ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة الاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي الفلسطينية خلال اليومين الماضيين إلى 34 شهدا، منهم 28 شهيدا في مخيم رفح، وأربعة شهداء في الضفة الغربية وعشرات المصابين، في وقت جدد فيه الاحتلال تأكيده على استمرار عملياته العسكرية في المخيم. فقد سقط 15 شهدا في قصف احتلالي بطائرات الأباتشي وقذائف المدفعية استهدف مسيرة فلسطينية في حي السلطان بمدينة رفح، فيما أصيب العشرات بجروح. وقالت الدكتور علي موسى، مدير مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة إن الوضع صعب للغاية حيث تمنع قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من مغادرة مدينة رفح ونقل الجرحى إلى مستشفى الشفاء في خانيونس. وأضاف في تصريحات لمراسل التجديد أن قوات الاحتلال ترتكب المجازر ونتتهك حرمات المساجد وتقتل الأبرياء دون راد من ضمير أو قانون. وأشار إلى أن ما يحدث في رفح يفوق قدرة أية مستشفى على استيعابهم، وأن العشرات من الجرحى بحاجة لعمليات عاجلة في ظل الإمكانيات المحدودة والبسيطة. من جهتهم قال شهود عيان إن أشلاء الشهداء شوهدت تتناثر إلى مسافات بعيدة في الشارع الرئيسي الذي كانت تسير فيه المظاهرة، موضحين أن جثث الشهداء والجرحى لوحظت غرقى في الدماء. وكان أربعة قد استشهدوا في مخيم رفح وثلاثة آخرين في الضفة الغربية في اعتداءات متفرقة لقوات الاحتلال، بينهم طفلان. وأفادت مصادر طبية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، أن الطفل صابر أبو لبدة (13 عاما)، استشهد عندما كان متوجها مع شقيقه إلى المدرسة التي طالبت قوات الاحتلال الشبان والرجال بالتجمع فيها. وفي ذات السياق أكد شهود عيان أن دبابات حربية وجرافات عسكرية إسرائيلية هدمت جدران منزل عائلة فلسطينية بعد حصارها بدبابتين وضربوا أعمدتها و هدمها مما أدى لإصابة واستشهاد من فيه. وأكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال جمعت المواطنين الرجال ممن هم فوق سن 16 عاما في إحدى مدارس مدينة رفح، بعد أن أمرتهم بالخروج من منازلهم والتجمع في المدرسة، فيما طالبت حملة السلاح بالاستسلام ورفع الرايات البيضاء مستخدمة مكبرات الصوت، كمالا هددوا بلغة عربية ركيكة باقتحام كافة منازل الحي للتفتيش عن الأسلحة وإنزال العقاب بمن يكتشف في منزله سلاح. وذكرت مديرية الأمن العام في قطاع غزة، أنه تم تدمير العديد من المنازل في حي تل السلطان، إلا أنه يصعب حصر المنازل المدمرة بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على المنطقة. من جهته وجه الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين نداء استغاثة لكل الاتحادات والنقابات الدولية وكل الشرفاء في العالم بنصرة ومساعدة أبناء شعبنا في مدينة رفح المنكوبة في وجه العدوان. وقال الاتحاد في ندائه إن العدوان على رفح يستهدف كل كائن حي في المدينة كما يستهدف البنية التحتية والمنازل حيث دمر حتى الآن ما يزيد على 250 منزلاً وشرد الآلاف من السكان في الشوارع ناهيك عن العدد الكبير من الشهداء والجرحى من المدنين العزل الذين سقطوا حتى هذه اللحظة دون رادع أو رقيب بل تضرب الاحتلال بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية ولم تصغ لنداء المستضعفين منتهكة لأبسط حقوق الإنسان. وقالت مصادر محلية في مدينة جنين إن مواطنا استشهد أثناء توغل قوات الاحتلال في قرية عنزة جنوبالمدينة دون أسباب تذكر، فيما استشهد مواطن آخر في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين ينتمي إلى كتائب شهداء الأقصى. وفي مدينة نابلس، استشهد مواطن آخر بنيران قوات الاحتلال التي اجتاحت مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين. وحسب شهود عيان فإن عددا من الدبابات الإسرائيلية توغلت في المخيم بحماية مروحيات عسكرية، وفرض عليه حظر التجول، فيما يسمع بين الحين والآخر تبادلا لإطلاق النيران بين قوات الاحتلال والمقاومة. ودعت القيادة الفلسطينية من جهتها جميع الجهات العربية والدولية لاتخاذ موقف حاسم وعاجل تجاه جريمة تدمير مدينة رفح ومخيمها وتل السلطان ومحاولة التهجير الإجباري. معتبرة ما يحدث بأنه ""جريمة حرب صريحة تمارسها حكومة إسرائيل بشكل معلن وسافر بما فيها قصف سيارات الإسعاف ومنع نقلها لجرحانا وقصف مسجد بلال بن رباح أثناء صلاة الفجر فيه والشهداء والجرحى فيه". وقالت القيادة في بيان صدر عنها عقب اجتماع طارئ عقدته في رام الله إن هذه الجرائم "تتطلب خطوات وإجراءات تتجاوز الإدانة الشكلية والمواقف الإستنكارية التي لا تؤثر شيئاً على سلوك وجرائم حكومة الإرهاب والقتل والتدمير في إسرائيل التي تضرب عرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ولم تلتزم بها ولم تنفذها". عوض الرجوب- التجديد- فلسطين