مرت سنتان من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية المباركة وكل المعطيات الميدانية والسياسية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ماضية حتى تحقيق التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية . ونسجل أن استمرار الانتفاضة طيلة السنتين الماضيتين أبلغ دليل على أن السياسة الحديدية التي جاء بها مجرم الحرب شارون لم ولن تزيد الصهاينة إلا خوفا وانهزاما، في الوقت الدي يزداد فيع الفليسطينيون وحدة وقوة وإيمانا بخط المقاومة كسبيل وحيد لانتزاع حريتهم من أعدائهم وتخليص أرضهم من رجس الصهاينة المغتصبين إنه طريق النصر والشهادة . شرارة الانتفاضة زار أرييل شارون ساحة الحرم الشريف التي تضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة يوم الخميس الموافق للثامن والعشرين من سبتمبر من عام 2000، وكان يحرسه ثلاثة آلاف جندي إسرائيلي مما أثار غضب الفلسطينيين. وتأتي زيارة شارون زعيم حزب الليكود المعارض آنذاك رغم تحذيرات فلسطينية وعربية وحتى صهيونية وغربية رسمية بأن القيام بمثل هذه الزيارة يسهم في خلق جو من التوتر وعدم الاستقرار. وفتح الجنود الصهاينة النيران على المتظاهرين الفلسطينيين الذين اعتبروا الزيارة إهانة للأماكن الإسلامية المقدسة مما أدى لإصابة عدد منهم. أحداث الانتفاضة في عام 2000 ** تجمع في يوم الجمعة 28 شتنبر آلاف الفلسطينيين المحتجين على هذه الزيارة في منطقة الحرم القدسي الشريف بعد صلاة الجمعة في رد منهم على هذا الاستفزاز المتعمد. واستخدمت قوات الأمن الإسرائيلية الذخيرة الحية والهري في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين مما أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين على الأقل وجرح العشرات. الأمر الذي أدى إلى خلق جو مشحون بالتوتر. لتندلع بعد ذلك أكثر المواجهات الفلسطينية الصهيونية دموية منذ توقيع عملية السلام في أوسلو عام 1993 وبشكل متتابع ومتسلسل، وانتشرت أعمال الاحتجاج والتظاهرات السلمية والمواجهات في الشوارع بين المدنيين الفلسطينيين وقوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين المسلحين الذين يهاجمون المدنيين العزل في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى التجمعات الفلسطينية داخل الكيان المحتل . ** جاءت مشاهد قتل الطفل الشهيد محمد الدرة البالغ من العمر 12 عاما في غزة لتروع العالم، بعد أن تمكن مصور تلفزيوني من التقاط صورة مؤلمة للطفل وهو يحاول الاحتماء بأبيه جمال الذي ظل يصرخ مناشدا الجنود الإسرائيليين بالتوقف عن إطلاق النار صوبهما. لكن وابلا من الرصاص أطلق عليهما أودى بحياة الدرة وأصاب والده بجروح خطيرة كما استشهد سائق سيارة إسعاف حاول الوصول إليهما لإسعافهما. من بين الشهداء الطفلة سارة عبد العظيم البالغة من العمر 18 شهرا. نهاية أكتوبر 2000 ** اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وهو الخامس منذ اندلاع انتفاضة الأقصى . عمت العالمين العربي والإسلامي مظاهرات غاضبة احتجاجا على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من عدوان عسكري إسرائيلي على الشعب الفلسطيني تهتف ضد السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل. وخرجت في القاهرة مظاهرات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من رجال الشرطة والمتظاهرين بجروح، كما جرت في دمشق وعمان وصنعاء احتجاجات مماثلة أسفرت في الأردن عن مقتل شخص واحد، وفي المغرب تخرج مسيرة المليون، كما وامتدت هذه المظاهرات إلى بعض العواصم الأوروبية لتدين العنف المفرط ضد الفلسطينيين. **في 21 أكتوبر تدين الجمعية العامة للأمم المتحدة إفراط إلكيان الصهيوني في استخدام العنف ضد المدنيين الفلسطينيين. *على ضوء نتائج القمة العربية قررت تونس والمغرب في 22 و23 أكتوبر قطع علاقاتهما مع الكيان المحتل وإغلاق مكتب المصالح الصهيونية في كل من البلدين، ومكتب المصالح الممثلة لهما في إالكيان الصهيوني ، بسبب التصاعد الدموي الخطير الذي نتج عن العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وزيادة عدد القتلى والمصابين من المدنيين الفلسطينيين العزل. وكانت تونس والرباط قد أقامتا علاقات دبلوماسية على مستوى مكاتب الاتصال في عام 1996. وكانت عمان قد أعلنت إغلاق مكتب مماثل للكيان الصهيوني في مسقط في 12 أكتوبر، إلى جانب إغلاق المكتب التجاري العماني في تل أبيب. ويوجد في قطر مكتب للتمثيل التجاري الصهيوني . أما الدول التي لها علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني فهي مصر التي بدأت علاقاتها بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد في عام 1979، والأردن منذ عام 1994 وموريتانيا منذ العام الماضي. ** انتهى العام باستشهاد ثابت ثابت القيادي البارز في حركة فتح وأمين سرها في طولكرم بعد تعرضه لإطلاق الرصاص أثناء خروجه من منزله متوجها إلى مكان عمله في وزارة الصحة بالمدينة، ويأتي اغتياله بعد ثلاث ساعات من مقتل أحد أكبر زعماء المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وهو بنيامين بن الحاخام المتطرف مائير كاهانا، مع زوجته وإصابة أبنائه في كمين نصب لهم. حيث تعرضت السيارة التي كانت تقلهم إلى مستوطنة تفوح، لإطلاق نار أعلنت منظمة "كتائب شهداء الأقصى" مسؤوليتها عن العملية. أحداث الانتفاضة في عام 2001 يناير ** شهدت الساعات الأولى من العام الجديد مصادمات مسلحة بين الفلسطينيين والجنود الصهاينة، وتصاعدت حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية وأخذت عمليات المقاومة الفلسطينية طورا جديدا بعد أربعة أشهر من الانتفاضة، بتنفيذ عمليات فدائية داخل العمق الصهيوني ، ** توجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى واشنطن لبحث مقترحات السلام الأميركية بين الفلسطينيين والصهاينة مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون، وعرفت المقترحات الأميركية بمقترحات بيل كلينتون ** انسحب الوفد الصهيوني المشارك في منتجع طابا المصري من المفاوضات مع الفلسطينيين احتجاجا على مقتل اثنين من الصهاينة عثر على جثتيهما في مدينة طولكرم الفلسطينية. وكانت المحادثات بين المفاوضين الصهاينة والفلسطينيين قد دخلت يومها الثالث وبمشاركة كبار المسؤولين. ** عقدت المحادثات فيما ينشغل الكيان الصهيوني في سباق رئاسة الحكومة، ويبدأ زعيم حزب الليكود اليميني المعارض أرييل شارون حملته الانتخابية بإطلاق تعهدات بتحقيق سلام مشروط مع الفلسطينيين، لكن بعد قمع الانتفاضة الفلسطينية الحالية. فبراير ** الطفل الفلسطيني محمد موسى يلقى نظرة الوداع على جثمان والده الشهيد منير أبو موسى عضو حركة الجهاد الإسلامي في غزة الذي قضى برصاص القوات الإسرائيلية قرب مستوطة كفار داروم ** لعل الحدث الأبرز هو انتخاب شارون رئيسا للحكومة الصهيونية وبفارق كبير عن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، ويدعو لحكومة وحدة وطنية يقبل حزب العمل المشاركة فيها. ** تعرض مكتب أمين سر منظمة التحرير محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية لوابل من الرصاص أطلقته قوات الاحتلال ، وقال أبو مازن إن الهجوم متعمد وإن ثلاث طلقات اخترقت نوافذ المكتب بعد مغادرته له بوقت قصير. ** تحكم محكمة عسكرية في الخليل بإعدام ضابط في قوات الأمن الفلسطيني لاتهامه بالتجسس للكيان الصهيوني في سابقة هي الأولى من نوعها، والتي تأتي في إطار محاربة العمالة بعد تصاعد تأثيرها خاصة في عمليات اغتيال ناشطي المقاومة. مارس أصدرت لجنة تحقيق ميتشل تقريرها، وتتهم فيه الكيان الصهيوني بالإفراط في استخدام القوة ضد الانتفاضة الفلسطينية وطالبته برفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية. ** أحيا الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض وعمت الأراضي الفلسطينية مظاهرات احتجاج وصدامات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح. لتصل حصيلة شهداء الانتفاضة بعد خمسة أشهر على اندلاعها إلى نحو 450 فلسطينيا. ** فلسطيني فجر نفسه في مدينة نتانيا الساحلية أسفر عن مقتل أربعة صهاينة وإصابة أكثر من 50 آخرين، في عملية فدائية تبنتها حركة حماس. ** شنت قوات الاحتلال غارات جوية على أهداف فلسطينية في مدينة غزةورام الله استشهد فيها فلسطينيان وجرح أكثر من 60 أخرين، واستهدف القصف مقر للقيادة الفلسطينية. ** يختتم القادة العرب قمتهم في عمان التي أكدوا فيها تأييدهم للفلسطينيين وتقديم دعم مادي للسلطة الفلسطينية، وأكد البيان تمسك القادة العرب بضرورة توفير الحماية للفلسطينيين في وجه الممارسات الإسرائيلية. وحذر من عواقب تنصل إسرائيل من مرجعيات عملية السلام. أبريل ** اختطفت قوات الاحتلال خمسة من أعضاء القوة 17 المسؤولة عن حراسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إضافة إلى ناشط فلسطيني سادس. ومن بين المختطفين قائد البحرية الفلسطينية في الضفة الغربية العقيد عصام البليدي. ** أبدى الكيان الصهيوني قلقا بالغا من قذائف الهاون الفلسطينية التي تسقط على المستوطنات الصهيونية في قطاع غزة واعتبرتها بمثابة "إعلان حرب". ودعا الزعيم الروحي لحزب شاس الديني المتشدد الحاخام عوفاديا يوسف إلى "إبادة العرب بالصواريخ.. وإبادة هؤلاء الأشرار والملعونين". ** استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة ضباط أمن في انفجار عبوة ناسفة أكد مصدر أمني فلسطيني أن قوات الاحتلال فجرتها عن بعد في رفح. ** في واشنطن بعث نحو 300 من أعضاء الكونغرس الأميركي رسالة للرئيس جورج بوش يطلبون منه فيها إغلاق مكتب منظمة التحرير، ووقف المساعدات للسلطة الفلسطينية. مايو وفاة الزعيم الفلسطيني فيصل الحسيني عن عمر ناهز ال 61 عاما أثناء زيارة للكويت واستشهدت طفلة رضيعة في الشهر الرابع من عمرها بعد أن قصفت دبابات الاحتلال خان يونس جنوبي قطاع غزة وقد أصيبت والدتها بجروح. وقد قتلت الطفلة إيمان حجو إثر إصابتها بشظايا قذائف صاروخية. كما استشهد خمسة رجال شرطة فلسطينيين في الضفة الغربية غدرا برصاص جنود إسرائيليين قرب رام الله. وفي ما يلي أهم الأحداث: يونيو أبرز أحداث هذه الشهر هو قرار الولاياتالمتحدة الحضور بقوة في الأوضاع في الأرض المحتلة في محاولة لاحتواء الموقف من التطور. وفي ما يلي أبرز الأحداث: يوليوز اتخذت الحكومة الصهيونية إجراءات أمنية جديدة ضد الفلسطينيين، وحشدت قواتها المزيد من التعزيزات العسكرية في الضفة الغربية في أكبر تحرك لجيش الاحتلال منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية قبل عشرة أشهر. وسجل هذا الشهر مزيدا من عمليات الاغتيال في صفوف المقاومة الفلسطينية، وتوغلت قوات الاحتلال في أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية، كما اتخذت خطوات استفزازية تمثلت في هدم المنازل في رفح والقدس الشرقية فضلا عن توسيع المستوطنات. غشت ** بدأ الكيان الصهيوني في هذا الشهر تنفيذ اغتيالات لقيادات فلسطينية كبيرة، كما واصل استخدام المقاتلات F16. ** أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن العملية الفدائية التي وقعت في مطعم للبيتزا بالقدس الغربية وأسفرت عن مقتل 18 إسرائيليا وإصابة حوالي 90 بجروح. ** قتل ثلاثة جنود صهاينة وأصيب سبعة آخرون في هجوم نوعي نفذه ثلاثة مقاتلين فلسطينيين على موقع لجيش الاحتلال قرب مستوطنة غوش قطيف جنوبي قطاع غزة. واستشهد اثنان من منفذي الهجوم الذي أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عنه. شتنبر استطاعت الانتفاضة أن تطور نفسها بعد عام من انطلاقها لتأخذ نسبة الخسائر بالأرواح في صفوف الفلسطينيين والصهاينة طابعا متساويا في الأشهر الأخيرة. وتصعد قوات الاحتلال من اعتداءاتها العسكرية حيث تفرض حصارا مشددا ولعدة أيام على مدن فلسطينية وتقوم بعزلها واقتحامها أكثر من مرة. أحداث 2002 ** أكد خبير قانون دولي أن محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة رام الله ومنعه من التنقل يعدان من أبلغ صور مخالفة الحكومة اللصهيونية لمبادئ القانون الدولي، مشيرا إلى أنه ليس من حق هدا الكيان أن يحاصر عرفات، ومؤكدا أنه ينتهك القانون ويضرب به عرض الحائط. ** هددت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعمليات عسكرية في العمق الصهيوني إذا لم ترفع حكومته الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. * الشرطة الفلسطينية قامت باعتقال أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "أحمد سعدات". ** المؤتمر القومي الإسلامي يدعو لمقاطعة البضائع الأميركية و يدين مواقف واشنطن الازدواجية كما دعا البيان الصادر عنه الحكومات العربية لتفعيل احكام المقاطعة العربية للشركات التي تتعامل مع +اسرائيل؛ وكذلك دعوة الجماهير العربية لمقاطعة البضائع الاميركية. ** أقدمت سلطات الاحتلال الصهيوني على ارتكاب جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم البشعة التي ارتكبتها خلال أكثر من نصف قرن بحق أبناء شعب فلسطين، حيث قامت الطائرات ال "F16" الأمريكية الصنع بقصف بناية سكنية في حي الدرج بمدينة غزة الباسلة في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين 22 يوليوز 2002. مما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المواطنين غالبيتهم من النساء والأطفال. وفي مقدمتهم الشيخ المجاهد صلاح مصطفى شحادةقائد كتائب عز الدين القساموزوجته الأخت المجاهدة/ ليلى خميس يوسف صفيرة. وابنتهما إيمان. ومساعده الأخ المجاهد/ زاهر صالح أبو حسين "نصار" إن هذه الجريمة تؤكد من جديد على أن الكيان الصهيوني ماضٍ في سياسته الإرهابية، منسجماً بذلك مع طبيعته الإجرامية وسجله التاريخي الأسود. * غشت/شتنبر استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني وتصعيد العنف الصهيوني، قابله عودة العمليات الاستشهادية بقوة. وردا على ذلك قام الجيش الصهيوني بتشديد الحصار مرة ثالثة على رئيس السلطة الفسطينية ياسر عرفات. إعداد عبد الرحمن الخالدي