استشهد أكثر من 140 فلسطيني وأصيب مئات آخرون بجروح إثر سلسلة غارات شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية السبت 27-12-2008، على مواقع ومباني حكومية ومدنية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وبُثت لقطات تلفزيونية لعشرات الشهداء والجرحى يرتدي بعضهم بزات شرطية وعسكرية وملابس مدنية ممزقين وممدين في الشوارع وتحت أنقاض المباني التي تم قصفها. وقال رجال إسعاف إنهم قاموا بنقل عشرات الشهداء والجرحى من أماكن طالها القصف الإسرائيلي وإن هناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض. وبين الشهداء مدير الشرطة في قطاع غزة اللواء توفيق جبر. وأوردت مواقع إلكترونية إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي أغار على ثلاثين موقعاً أمنياً تابع للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن كافة أنواع الطائرات في سلاح الجو شاركت في قصف قطاع غزة. ويأتي هذا القصف بعد سلسلة تهديدات أطلقها قادة الدولة العبرية بضرب فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور معاوية حسنين إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد حوالي120 فلسطينياً وإصابة المئات بجراح. وشوهد المئات من طلبة المدارس يهرعون في شوارع القطاع التي استهدفتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية بعشرين غارة على الأقل، وبدت علامات التوتر والخوف جلية على ملاح مئات الفلسطينيين الذين أخلوا منازلهم وتدفقوا إلى أماكن القصف. وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء مدينة غزة المكتظ بالسكان، فيما هرعت عشرات سيارات الإسعاف والأطقم الطبية إلى أماكن القصف. وأعلن مجمع ناصر الحكومي في مدينة خان يونس جنوب القطاع أن 15 شهيداً وعشرات الجرحى وصلوا إلى المشفى. كما أعلن عن استشهاد 10 فلسطينيين في مدينة رفح التي استهدفها الطيران الحربي الإسرائيلي بعشرة غارات. ويعيش 1.5 مليون فلسطيني ظروفاً مأساوية منذ انتهاء اتفاق تهدئة استمر لستة أشهر بين الفصائل الفلسطينية و(إسرائيل) قبل أسبوع. وطالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس ذراعها العسكري كتائب القسام بالرد على المجزرة الإسرائيلي بكل ما تمتلك من قوة. واعتبرت حماس أن هذه الغارات الإسرائيلية المتتالية على القطاع مجزرة جماعية، وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم إن المقاومة الفلسطينية ستنقل المعركة إلى كل شارع في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1948. وقالت كتائب القسام في بيان: إنها أطلقت عدداً من صواريخ جراد روسية الصنع على البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة. واعتبر الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة أن ما يجري عملية مخطط لها منذ أمد طويل هدفها إسكات المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها حتى يصبح ممكنا للاحتلال أن يلعب داخل القطاع كما يفعل في الضفة . وهذا العدوان هو الأكثر شراسة التي تشنه الدولة العبرية على قطاع غزة منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في حزيران يونيو 2006.