اجتاحت قوات العدو الصهيوني مخيم رفح جنوب قطاع غزة أمس الثلاثاء للمرة الثانية في أقل من أسبوع، متجاهلة ردود الفعل الدولية المنددة بالجرائم التي ارتكبها العدو خلال اجتياح يوم الجمعة 1010.2003 وأفادت مصادر أمنية وشهود عيان فلسطينيون أن عشرات الدبابات الصهيونية بمساندة من مروحيات هجومية توغلت فجر الثلاثاء لمئات الأمتار في عمق أراضٍ خاضعة للسلطة الفلسطينية في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة. وأصيب 3 فلسطينيين في رفح، جراح أحدهم خطيرة، إثر توغل قوات العدو في حي السلام جنوب محافظة رفح بقطاع غزة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة الأنباء الفرنسية: إن 40 دبابة وآلية إسرائيلية على الأقل برفقة 4 جرافات عسكرية وبغطاء من المروحيات توغلت 500 متر في عمق أراضي المواطنين في منطقة السلام والبرازيل بمخيم رفح وسط إطلاق النار. وأكد مصدر أمني أن الجرافات العسكرية شرعت فورا بأعمال التجريف والتدمير في المنطقة، وقد تكون بدأت بتدمير منازل بحجة البحث عن أنفاق، وهي ذرائع واهية وأكاذيب. وأوضح شاهد عيان لشبكة إسلام أون لاين أن جنود العدواعتلوا أسطح بعض المنازل والبنايات العالية في المنطقة، ونصبوا رشاشاتهم الثقيلة فوقها، كما بدؤوا عمليات مداهمة. وتقول الأممالمتحدة: إن الاجتياح الإسرائيلي لرفح قبل 3 أيام قد أدى إلى تشريد 1500 فلسطيني من منازلهم. وقال مسؤول رفيع للمنظمة الدولية بعد زيارة المكان: إن آثار الدمار التي رآها تشير إلى أن ما يشبه زلزالا قويا قد ضرب المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية؛ حيث دمر الجيش الإسرائيلي 130 منزلا في المخيم. وقد نددت منظمة العفو الدولية بشدة بالعمليات العسكرية التي قامت بها عصابات جيش العدو منذ الجمعة الماضي في جنوبغزة، مذكرة بأن التدمير غير المبرر لمنازل المدنيين الفلسطينيين يشكل جريمة حرب. وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان في بيان: إن الممارسات المتكررة من قبل الجيش الصهيوني في تدمير عشوائي وغير مبرر لمنازل أو ممتلكات مدنية هي خرق فاضح لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وتشكل جريمة حرب. وأدانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح، ومن قبله العدوان على سورية، متسائلة أين اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وأين الجيوش العربية؟. ودعت الجماعة في بيان لها إلى توحيد الصف والكلمة، ومراجعة السياسات والمعاهدات، وحشد كافة الطاقات لمواجهة الهجمة الشرسة، التي تستهدف كافة أقطار وشعوب الأمة وهويتها ومقدساتها وثرواتها، ودورها الحضاري، كما دعت إلى إحكام الحصار والمقاطعة حول الدولة العبرية. وقالت الجماعة إن العدوان الصهيوني الوحشي على رفح، ومعسكر اللاجئين العزل فيها، على الحدود المصرية، والذي دمر البيوت، وأزهق الأرواح، كما دمر خطوط الكهرباء والماء، مع اعتقال الشباب والتنكيل بهم، يؤكد أن الصهاينة المحتلين سائرون في عدوانهم وإجرامهم، بهدف احتلال كل الأرض وتصفية شعبها الشقيق، أو دفعه قسرا إلى هجرتها. ومضت تقول يأتي هذا العدوان الذي زعم الصهاينة أنه لمنع تسريب السلاح عبر الحدود للمقاومة في أعقاب عدوان صهيوني فى عمق سورية، وقرب عاصمتها دمشق، ومع إعلان السفاح شارون أن عدوانه سيطول أي مكان على ساحة العرب، مما يؤكد أن العدوان الصهيوني لا يسعى فقط لابتلاع كل فلسطين، وإنما التوسع في ما حول فلسطين، حسب ما جاء في البيان.