ارتفع عدد شهداء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة إلى حوالي 210 شهداء فيما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 700 بينهم العشرات في حال الخطر الشديد، جراء الغارات التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ ساعات صباح يوم السبت 27-12-2008 على مواقع ومباني حكومية ومدنية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وفي أحدث قصف، استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب أربعة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف حي الزيتون شرق مدينة غزة، وبلدة جباليا شمال القطاع. وبُثت لقطات تلفزيونية لعشرات الشهداء والجرحى يرتدي بعضهم بزات شرطية وعسكرية وملابس مدنية ممزقين وممدين في الشوارع وأروقة المستشفيات وتحت أنقاض المباني التي تم قصفها. وقال رجال إسعاف إنهم قاموا بنقل عشرات الشهداء والجرحى من أماكن طالها القصف الإسرائيلي وإن هناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض. وبين الشهداء مدير الشرطة في قطاع غزة اللواء توفيق جبر، والمقدم إسماعيل الجعبري مدير جهاز الأمن والحماية، والرائد محمود العمصي مسؤول مكافحة المخدرات، ومحافظ وسط القطاع أبو أحمد عاشور. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ: يوجد عشرات الشهداء تحت أنقاض المقرات والمنازل التي تعرضت للقصف الإسرائيلي . وأشار حسنين إلى وجود نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف الأولي وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة، مناشداً الدول العربية واتحادات الأطباء بإرسال الأدوية بشكل عاجل للقطاع المحاصر. وأضاف أن غالبية الجرحى بحالة خطرة ولا يمكن نقلهم إلى أي دولة عربية إلا بعد استقرار وضعهم، مناشداً إرسال مروحيات خشية على حياتهم. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي في وقت لاحق على أهداف في مناطق متفرقة في قطاع غزة. وأوردت مواقع إلكترونية إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي أغار على ثلاثين موقعاً أمنياً تابع للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 60 طائرة في سلاح الجو شاركت في قصف قطاع غزة، متوعداً بالمزيد من الدمار والقصف لغزة خلال الأيام القادمة. فيما وصف تلفاز الاحتلال (موجة القصف) بأنها ضربة افتتاحية وبداية لمعركة طويلة تم الإعداد لها مسبقاً وأطلق عليها اسم (صهر الحديد) . وأضاف أن الضربات كانت مبنية على المعلومات الإستخبارية التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خلال الفترة الماضية وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر عبرية مقتل إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين إثر سقوط صاروخ قسام على بلدة نتيفوت الإسرائيلية. ويأتي هذا القصف بعد سلسلة تهديدات أطلقها قادة الدولة العبرية بضرب فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر. وشوهد المئات من طلبة المدارس يهرعون في شوارع القطاع التي استهدفتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية بعشرين غارة على الأقل، وبدت علامات التوتر والخوف جلية على ملاح مئات الفلسطينيين الذين أخلوا منازلهم وتدفقوا إلى أماكن القصف. وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء مدينة غزة المكتظ بالسكان، فيما هرعت عشرات سيارات الإسعاف والأطقم الطبية إلى أماكن القصف. ويعيش 1.5 مليون فلسطيني ظروفاً مأساوية منذ انتهاء اتفاق تهدئة استمر لستة أشهر بين الفصائل الفلسطينية و(إسرائيل) قبل أسبوع. وحمل المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو في مؤتمر صحفي الحكومة الإسرائيلي مسؤولية المجزرة الإسرائيلية، مشدداً على أن هناك بعض الأطراف الإقليمية ليست بريئة من دماء شعبنا. وطالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس ذراعها العسكري كتائب القسام بالرد على المجزرة الإسرائيلي بكل ما تمتلك من قوة. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن المقاومة الفلسطينية ستنقل المعركة إلى كل شارع في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1948. وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات لها: إنها أطلقت عشرات الصواريخ بينها عدداً من صواريخ جراد روسية الصنع على البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس توسيعها لـ بقعة الزيت وقامت بإطلاق أول صاروخ يصل إلى مدينة كريات جات الإسرائيلية. (تبعد 20 كيلومتر عن حدود قطاع غزة الشمالية). وقالت مصر إنها فتحت معبر رفح الحدودي لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الذي سقطوا إثر الغارات الإسرائيلي. وهذا المعبر أغلق في وجه الفلسطينيين منذ ثمانية عشر شهراً. واندلعت مواجهات بين مئات الفلسطينيين في مدينة رام الله والقدس المحتلة وجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد العدوان على قطاع غزة. وقال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة غداً الأحد أو يوم الاثنين لاتخاذ موقف موحد تجاه العدوان على قطاع غزة. وهذا العدوان هو الأكثر شراسة التي تشنه الدولة العبرية على قطاع غزة منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في حزيران يونيو 2006.