واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية تنفيذ غاراتها وعدوانها ضد أهداف مختلفة في قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، وكان آخرها غارة على منطقة المغراقة جنوب شرق مدينة غزة استهدفت خلالها منزلاً لعائلة أبو كميل مما أدى إلى استشهاد مواطناً إصابة 7 آخرين وصفت جراح احدهم بالخطيرة. وقالت مديرية الإسعاف والطوارئ الفلسطينية في إحصائية جديدة الثلاثاء 30-12-2008: إن الغارات الإسرائيلية على مدار الأيام الأربعة أوقعت 384 شهيداً أكثر من نصفهم من المدنيين بينما بلغ عدد الجرحى 1750 فلسطيني بينهم العشرات في حالة الخطر . وفي غارة أخرى، استهدف مقاتلات حربية إسرائيلية بصاروخ أف F16 منزل القائد في كتائب القسام عبد الناصر المناعمة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح. كما قصفت تلك الطائرات مقرا للشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية في حي التفاح ومنزلاً ومصنعاً في مدينة غزة، ملحقاً بها أضراراً جسيمة دون أن يبلغ عن إصابات. وأبلغ رجال إسعاف الشبكة الإعلامية الفلسطينية أن القصف طال ورشة خراطة لعائلة عاشور في حي الزيتون، ومصنعاً للألبان والأجبان لعائلة دلول في حي الصبرة بمدينة غزة، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات، دون أن ترد أنباء عن إصابات. وهذا العدوان الإسرائيلي هو الأكثر دموية في تاريخ الفلسطينيين منذ حرب الأيام الستة عام 1967 الذي احتلت خلاله الدولة العبرية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية (قطاع غزة والضفة الغربية). ويعيش 1.5 مليون فلسطيني ظروفاً مأساوية منذ انتهاء اتفاق تهدئة استمر لستة أشهر بين الفصائل الفلسطينية والدولة العبرية وزاد العدوان الإسرائيلي من قصوه الحياة ونشر الموت في شوارع وأحياء ومخيمات القطاع الساحلي البالغ 360 كيلو متر. وكان قصف أخر استهدف مقاومون من كتائب القسام في وسط قطاع غزة أعلن عن استشهاد مقاوم وإصابة أخر وفق ما أفاد شهود عيان. وفي جنوب قطاع غزة، تواردت أنباء أن غارة أخرى شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على خان يونس جنوب القطاع. وفي وقت سابق، قصفت المروحيات الإسرائيلية موقع كتائب القسام في مدينة بيت لاهيا بثلاثة صواريخ كما قصفت موقع للقسام بمدينة بيت حانون شمال القطاع بثلاثة صواريخ أخرى، ولم تبلغ المصادر الطبية عن وقوع إصابات. وكانت غارة أخرى استهدفت عربة يجرها حمار كارة في بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد طفلتين من عائلة واحدة. وحسب المعلومات، فقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على عربة كارة كانت تسير في بلدة بيت حانون شمال القطاع، مما أدى إلى استشهاد الشقيقتين لما وهيا طلال حمدان (4و11عاماً). وفي جنوب القطاع تحديداً بمدينة خان يونس، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على مركز للشرطة في منطقة القرارة مما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر. كما استهدف القصف موقعاً لجهاز الأمن والحماية في خان يونس أيضاً، حيث أطلقت الطائرات صاروخين على الأقل على ذلك الموقع، والذي كان تعرض للقصف في اليوم الأول للحرب على غزة. كما تعرض موقع أمني للقصف في منطقة البريج وسط القطاع، وآخر شمال القطاع، وسمع دوي الأنفجارات في تلك الأماكن، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح. وكانت الطيران الحربي الإسرائيلي شن فجر اليوم سلسلة غارات كان أعنفها تلك التي استهدفت مجمع الوزارات غرب مدينة غزة. وذكر سكان محليون أن قصف الساعات الماضية دمر بالكامل خمسة مبان في مجمع الوزارات في غزة ومبنى تابعاً للجامعة الإسلامية والمقر الرئيس لنادي الشمس الرياضي. كما استهدف القصف مكتباً إعلامياً تابعاً للجان المقاومة الشعبية وأراضي خالية تستخدم في إطلاق الصواريخ وسيارة تقل مقاومين دون وقوع إصابات. وقبل ذلك استهدف القصف مكتب للجان المقاومة الشعبية قرب المجلس التشريعي في غزة وحي النصر شمال غزة. واستهدفت غارة أخرى منزل أحد القادة الشهداء في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين. وقالت المصادر إن مقاتلات إسرائيلية من طراز أف 16 حلقت قبل ذلك في سماء غزة، فيما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها على عدة أهداف على طول ساحل القطاع. في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قصف مستوطنة كريات ملاخي بصاروخ غراد . وتلك المستوطنة تبعد 6 كيلو متر عن مدينة بئر السبع. كما أعلنت فصائل فلسطينية أنها قصفت بعدد من الصواريخ البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة. وفي وقت سابق، أفادت مصادر عبرية أن إسرائيلي أصيب بجروح ظهر اليوم إثر سقوط صاروخ قسام على منزل مأهول في بلدة سديروت الواقعة في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وكانت تبنت كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين هجمات صاروخية على عسقلان وبلدتي ناحال عوز وأسدود جنوب (إسرائيل)، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين وجرح 12 آخرين. وأقر الجيش الإسرائيلي بهذا القصف، وقال إن أحد جنوده من بين القتلى.