قصفت طائرات حربية اسرائيلية قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الاسلامية «حماس» أمس الاثنين لليوم الثالث على التوالي واستعدت لاحتمال غزو القطاع بعد أن فاق عدد الشهداء 312 فلسطينيا في الغارات الجوية. استمرار الغارات اعلنت مصادر صحفية أن الطائرات والمقاتلات الحربية الاسرائيلية واصلت غاراتها الجوية على قطاع غزة أمس الاثنين . فقد شنت مقاتلات حربية اسرائيلية من نوع /اف16 / فجر أمس سلسلة غارات جوية استهدفت أولاها مبنى المختبرات في قسم الطالبات في الجامعة الاسلامية وسط مدينة غزة بخمسة صواريخ على الأقل مما ادى الى تدمير المبنى بالكامل وتسويته بالأرض. وذكرت مصادر فلسطينية أن عددا كبيرا من مباني الجامعة دمرت بالاضافة الى بعض البيوت المجاورة للجامعة والتي لحقت بها أضرار جسيمة جراء عملية القصف وقال شهود عيان فلسطينيون ان عددا من المختبرات العلمية دمرت بالكامل جراء الغارة الاسرائيلية فيما هرعت سيارات الاسعاف ووحدات الدفاع المدني الي مقر الجامعة لاخماد الحريق الذي نشب في مبانيها نتيجة القصف الاسرائيلي. وفي مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة استهدفت الطائرات الحربية منزل مسؤول جهاز الشرطة التابعةللحكومة المقالة في مدينة غزة علاء عقيلان. وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان ان طائرات حربية استهدفت بصاروخين على الأقل منزل القيادي عقيلان الواقع في مخيم الشاطئ ما ادى إلى تدمير المنزل بالكامل ووقوع عدد من المصابين. واستهدفت احدى الغارات القيادي في كتائب القسام احمد فياض في بلدة القرارة شمال شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع ما ادى استشهاده فيما قصفت طائرات الاحتلال منزل القيادي في كتائب القسام محمد البريم ما ادى الى تدميره بالكامل دون وقوع اصابات. ومن جانبها شاركت الزوارق الحربية الإسرائيلية بعملية القصف حيث قصفت تلك الزوارق فجر أمس بخمسة عشر قذيفة على الأقل ميناء مدينة غزة وقوارب الصيادين المتواجدة في الميناء في تصعيد اسرائيلي جديد. استشهاد الأطفال افادت حصيلة جديدة اعلنتها دائرة الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الفلسطينية ان الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة اسفر حتى الان عن سقوط 312 قتلى و1420 جريحا سقطوا جميعهم ضحايا الغارات الجوية الاسرائيلية. واوضح الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف و الطوارئ في وزارة الصحة الفلسطيني لوكالة فرانس برس « تم انتشال جثة من تحت الانقاض في مبنى المنتدى الذي تعرض لقصف جوي صباحا» متابعا «كما وصلنا شهيد اخر في غارة جوية اخرى شمال قطاع غزة». ومعظم الضحايا هم اعضاء في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لكن بينهم عدد لم يحدد من المدنيين في عدادهم اطفال. لكن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان اشار الى سقوط عشرين طفلا وتسع نساء حتى صباح أول امس. يضاف اليهم ستة اطفال سقطوا ضحايا الغارات الجوية الاسرائيلية ليل الاحد الاثنين اربعة منهم من عائلة واحدة. الا ان كريستوفر غينيس الناطق باسم الاونروا قال لوكالة فرانس برس ان بين القتلى الفلسطينيين «51 مدنيا على الاقل» فقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي عشرات الغارات الجوية على قطاع غزة ليل الاحد الاثنين مما ادى الى مقتل سبعة فلسطينيين بينهم ستة اطفال, اربعة منهم من عائلة واحدة, بحسب مصادر طبية. واكد ناطق عسكري اسرائيلي ان الطيران قام «بعشرات الغارات» خلال الليل بدون توضيحات اخرى. وقد قتلت اربع فتيات تتراوح اعمارهن بين سنة و12 سنة من عائلة واحدة اثر غارة جوية على جباليا بشمال قطاع غزة. وتقيم العائلة بالقرب من مسجد استهدفته الغارات. كما قتل طفلان اخران, صبيان, اثر غارة جوية على رفح بجنوب قطاع غزة. والقتيل السابع هو ناشط في حركة حماس. واضاف المركز الفلسطيني لحقوق الانسان انه «يرى في تلك الحرب المعلنة استهدافا واضحا للمدنيين الفلسطينيين ولممتلكاتهم »كما «ان التصريحات المتتالية والتي تصدر من اعلى المستويات السياسية والعسكرية في اسرائيل تنذر بكارثة انسانية وحرب لاهوادة فيها على جميع المستويات» وقال «في ظل مؤامرة صمت دولية مريبة, تواصل قوات الاحتلال الحربي الاسرائيلي شن حربها الاكثر دموية والاشد وحشية ضد قطاع غزة منذ احتلاله عام1967 ». وتابع المركز «ان المجتمع الدولي مطالب الان اكثر من اي وقت مضى بالتحرك الفوري والعاجل لوقف هذا العدوان الاخطر منذ بدء الاحتلال لقطاع غزة» الهجوم قد يستغرق أياما و لا يهدف لاحتلال غزة و من جهة أخرى اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) أمس الاثنين ان اسرائيل تخوض حربا «بلا هوادة» ضد حركة حماس في قطاع غزة. وقال باراك «لا نكن العداء لسكان غزة لكننا نخوض حربا بلا هوادة ضد حماس وحلفائها» واعتبر ان «ضبط النفس الذي لزمناه هو مصدر قوة. اننا نقاتل بميزة اخلاقية. هم يطلقون النار عمدا على مدنيين. اما نحن فنطارد الارهابيين ونتجنب قدر المستطاع اصابة مدنيين في حين يتحرك عناصر حماس ويختبئون عمدا بين السكان» وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل ستواصل حملتها «الى أن تتهيأ اجواء امنية جديدة في الجنوب /اسرائيل/ والى أن تتوقف حالة الرعب والخوف التي يعيشها السكان هناك جراء الهجمات الصاروخية المستمرة» وصرح المتحدث العسكري الاسرائيلي افي بناياهو بان هجوم غزة قد «يستغرق اياما كثيرة» ونشرت الدبابات الاسرائيلية على اطراف غزة متأهبة لدخول القطاع الذي يقطنه5 ر1 مليون فلسطيني. وقال مسؤول حكومي ان حكومة أولمرت وافقت على استدعاء6500 من جنود الاحتياط. وصرح مسؤول اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه بان اسرائيل لا تشعر بضغط دولي يذكر لوقف عملياتها. لكن ساسة اسرائيل يشعرون بضغط داخلي كبير للتحرك ووقف اطلاق الصواريخ قبل الانتخابات الاسرائيلية التي تجري في العاشر من فبراير . واستبعدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني القيام بغزو واسع النطاق لاعادة احتلال اسرائيل لقطاع غزة الذي كان يوما مليئا بالمستوطنات اليهودية. وقالت ليفني التي تأمل ان تصبح رئيسة للوزراء خلفا لاولمرت بعد انتخابات العاشر من فبراير متحدثة لقناة »ان.بي.سي»: «هدفنا ليس هو اعادة احتلال غزة». وعندما سألتها قناة فوكس نيوز عما اذا كانت حملة اسرائيل تهدف للاطاحة بحكام حماس قالت «ليس الان» وفي توسيع لاهدافها لتشمل حكومة حماس قالت مصادر فلسطينية ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت مبنى وزارة الداخلية أمس الاثنين ولم يتسن بشكل فوري معرفة ما اذا كان الهجوم قد اسفر عن سقوط ضحايا.