في الصورة طفل فلسطيني يبكي خلال تشييع أحد الشهداء في خان يونس جنوب قطاع غزة أمس (ابراهيم أبو مصطفى – رويترز) "القسام" تقتحم مبنى تحصن فيه جنود إسرائيليون شمال القطاع وتجهز عليهم بالكامل يومٌ جديد، غارات مكثفة، والكثير من الموت. هي حال اليوم الرابع عشر للحرب على غزّة. تسجّل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر جديدة وتضيفها إلى سجلها الدموي. بلغ مجموع الشهداء نحو 804 شهيداً، فيما أعلنت المقاومة قتل ثمانية جنود إسرائيليين. شهد فجر أمس وليل أول من أمس، غارات إسرائيلية مكثفة استمرت حتى بعد صدور قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار في غزة. وارتفعت حصيلة شهداء الحرب إلى 804 شهيداً، وأكثر من 3300 جريح، بينهم 500 في حال الخطر. في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية تحقيق نجاحات في الميدان على صعيد التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة براً في أطراف الأحياء السكنية في مدنية غزة، وشمال القطاع، إلى جانب استمرار إطلاق الصواريخ المحلية الصنع، وصواريخ "غراد" روسية الصنع، على مدن وبلدات إسرائيلية. وأعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس"، أنها قصفت للمرة الأولى قاعدة "تل نوف" الجوية العسكرية، وهي أكبر قاعدة إسرائيلية في وسط فلسطينالمحتلة عام 48، وتبعد نحو 45 كيلومتراً عن غزة. كما صدت فصائل المقاومة محاولة توغل لقوات الاحتلال في بلدة القرارة، شمال شرقي مدينة خان يونس، جنوب القطاع، وأجبرتها على الانسحاب، مخلّفة وراءها دماراً كبيراً شمل نحو 50 منزلاً ومسجداً في البلدة. ودارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، وشرق مخيم جباليا للاجئين، وفي بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، حالت دون تمكّن قوات الاحتلال من التقدم عن أماكنها المرابطة فيها منذ بدء العملية البرية ليل السبت الماضي. وقالت "كتائب القسام" أنه" بعون الله وتوفيقه وقوته وفي عملية خاطفة ونوعية، تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام في الساعة 16:20 من اقتحام منزل يحتله الجنود الصهاينة في حي "السلاطين" في بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، حيث اقتحمت قوة خاصة من كتائب القسام المبنى أثناء تواجد عدد من الجنود الصهاينة". وأضاف البلاغ "وقد أجهز المجاهدون على القوة بشكل كامل والتي لا تقل عن ثمانية جنود صهاينة"،وأوضح المتحدث باسم "القسام" أن العملية تمت الساعة الرابعة وعشرين دقيقة ظهر اليوم (الجمعة)بالتوقيت المحلي عندما اقتحمت وحدة خاصة من الكتائب بيتا بحي السلاطين غرب بيت لاهيا كان جنود صهاينة قد احتلوه بوقت سابق."
وكشف أبو عبيدة المتحدث الإعلامي باسم "كتائب القسام" في اتصال هاتفي مع "الجزيرة" أن مقاومي "الكتائب" بدؤوا بإطلاق قذائف "آر بي جي" على المنزل، واقتحموه بسرعة وأجهزوا على ثمانية جنود كانوا بداخله قبل الانسحاب حيث أصيب أحد المقاومين. ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي أي تعليق على حادثة مقتل ثمانية من جنوده ، لكنه أعلن عن سقوط عشرين صاروخاً فلسطينياً على الأقل على جنوب إسرائيل، إلا أن المقاومة أكدت أنها أطلقت ثلاثين صاروخاً على أهداف إسرائيلية. وفي سياق المجازر الإسرائيلية وعدم التزامها حتى بهدنة الثلاث ساعات، استشهد المواطن محمد مبارك صالح (60 عاماً) وزوجته حليمة صالح، وأصيب أحد أبنائهما في غارة جوية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية في منطقة مفتوحة مجاورة لمنزلهم في شمال القطاع. وشنت طائرة حربية إسرائيلية من طراز "إف 16"، غارة جوية استهدفت منزل عائلة سعد في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد فاطمة سعيد سعد (42 عاماً)، وسمية سعد (25 عاماً)، وإصابة الطفل عطا جميل سعد (12 عاماً) بجروح بالغة. وفي جريمة أخرى مروّعة، شنت طائرة حربية من طراز "إف 16" غارة جوية، استهدفت منزل المواطن أبو النور صالحة المكوّن من عدة طبقات في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، ما أدى إلى انهياره بالكامل فوق رؤوس ساكنيه. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية استهدفت منازل سكنية، بينها منزل نائب المدير العام للشرطة في حكومة "حماس"، أبو عبيدة الجراح، في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، ومنزل قائد الأمن والحماية في مدينة رفح، جنوب القطاع، ومنازل تعود لقادة في "كتائب القسام". كما دمرت غارات جوية أخرى مركز شرطة حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، ومسجد الرباط، ومكتباً تابعاً لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة خان يونس، جنوب القطاع. شاهد الطواقم الطبية بغزة تعثر على جثث متحللة وحالات مروعة Partager Partager