في خرقٍ جديد وفاضح للهدنة المعلنة من قبل الفصائل الفلسطينية توغّلت قوات الاحتلال الصهيوني صباح أمس الأحد جنوب مدينة رفح قرب الحدود المصرية الفلسطينية. وأفاد شهود عيان، أن جرافة عسكرية صهيونية ضخمة، ترافقها آليتان عسكريتان، انطلقت من أحد المواقع العسكرية على الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية ومصر، وتوغّلت لمسافة تقدّر ب 200 متر وباشرت بأعمال تجريف في منطقة بلوك j. وذكر الأهالي، أن عملية التجريف طالت أنقاض منزلٍ لأحد المواطنين في المنطقة كانت الجرافات العسكرية الصهيونية هدمته منذ يومين، كما تم تجريف وتسوية الأراضي المجاورة للمنزل. كما فتح جنود الاحتلال المتمركزين في المواقع العسكرية المحيطة بمستوطنة موراغ فجر أمس، نيران أسلحتهم الرشاشة عشوائياً صوب منازل المواطنين شمال محافظة رفح. وقد داهمت قوات الاحتلال الصهيوني عددا من المنازل في المدينة، حيث جرى تبادل لإطلاق النار بين مسلحين فلسطينيين والجنود الصهاينة. وقد ادعى الاحتلال أنه انسحب من المدينة مع ساعات الفجر. ووفق الاتفاق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي، من المفترض أن تكون مدينة قلقيلية إحدى المدن التي ستنسحب منها قوات الاحتلال خلال الأيام القليلة القادمة. من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية إن جنود الاحتلال هدموا في مخيم بلاطة منزل عائلة أمجد سليم عضو كتائب شهداء الأقصى الذي استشهد يوم 17 ماي الماضي. وعقد ضباط فلسطينيون وصهاينة أمس اجتماعا لبحث نقل السيطرة الأمنية من مدينتي قلقيلية وأريحا، رغم كون الأخيرة غير محتلة أصلا. ومن المقرر أن يلي هذين الانسحابين انسحاب مماثل من مدينتي رام الله وطولكرم الأسبوع المقبل، وفقا لاتفاق تم التوصل إليه الجمعة الماضي بين وزير شؤون الأمن الفلسطيني محمد دحلان ووزير دفاع العدو شاؤول موفاز. غير أن نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات شكك بجدية إسرائيل في تنفيذ ما اتفق عليه من استحقاقات، لا سيما الانسحاب من المدن الفلسطينية الأربع. وقللت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي من أهمية الموافقة الإسرائيلية على الانسحاب ووصفتاها بأنها خدعة وخطوة غير كافية، وطالبتا بانسحاب حقيقي وكامل من جميع الأراضي الفلسطينية. وكانت قوات الإرهاب الصهيوني أعادت احتلال سبع من المدن الفلسطينية الثماني في الضفة الغربية وهي: قلقيلية ورام الله وطولكرم وبيت لحم وجنين ونابلس والخليل، وذلك في حملات متتالية العام الماضي. ويأتي اتفاق الانسحابات الأخيرة بعد اتفاق سابق أعيدت بموجبه مدينة بيت لحم وشمال قطاع غزة إلى السلطة. ومن جهة ثانية أعلن وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث أن رئيس الوزراء محمود عباس سيزور دمشق الشهر المقبل. وأوضح شعث عقب محادثاته مع نظيره السوري فاروق الشرع أن القيادة الفلسطينية تريد تعميق التشاور والتنسيق مع كل من سوريا ولبنان بشأن مسار السلام في المنطقة. وقال الوزير الفلسطيني إن عباس سيلتقي خلال الزيارة المرتقبة مع الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد شعث على أن الظرف الموضوعي يقتضي التعاون بين السلطة الفلسطينية ولبنان وسوريا واستبعاد أي احتمال للتنافس على المسارات. وقال شعث للصحافيين بعد المحادثات مع الشرع إنه يأمل أن يبدأ عهد جديد من العلاقات السورية الفلسطينية لخدمة الصراع الفلسطيني والسوري واللبناني مع إسرائيل. وأضاف الوزير الفلسطيني أن محادثاته مع المسؤولين السوريين تناولت التركيز على أهمية التعاون والتنسيق بين دول المحور الثلاثي للدول التي ما تزال إسرائيل تحتل أجزاء من أراضيها، ويعني بها فلسطين وسوريا ولبنان. وكالات