أمين احرشيون أثار الشيخ الفقيه عمر العراقي جدلًا واسعًا في الأوساط الإسلامية بإسبانيا بعد مطالبته بالشفافية في إدارة الجمعيات الدينية التي تشرف على المساجد. وجاءت هذه الدعوة في سياق تساؤلات مشروعة حول كيفية إدارة أموال التبرعات والمساعدات التي تتلقاها المساجد، خاصة خلال شهر رمضان، حيث تزداد المساهمات المالية بشكل كبير. الجدل حول إدارة المساجد لطالما لعبت الجاليات المسلمة، وخاصة المغربية، دورًا بارزًا في إنشاء المساجد والحفاظ على الهوية الإسلامية في مجتمع غير إسلامي، مع التأكيد على قيم التعايش والاندماج. ومع ذلك، فإن مسألة إدارة الموارد المالية للمساجد تظل موضوعًا حساسًا، حيث يُثار تساؤل مهم حول مدى التزام الجمعيات الإسلامية بالشفافية في التصرف بهذه الأموال. حق المسلمين في الشفافية ما طالب به الشيخ عمر العراقي ليس إلا حقًا مشروعًا لكل مسلم يرتاد المساجد ويدعمها بتبرعاته. فالدين الإسلامي يحث على العدل والمحاسبة، ويؤكد أن الساكت عن الحق شيطان أخرس. ومن هذا المنطلق، فإن مناقشة كيفية إدارة الأموال المخصصة للمساجد والتأكد من أنها تُنفق في مواضعها الصحيحة هو أمر مشروع ولا يجب أن يقابل بالرفض أو التهجم. مداخيل كبيرة واحتياجات غير ملباة تشير التقارير إلى أن الجمعيات الإسلامية في إسبانيا تتلقى مداخيل كبيرة من التبرعات، خاصة خلال خطب الجمعة وشهر رمضان، حيث يزداد النشاط الخيري. ومع ذلك، لا تزال العديد من المساجد تعاني من نقص في الموارد اللازمة لتغطية تكاليف الصيانة ورواتب العاملين فيها، مما يثير تساؤلات حول أوجه إنفاق هذه الأموال. استغلال سياسي للمساجد إلى جانب القضايا المالية، هناك مساجد أصبحت أدوات تخدم أجندات سياسية، حيث تتبع بعض الجمعيات الإسلامية توجهات أحزاب دينية تدّعي أنها تمثل الإسلام الحقيقي، لكنها في الواقع تستخدم الدين كغطاء لتحقيق مصالح سياسية. هذا الأمر يشكل خطرًا على استقلالية المساجد، حيث تتحول من دورها الأساسي كبيوت للعبادة إلى منصات للترويج لأجندات سياسية معينة. اتهامات بالتحزب والتلاعب بالدين تشير بعض المصادر إلى أن بعض الجمعيات التي تدير المساجد تتلقى دعمًا ماليًا من جهات خارجية أو تعمل تحت مظلة أحزاب دينية، مما يؤدي إلى استغلال المنابر والمساجد لخدمة أهداف سياسية بدلاً من التركيز على خدمة المصلين وتعزيز دور المسجد كمركز روحي واجتماعي للجالية المسلمة. هذا الاستغلال يؤدي إلى انقسامات بين المسلمين أنفسهم ويضعف الدور الحقيقي للمساجد في المجتمع. دعوة إلى الإصلاح والمحاسبة إن دعوة الشيخ عمر العراقي إلى الشفافية ليست تهجمًا على أحد، بل هي نداء للإصلاح وتصحيح المسار، لضمان أن تكون المساجد نموذجًا للعدل والإنصاف، بعيدًا عن أي استغلال سياسي أو مالي. وينبغي أن تكون هذه الدعوة فرصة للجمعيات الإسلامية لإعادة النظر في أساليب إدارتها، واعتماد معايير واضحة تضمن الشفافية والمحاسبة، بما يخدم مصلحة المسلمين في إسبانيا.