واصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث مزقت صواريخها التي استهدفت مقار مدنية وأمنية وجمعيات أجساد مئات المواطنين الفلسطينيين بين شهيد وجريح ليكون يوم 27 دجنبر 2008 الأكثر دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني خلال القرن الواحد والعشرين. وذكرت مصادر طبية فلسطينية يوم الأحد 28-12-2008 اليوم الثاني للمحرقة أن عدد الشهداء وصل إلى 274 شهيداً وإصابة أكثر 900 مواطن بين حالة متوسطة وخطيرة، مرجحة أن يزداد عدد الشهداء نظراً لخطورة الإصابات ونقص الأدوية والمعدات نتيجة الحصار الذي يتعرض له قطاع غزة منذ عام ونصف. ويأتي هذا القصف بعد سلسلة تهديدات أطلقها قادة الدولة العبرية بضرب فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر. ويعيش 1.5 مليون فلسطيني ظروفاً مأساوية منذ انتهاء اتفاق تهدئة استمر لستة أشهر بين الفصائل الفلسطينية و(إسرائيل) قبل أسبوع. وفي أحدث قصف، استهدفت طائرات الاحتلال جيب للشرطة بالقرب من صالة النجوم في حي الزيتون شرق غزة مما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة عدد أخر من المواطنين، فيما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد المواطن نبيل أبو طعيمة في القصف الذي استهدف دفيئات زراعية في القرارة شرق خان يونس. ولا زالت طائرات الاحتلال تواصل غاراتها المكثفة على قرى ومدن القطاع. وفي ساعات الصباح، استهدفت طائرات الاحتلال نادي خدمات جباليا الرياضي شمال غزة، وأصابته إصابة مباشرة، ووصول أربعة إصابات إحداها خطرة ومن بينهم طفلة، كما استهدفت ديوان يتبع لعائلة العشي وسط مدينة غزة، إلى جانب قصف مقر مجلس الوزراء الفلسطيني ومركز شرطة حي الشجاعية شرق المدينة. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 10 غارات على أهداف مختلفة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء 3 شهداء على الأقل ووقوع عدد من الإصابات. حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية، مستودعاً للأدوية في حي الجنينة ومخزن للبنزين والسولار بالقرب من مركز شرطة تل السلطان في رفح، كما أدى القصف إلى اشتعال المستودعين وشبوب حرائق بالمنازل المجاورة. ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية حتى ساعات مساء السبت، فقد شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات مستهدفة أحد المساجد وعددا من البيوت المدنية ومجموعات للمقاومين وورشات حدادة، مما أوقع عددا من الشهداء والجرحى. وفي التفاصيل، فقد استهدفت الطائرات الحربية بعدد من الصواريخ مسجد الشفاء القريب من مجمع الشفاء الطبي مما أدى إلى إصابة استشهاد مواطن وإصابة عدد من المواطنين، في حين لحقت أضرارا فادحة بالمجمع الطبي الشفاء وبجميع المباني السكنية المحيطة. وطوال ساعات الليل واصلت طائرات لاحتلال ضرباتها الصاروخية بوتيرة متسارعة، فاستهدفت أحد المنازل في جباليا شمال القطاع، ومصنع للبلاستيك في خانيونس، ومنزل عائلة حميد في شارع يافا شرق مدينة غزة، وعدد من مجموعات المقاومين، والمناطق الخالية أهداف مختلفة وخاصة على أطراف بيت حانون وشمال القطاع. وفي محاولة من الاحتلال للتأثير على معنويات أهالي قطاع غزة وزرع الخوف في صفوفهم، تلقى عشرات المواطنين اتصالات من قبل ضباط مخابرات الاحتلال يهددونهم فيها أن القصف سيطال منازلهم إن خزنوا فيها أسلحة أو متفجرات.