أفادت مصادر جمعوية من بني ملال أن حوالي 50 امرأة من دوار "تيزوكات" بجبال آيت عبدي نتينكارف انتفضن، أول أمس الثلاثاء، ونظمن، مسيرة سلمية مشيا على الأقدام، احتجاجا ضد العزلة والحصار، التي تضربها الثلوج على المنطقة، وضد غياب أهم الخدمات الاجتماعية التي تساهم في فك العزلة عن المنطقة.وقال ابراهيم أحنصال، نائب رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال، ل "المغربية" إن نساء دوار تيزوكات يحتججن، حسب قولهن، ضد عدم تنفيذ الوعود التي تلقينها، السنة الماضية، الرامية إلى رفع العزلة عن المنطقة، مشيرا إلى أنهن قررن تنظيم هذه المسيرة ليلفتن انتباه الجهات المسؤولة بأن العزلة تحكم على سكان المنطقة بالموت البطيء، حسب قولهن، لأن غياب الخدمات الاجتماعية والمسالك الطرقية، تؤدي إلى وفيات بين الحوامل والمرضى، خاصة الحالات المستعجلة. وأضاف أحنصال أن هؤلاء النساء تحدين الطبيعة، وقررن السير مشيا على الأقدام وسط الثلوج، كما قضين ليلة الثلاثاء الأربعاء في العراء بمنطقة تيغرمت نايت سيدي احساين، التابعة لجماعة بوتفردة، دائرة القصيبة، بعدما قطعن مسافة 20 كيلومترا، موضحا أن كثافة الثلوج وموجة الصقيع، لم تقف أمام عزم النساء، اللواتي يتوخين لقاء بعض الجهات المسؤولة بالقيادة والجماعة التابعان لها. وأوضحت النساء في اتصال بفرع الجمعية أن عددا من النقاط التي طالبن بها السنة الماضية لم تتحقق، خاصة الطريق التي يمكن بواسطتها التنقل إلى الجهات المجاورة للاستفادة من الخدمات الاجتماعية، يضيف أحنصال، مشيرا إلى أنهن أكدن أن عدم تعبيد الطريق المؤدية إلى المنطقة، وغياب قنوات الصرف، يحولها إلى فضاء للأوحال، كما يرفع من صعوبة عبورها. وذكر أن غياب مركز صحي بالمنطقة يعرض حياة الأطفال والمسنين للخطر، خاصة خلال موجات البرد التي تسجل بالمنطقة. وأضاف المصدر أيضا أن سكان دواوير عدة من جبال تينكارف نآيت عبدي يستعدون لخوض احتجاجات مماثلة من أجل المطالب نفسها، التي يتقاسم السكان الحرمان منها. وعود لم تتحقق وقال إبراهيم أحنصال، في تصريح سابق ل "المغربية" إن أعضاء من مكتب الجمعية أجروا اتصالات مع عدد من المسؤولين بالجهة، حول إنجاز بعض المشاريع الاجتماعية بأيت عبدي نتينكارف، استنادا إلى الوعود التي تلقاها سكان المنطقة بعد اعتصامهم السنة الماضية أمام مقر ولاية بني ملال، موضحا أن الاتصال جرى مع مديرية التجهيز بإقليم بني ملال أزيلال حول استكمال مشروع الطريق الرابطة بين تاسرافت وأكرد نواضو، إذ أنها مازالت غير معبدة، ودون مجار لصرف المياه، ما يهدد بتحويل الطريق إلى واد يجر معه المياه والأوحال إلى سكان المنطقة. وأضاف أحنصال أن سكان المنطقة تلقوا وعودا، خلال لقائهم في 9 مارس الماضي، مع المسؤولين عن الجهة، بخلق مدرسة جماعاتية، تضع حدا للهدر المدرسي، الذي يمس عددا من الأطفال، غير أن المسؤولين عن أكاديمية الجهة أكدوا أن مشروع المدرسة أدمج في إطار البرنامج الاستعجالي، ما يفيد أنه لن ينجز السنة الجارية. أما مرضى المنطقة، يقول أحنصال، فسيواجهون، مثل باقي السنوات الماضية، مشكل التنقل إلى المراكز الصحية المجاورة أو المعاناة في صمت، فيما تواجه النساء مخاطر الوضع في البيوت بوسائل تقليدية، في غياب مركز صحي يضم دارا للولادة. وأوضح مسؤول عن مديرية التجهيز ببني ملال ل "المغربية" أن أشغال شق الطريق مازالت جارية، إذ ستعمل المديرية على إنجاز مجاري المياه، بعدما قامت بشق 11 كيلومترا ونصف من الطريق، فيما ستتكفل جهات أخرى بتعبيد الطريق، لأن المديرية غير معنية بالعملية. وتوصلت "المغربية" بنسخة من رسالة وجهها سكان آيت عبدي نتينكارف إلى والي جهة تادلة -أزيلال مذيلة ب372 توقيعا، يطالبون فيها بتنفيذ الوعود التي سبق أن التزم بتنفيذها لرفع الحصار المضروب عليهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية. وطالب السكان في الرسالة نفسها بوضع حد للتهميش الذي يمسهم، وفك ما وصفوه ب "الحصار" عن دواويرهم، بإنجاز عدد من المشاريع، التي تساهم في استفادتهم من بعض الخدمات الاجتماعية، من بينها تشييد مدرسة جماعاتية بتينكارف، وبناء مركز صحي، يتوفر على قسم للولادة ، واستكمال شق الطريق وتعبيدها، انطلاقا من أكرض نواضو وصولا إلى أبريد نتاسنت، إضافة إلى بناء قنطرة على وادي عطاش، وسواقي لترشيد مياه السقي وتأهيل الفلاحة المحلية، وتزويدهم بحصتهم من الدقيق المدعم وباقي المواد الغذائية الأساسية. مسيرة سابقة وسبق أن اعتصم عدد من سكان آيت عبدي نتاسرافت وجبال تينكارف، بين فبراير ومارس الماضيين، أمام مقر عمالة بني ملال، ضد التهميش الذي يمسهم، وطالبوا الجهات المسؤولة بضرورة إنجاز بعض المشاريع لفك العزلة عن دواويرهم، إضافة إلى مدهم بمساعدات بسبب محاصرتهم بالثلوج ونفاد المواد الاستهلاكية بالمنطقة.