استشهد مواطنان واصيب ستة آخرون بجراح مختلفة الثلاثاء في توغل اسرائيلي في منطقة حدودية تقع الى الشرق من وسط قطاع غزة، واعترف الجيش باصابة احد جنودة خلال التوغل. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير الاسعاف والطوارئ بوزارة الصحة ان الشهيدين هما علي ابو فول، وعبد الله اسبيتان، في العشرينات من العمر، لافتا الى ان جثمانيهما تمزقا من شدة القصف الصاروخي. وبحسب شهود عيان فان الشهيدين سقطا بعد ان استهدفتهما طائرة اسرائيلية كانت تغطي على عملية التوغل بصاروخ. وذكر الشهود ان قوات معززة من جيش الاحتلال توغلت فجرا على الاطراف الشرقية لمخيم المغازي الواقع وسط قطاع غزة، وعلى حدود بلدة خزاعة، لافتين الى ان اشتباكات عنيفة دارت بين نشطاء المقاومة والجنود الاسرائيليين استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة، والقذائف المضادة للدروع. وقال نشطاء من المقاومة ان القوة الاسرائيلية المتوغلة على الارض كانت تساندها عدة طائرات مروحية هجومية، وأخرى استطلاعية بدون طيار، لكن فصائل المقاومة اكدت انها استهدفت القوة الاسرائيلية بشكل مباشر. وفي ذات السياق، قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان جنديا اصيب بجراح متوسطة بعد سقوط قذيفة اطلقها نشطاء فلسطينيون بالقرب من معبر 'كيسوفيم' شرق بلدة دير البلح وسط قطاع غزة. وذكرت الاذاعة انه تم نقل الجندي الى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج اللازم. كما اصيبت امرأة بجروح طفيفة نتيجة سقوطها عندما ركضت باتجاه احد الملاجئ للاختباء من صواريخ المقاومة، بحسب ما ابلغ متحدث عسكري اسرائيلي. وعلق وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك على العملية العسكرية وسط القطاع بالقول 'هذا الحادث يدل على مدى جاهزية الجيش الاسرائيلي لمواجهة كافة التطورات'، متهما نشطاء فلسطينيين بمحاولة زرع عبوة ناسفة لقوات جيشه في تلك المنطقة مما دعاها للتوغل. وكانت اسرائيل انهت حربا شرسة شنتها ضد قطاع غزة ودامت ثلاثة اسابيع يوم 18 من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، قتل خلالها اكثر من 1300 فلسطيني، نصفهم من النساء والاطفال، الى جانب اصابة اكثر من 5000 فلسطيني، نسبة كبيرة منهم اصيبوا بجراح خطرة، بترت على اثرها اطرافهم. وتؤكد تقارير وبعثات دولية ان اسرائيل استخدمت خلال حربها اسلحة محرمة دوليا، منها الفسفور الابيض. وكانت مؤسسات حقوقية اكدت ان اسرائيل تعمدت قتل السكان المدنيين خلال الحرب، باستهدافهم اثناء تواجدهم في المنازل. ولا يزال هناك الكثير من مصابي حرب 'الرصاص المصبوب'، يرقدون على اسرة العلاج في المشافي بسبب خطورة اصاباتهم. ودخلت اسرائيل عقب انتهاء هجومها على غزة في قرار يقضي بوقف اطلاق النار، غير انها خرقت القرار اكثر من مرة ونفذت عدة عميات توغل على طول حدود القطاع، وتواصل مهاجمتها للصيادين الفلسطينيين في عرض البحر. من جهته اكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في رده على التوغل على 'حق كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية في الرد على العدوان الاسرائيلي الذي لم يتوقف ضد شعبنا لحظة واحدة'. واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس انها اطلقت عددا من قذائف الهاون تجاه القوة الاسرائيلية، واكدت في بيان لها ان احدى مجموعاتها المسلحة اطلقت 18 قذيفة هاون نحو القوة الاسرائيلية. واعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انها تمكنت من قصف تجمع للآليات العسكرية الاسرائيلية شرق المغازي بثلاث قذائف هاون عيار 80 ملم. وذكرت مصادر اسرائيلية ان ثلاث قذائف صاروخية سقطت على جنوب اسرائيل، اثنتان منها على بلدة سديروت، وواحدة على منطقة 'شاعر هنيقف'، لكنها اكدت انها لم توقع اصابات او اضرار. يشار الى ان صفارات الانذار دوت امس في بلدة سديروت، والتي تطلق ابواقها تحذيرا من سقوط صواريخ فلسطينية، مما ادى لإصابة العشرات من المواطنين بحالات هلع وفروا للاحتماء في الغرف المحصنة. واكدت التنظيمات المسلحة ان هجماتها 'تأتي في اطار الرد علي العدوان الذي تتعرض له منطقة المغازي، وتأكيدا علي مواصلة طريق المقاومة والنضال حتى دحر المحتل عن ارضنا الفلسطينية'. في سياق آخر، فتحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اثنين من معابرها مع قطاع غزة لادخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والحبوب. وقال رائد فتوح رئيس لجنة ادخال البضائع الى قطاع غزة ان الجانب الاسرائيلي سيسمح بادخال 115 شاحنة منها 19 شاحنة محملة بالمساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) والمنظمات الدولية من خلال معبر كرم ابو سالم جنوبي القطاع. واشار الى انه سيسمح بادخال 83 شاحنة عبر المعبر ذاته للقطاع الخاص التجاري محملة باللحوم المجمدة ومشتقات الحليب والصابون والشامبو والدقيق والبقوليات، الى جانب 13 شاحنة سيتم ادخالها للقطاع الخاص الزراعي. واكد فتوح على استمرار اغلاق الاحتلال لمعبر ناحل عوز الواقع شرق مدينة غزة والذي تدخل عبره مشتقات الوقود الى قطاع غزة. يشار الى ان اسرائيل تفرض حصارا مشددا على قطاع غزة منذ اكثر من عامين تمنع بموجبه ادخال آلاف الاصناف من المواد والسلع والبضائع. من جهة اخرى هاجم مستوطنون إسرائيليون امس الثلاثاء عددا من منازل المواطنين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، والحقوا أضرارا متفاوتة بها، وروعوا أصحابها. وقالت مصادر محلية إن نحو 30 مستوطنا بعضهم تسلح بالبنادق والهراوات، هاجموا منازل المواطنين الواقعة في محيط مستوطنة 'كريات أربع' شمال شرق المدينة بالحجارة والزجاجات، وحطموا زجاج النوافذ، وأطلقوا هتافات عنصرية، وحاولوا الاعتداء على عدد من أصحاب المنازل. وحذر مواطنون من تصاعد اعتداءات المستوطنين بعد قرار وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تخفيف القيود الإسرائيلية المفروضة أمام حركة المواطنين في احياء المدينة بين مستوطنة 'كريات أربع' والحرم الإبراهيمي الشريف، وعلى امتداد الطريق التي أطلق عليها الإسرائيليون اسم 'طريق المصلين' واحتكرت لصالح تنقل سيارات المستوطنين، فقط، منذ أكثر من سبع سنوات. ومن ناحية اخرى اعتقلت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء أربعة فلسطينيين خلال حملة مداهمات طالت العديد من مدن الضفة الغربية. وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن قوات الجيش اعتقلت فلسطينيين اثنين في مدينة جنين وواحدا من مدينة رام الله، وآخر في بلدة بيت لقيا غرب رام الله، مشيرة إلى أن جميع المعتقلين أحيلوا إلى الجهات الأمنية للتحقيق، بزعم أنهم مطلوبون. وذكرت مصادر أمنية وذوو المعتقلين، أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطن سامر هاشم السعدي (21 عاما) من سكان الحي الشرقي في جنين، والباحثة في ملف الأسرى لمركز الأسرى للدراسات رجاء عمر الغول (39 عاما) من مخيم جنين. وأفادت أسرة المعتقل السعدي بأن قوات الاحتلال حطمت محتويات المنزل بعد أن أخرجتهم للعراء، وصادرت جهاز الحاسوب لنجلهم المعتقل وهو طالب في الجامعة الأمريكية، فيما سيرت دوريات في أزقة وأحياء المدينة والمخيم من كافة المحاور وسط إطلاق قنابل الصوت، ما أثار حالة من الرعب والخوف في صفوف المواطنين.