بعد ساعات من تأكيد السلطات المصرية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خال مشعل أن أزمة قطاع غزة ستحلّ قريبًا، قال شهود عيان: إن شاحنة محملة بالوقود الخاصّ بمحطة توليد الكهرباء وأخرى بالغاز المنزلي وصلتا اليوم الثلاثاء إلى قطاع غزّة من معبر ناحال عوز شرق مدينة غزة, بعد قرار إسرائيل استئناف تزويد غزة بالمحروقات وأدوية. فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة في وقت لاحق اليوم لمناقشة الوضع المتفاقم في غزة بناء على طلب ليبيا التي ترأس مجلس الأمن لهذا الشهر. وستوزع المجموعة العربية بالأممالمتحدة مسوّدة مشروع قرار يدعو لرفع الحصار وإيصال المساعدات الغذائية والإنسانية بالسرعة القصوى. ومن المقرر أن يبحث المجلس الأزمة الإنسانية المرتبطة بالحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة, واتخذ قرار عقد الاجتماع خلال مشاورات مغلقة جرت الاثنين. ومن ناحيته، أوضح مراقب فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور أنه يعمل كي يتبنى مجلس الأمن قرارًا أو إعلانًا يرغم إسرائيل على رفع حصارها الفظّ الذي تفرضه على السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة. وسمحت إسرائيل مساء الاثنين بإعادة تزويد قطاع غزة بالمحروقات في رابع أيام الحصار التام الذي فرضته على القطاع ما هدد بإغراق القطاع في أزمة إنسانية. وفي وقت سابق، قال موشي رونين المتحدث باسم وزارة الحرب الإسرائيلية: إن وزير الحرب إيهود باراك قرّر السماح مجددًا بتزويد قطاع غزة بالوقود لإتاحة تشغيل محطة الكهرباء فيها. وأضاف: وسيكفي ذلك تلبية حاجات قطاع غزة لفترة غير محددة، مضيفًا أنه سيتم أيضًا تزويد القطاع بالأدوية. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية ستواصل درس الوضع والتحرك وفق ما يجري على الميدان دون أن يستبعد تعليق تزويد القطاع مجددًا في حال إطلاق صواريخ على إسرائيل. وأضاف المتحدث أنه سيتم تزويد القطاع بـ2,2 مليون لتر من الفيول عبر معبر كرم سالم ما سيمكن من تشغيل المحطة لتنتج 60 ميجاواط خلال أسبوع، وأضاف أنه سيتم أيضًا تزويد القطاع بـ 500 ألف لتر من الفيول لتشغيل المولدات خصوصًا التابعة منها للمستشفيات، وأشار أيضًا إلى أنه سيتم السماح بدخول 50 شاحنة من المنتجات الغذائية الأساسية ومساعدة طبية منها 13 شاحنة من الأردن. وكانت محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزّة التي توفر 30 بالمائة من حاجات القطاع, توقفت الأحد عن العمل إثر نفاذ مخزونها من الفيول، وبعد ليلة أمضاها قطاع غزة غارقًا في الظلام, سارت الحياة بوتيرة بطيئة في القطاع. وبسبب نقص البنزين لم تتحرك إلا سيارات قليلة في الشوارع في حين أغلقت أغلب المخابز أبوابها. كما تسبب انقطاع التيار الكهربائي أيضًا في اضطراب عمل المستشفيات التي عانت للإبقاء على خدمات أقسام الطوارئ فيها، وكذلك في اضطراب خدمات شبكة توزيع ماء الشرب، ويبدو أن مخاطر حدوث أزمة إنسانية قاسية وتعدد الدعوات الدولية لرفع الحصار على قطاع غزة, دفعت إسرائيل إلى تخفيف شدة قبضتها على القطاع رغم التصريحات المتشددة.