دخلت انتفاضة الأقصى عامها السادس يوم الأربعاء 28 شتنبر 2005، وسط تصعيد صهيوني خطير في الأراضي الفلسطينية المحررة، وتضييق الخناق على الفلسطينيين. ففي وقت كثف فيه طيران الاحتلال غاراته الجوية على قطاع غزة فجر أمس، اقتحمت قواته مدينتي طولكرم وقلقيلية بالضفة الغربية. وشهد العام الخامس للانتفاضة تطورات متسارعة ومفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني بدءا بغياب/مقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وافته المنية في باريس يوم 11 نونبر الماضي إثر مرض ما زالت ظروفه وملابساته غامضة، وانتهاء بانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة يوم 12 شتنبر الحالي بعد احتلال دام 38 عاما. واندلعت انتفاضة الأقصى يوم 28 شتنبر عام ,2000 إثر زيارة استفزازية لزعيم حزب ليكود ورئيس لوزراء الحالي أرييل شارون للحرم القدسي، مما أدى لاندلاع أول اشتباكات في الانتفاضة التي خلفت منذ اندلاعها أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وألف قتيل صهيوني. وبالتزامن مع بدء الانتفاضة عاما جديدا، شنت الطائرات الحربية الصهيونية فجر أمس ثلاث غارات على أهداف داخل قطاع غزة، كما قصفت المدفعية عدة مواقع شمال وجنوب القطاع الذي غرقت معظم أنحائه في الظلام جراء القصف. وأطلقت المروحيات عدة صواريخ على مكاتب تابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس شرقي قطاع غزة، ومبنى تابع للأمن العام الفلسطيني في مدينة غزة. كما شن طيران الاحتلال، وما يزال، عدة غارات على عدة مدن فلسطينية. وفي تطور متزامن، اجتاحت قوات الاحتلال فجر أمس مناطق واسعة من مدينة طولكرم بالضفة الغربية، في إطار حملة دهم شاركت فيها أكثر من 15 آلية عسكرية استهدفت مقار لجمعيات خيرية تابعة لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي. كما اقتحمت قوة صهيونية أخرى مدينة قلقيلية، وباشرت تفتيش عدد من مقار جمعيات خيرية في المدينة. وعلى الجانب السياسي، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، لبحث تداعيات التدهور الذي تشهده الأراضي الفلسطينية والتصعيد الصهيوني الأخير، وقضية معبر رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة. واجتمع عباس الثلاثاء 27 شتنبر 2005 بمدير المخابرات المصرية عمر سليمان. من جانبها أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني مباشرة تنفيذ الاتفاق بين السلطة والفصائل الفلسطينية، بإنهاء جميع المظاهر المسلحة في القطاع اعتبارا من اليوم الخميس. وكان رئيس هيئة متابعة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية إبراهيم أبو النجا، أعلن إجماع كل الفصائل على وقف هجماتها ضد إسرائيل انطلاقا من غزة.