بلغ العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ذروته في اليوم الثالث، حيث طالت الغارات الجوية يوم الاثنين 29-12-2008 أهدافا مختلفة منها خمسة مساجد وجامعتين وسيارات ومراكز ومنازل ومقاومين من شمال القطاع إلى جنوبه. وفي أحدث الهجمات، تعرضت مجموعة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لقصف في منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس في جنوب القطاع ما أدى لاستشهاد خمسة مقاومين بينهم طفل، وهم: زياد العبد أبو طير وشقيقه ياسر العبد أبو طير ومحمد جلال أبو طير ومحمد القرا والطفل معاذ أبو طير 3 سنوات، إلى جانب أربعة مصابين بعضهم في حالة خطرة. وذكر الطبيب معاوية حسنين مدير عام لإسعاف والطوارئ في غزة أن عدد شهداء العدوان المتواصل لليوم الثالث على التوالي وصل إلى أكثر من 325 شهيدا بينهم أكثر من 40 طفلا وأكثر من 1600 جريح، فيما كان 65% من الشهداء من المدنين. وشهد قطاع غزة منذ فجر اليوم الاثنين حملة استهداف متواصلة لمساجد متفرقة في القطاع طالت خمسة حتى ساعات الظهر، وأبرزها مسجد الشهيد عماد عقل ومسجد أبو بكر الصديق شمال القطاع. وفي الغارة التي استهدفت مسجد أبو بكر الصديق في جباليا سقط عدد من الضحايا بينهم شهداء وجرحى دون أن يتسنى التأكد من عددهم. ومع ساعات الظهر، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مقر الأمن والحماية التابع للحكومة المقالة غرب مدينة غزة بالقرب من جامعة القدس المفتوحة، وطال هذا القصف مبنى جامعة الأمة للعلوم العسكرية. ويأتي استهداف جامعة الأمة بعد ساعات فقط من قصف نيف تعرضت له مباني وكليات الجامعة الإسلامية كبرى جامعة القطاع، مما أدى إلى تدمير مبنيين بشكل كلي وإحداث خراب واسع في ستة مباني أخرى كما قال رئيس الجامعة الدكتور كمالين شعث. وفي قصف إسرائيلي شرق مدينة غزة؛ استشهد ناشط من كتائب شهداء الأقصى، كما استشهد مواطنان خلال قصف لمنطقتي تل الزعتر وعزبة عبد ربه شمال قطاع غزة. كما استهدفت الطائرات ظهر اليوم موقع تدريب تابع لكتائب القسام في معسكر البريج وسط قطاع غزة ، دون وقوع إصابات. فيما قصفت طائرات الاحتلال منزلا مهجورا في حي الرمال وسط مدينة غزة بالقرب من وزارة الثقافة في الحكومة المقالة وبرج الشروق الذي يضم عدد مكاتب الفضائيات العربية والأجنبية ووسائل الإعلام. وفي قصف حربي تعرضت له سيارة في جباليا ومرفأ الصيادين في شمال القطاع، سقط شهيدان وعدد من الجرحى جميعهم من المدنيين. وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية قصفت صباح اليوم الاثنين مقر المنتدى غرب مدينة غزة بالصواريخ، وسقط ثلاثة شهداء على الأقل. وظهر اليوم، أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صاروخين على هدف في أحد مفترقات بلدة القرارة وسط قطاع غزة، و هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان . وفي صورة بشعة أخرى، أطلقت طائرات الاحتلال صاروخ صوب مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون أمام منزلهم في الشارع الغربي في منطقة بيت لاهيا وأسفر ذلك عن استشهاد احدهم وإصابة آخر. وأطلقت طائرات الاحتلال ظهرا أيضا صاروخا باتجاه بيارة أبو شرخ, وصاروخا آخر في بيارة حمدية وكلتاهما شمال القطاع. فيما استهدفت غارة سيارة قرب محطة الخزندار شمال القطاع حيث وقعت مجموعة من الإصابات. ويبدو من الصعب إحصاء عدد الغارات التي ينفذها الطيران الحربي الإسرائيلي بمعدل 14 غارة خلال نصف ساعة، في وقت تضرب الطائرات الإسرائيلية كل مكان في القطاع بعد أن تحولت غزة بأكملها إلى منطقة استهداف شاملة بما فيها من مقرات ومؤسسات ومباني ومليون ونصف المليون إنسان. مساعدات وفي ظل هذا التصاعد الخطير، أفادت مصادر فلسطينية مسئولة أن مساعدات طبية عاجلة تم نقلها من رام الله إلى غزة قبل ظهر اليوم بتنسيق من الصليب الأحمر الدولي مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت المصادر إن المساعدات الطبية شملت خمس سيارات إسعاف بتبرع من الهلال الأحمر القطري وثلاثة سيارات إسعاف من الهلال الأحمر السعودي، إلى جانب 200 وحدة دم تم جمعها في مقر الهلال الأحمر الفلسطيني برام الله. وتشمل الشحنة العاجلة أيضاً 50 طرداً يحمل مواد طبية وأدوية مقدمة من الصليب الأحمر الإسباني. وكان هذه الشحنة من المساعدات معدة للإرسال مسبقاً قبل بدء العدوان الإسرائيلي على غزة. وأوضحت المصادر أن هذه المساعدات العاجلة التي تأتي في ظل استمرار الهجمة العسكرية الواسعة ضد قطاع غزة، تم نقلها من معبر بيتونيا غربي رام الله باتجاه معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع. ورجحت المصادر المسئولة وصول سيارات الإسعاف وشحنات الأدوية إلى مستشفيات القطاع مع منتصف نهار يوم الإثنين.