إبراهيم أحنصال، نائب رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ل "المغربية" إن أعضاء من مكتب الجمعية أجروا اتصالات مع عدد من المسؤولين بالجهة، حول إنجاز بعض المشاريع الاجتماعية بأيت عبدي نتينكارف، استنادا إلى الوعود التي تلقاها سكان المنطقة بعد الاعتصام، الذي خاضوه أمام مقر ولاية بني ملال أزيلال. وأوضح أن أعضاء المكتب أجروا اتصالا مع مديرية التجهيز بإقليم بني ملال أزيلال حول استكمال مشروع الطريق الرابطة بين تاسرافت وأكرد نواضو، إذ أنها مازالت غير معبدة، ودون مجار لصرف المياه، ما يهدد بتحويل الطريق إلى واد يجر معه المياه والأوحال إلى سكان المنطقة. وأضاف أحنصال أن سكان المنطقة تلقوا وعودا، خلال لقائهم في 9 مارس الماضي، المسؤولين عن الجهة، بخلق مدرسة جماعاتية، تضع حدا للهدر المدرسي، الذي يمس عددا من الأطفال، غير أن المسؤولين عن أكاديمية الجهة أكدوا أن مشروع المدرسة أدمج في إطار البرنامج الاستعجالي، ما يفيد أنه لن ينجز السنة الجارية. أما مرضى المنطقة، يقول أحنصال، سيواجهون هذه السنة، مثل باقي السنوات الماضية، مشكل التنقل إلى المراكز الصحية المجاورة أو المعاناة في صمت، فيما تواجه النساء مخاطر الوضع في البيوت بوسائل تقليدية، في غياب مركز صحي يضم دارا للولادة. وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن المسؤول الجهوي عن قطاع الصحة أكد أنه وجه مراسلة في الموضوع، أما عن إمكانية توجيه بعثة طبية للمنطقة لاستفادة بعض المرضى من فحوصات، فالعائق، حسب الفاعل الجمعوي، هو الخصاص في الموارد البشرية. وأوضح مسؤول عن مديرية التجهيز ببني ملال ل "المغربية" أن أشغال شق الطريق مازالت جارية، إذ ستعمل المديرية على إنجاز مجاري المياه، بعدما قامت بشق 11 كيلومترا ونصف من الطريق، فيما ستتكفل جهات أخرى بتعبيد الطريق، لأن المديرية غير معنية بالعملية. ولم تتوصل "المغربية" في اتصالها بقسم البنايات بنيابة التعليم ببني ملال بتوضيح حول المدرسة الجماعاتية بتنكارف، لغياب التقنيين، الذين يتابعون المشروع. وتوصلت "المغربية" بنسخة من رسالة وجهها سكان آيت عبدي نتينكارف إلى والي جهة تادلة -أزلال مذيلة ب372 توقيعا، يطالبون بتنفيذ الوعود التي سبق أن التزم بها لرفع الحصار المضروب عليهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية. وطالب السكان في الرسالة نفسها بوضع حد للتهميش الذي يمسهم وفك ما وصفوه ب "الحصار" عن دواويرهم، بإنجاز عدد من المشاريع، التي تساهم في استفادتهم من بعض الخدمات الاجتماعية، من بينها تشييد مدرسة جماعاتية بتينكارف، وبناء مركز صحي، يتوفر على قسم للولادة ، واستكمال شق الطريق وتعبيدها، انطلاقا من أكرض نواضو وصولا إلى أبريد نتاسنت، إضافة إلى بناء قنطرة على وادي عطاش، وسواقي لترشيد مياه السقي وتأهيل الفلاحة المحلية، وتزويدهم بحصتهم من الدقيق المدعم وباقي المواد الغذائية الأساسية، مشيرين إلى أن السقف الزمني الذي حدد في أبريل 2009 للشروع في الأشغال لم يتحقق. وسبق أن اعتصم عدد من سكان سكان آيت عبدي نتاسرافت وجبال تينكارف، بين فبراير ومارس الماضيين، أمام مقر عمالة بني ملال، ضد التهميش الذي يمسهم، وطالبوا الجهات المسؤولة بضرورة إنجاز بعض المشاريع لفك العزلة عن دواويرهم، إضافة إلى مدهم بمساعدات بسبب محاصرتهم بالثلوج ونفاد المواد الاستهلاكية بالمنطقة. وطالب السكان، خلال اعتصام دام أزيد من 13 يوما ببناء قنطرة على وادي عطاش، وشق الطرق لفك العزلة عن سكان مختلف دواوير الجماعة، مع توفير كاسحة ثلوج دائمة أثناء فصل الشتاء. كما أكدوا ضمن مطالبهم بالتدخل العاجل لتقديم العلاجات الضرورية لمختلف الأوبئة المنتشرة والأمراض المزمنة جراء نزلات البرد الحادة، و بناء مركز صحي وتجهيزه بمختلف الأجهزة والأدوية، وكذا دار للولادة لفائدة سكان تينكارف لوضع حد للوفيات نتيجة الولادة في ظروف غير صحية، والتعويض عن البيوت المهدمة وعن نفوق المواشي، وعن الموسم الفلاحي الضائع، مع بناء مدارس وفق المواصفات المتعارف عليها تقي أبناء وبنات السكان من البرد القارس والثلوج، وبناء سواقي لفلاحي المنطقة بما ينمي الزراعة المحلية، وبشق الطرق وتعبيدها وعاد السكان إلى دواويرهم بعدما فكوا اعتصامهم، وتلقوا وعودا بتحسين ظروفهم المعيشية، خلال لقائهم والي الجهة، في مارس الماضي، غير أنهم بعد انتظار إنجاز واستكمال بعض المشاريع، قرروا توجيه رسالة يعبرون فيها ضرورة تنفيذ ما جرى الوعد به. وعلمت "المغربية" أن عددا من المسؤولين بجهة بني ملال قاموا بزيارة ميدانية وعاينوا عن قرب الخصاص الذي تعانيه المنطقة، كما جرى، بعد ذلك، برمجة عدد من المشاريع، أنجز بعضها، فيما يوجد البعض، حسب مصادر جمعوية، في طور الإنجاز أو ضمن برامج مقبلة.