دعت جمعية نيو ماروك إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية غدا السبت بباريس تضامنا مع أفراد الجالية المغربية ضحايا الاعتداءات العنصرية بكورسيكا، كان آخرها محاولة الاغتيال التي نجا منها الإمام محمد الأطرش ليلة 26 27 نونبر المنصرم. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن الجمعية قولها إنها تريد من خلال هذه المظاهرة «الإعراب عن تضامنها الكلي مع مواطنينا ضحايا اللاتسامح والسلوك الإنساني المتهور». وذكرت الوكالة أن الجمعية أعربت عن «ذهولها وغضبها» إزاء الاعتداء الذي استهدف أخيرا الإمام المغربي محمد الأطرش بسارتين (جنوب جزيرة كورسيكا)، واصفة إياه بالعمل الجبان، كما جدد موقعو البلاغ التزامهم ب»الدفاع عن قيم الاحترام والتسامح والتضامن والحوار بين الشعوب». ومن جانب ثان كشفت مصادر إعلامية أن ثلث الاعتداءات العنصرية التي شهدتها فرنسا خلال النصف الأول من السنة الجارية كان مسرحها جزيرة كورسيكا بالجنوب، وذكر موقع قنطرة الإلكتوروني أن الحكومة الفرنسية أحصت 30 عملية اعتداء حدثت فوق أرض الجزيرة إبان الأشهر الستة الأولى من سنة ,2004 وهوما يمثل يضيف المصدر نفسه ثلث مجمل الاعتداءات العنصرية في فرنسا. وأفاد الموقع ذاته أن المغاربة المقيمين بهذه الجزيرة، والذين يمثلون غالبية المهاجرين من بلدان شمال إفريقيا بكورسيكا يجدون أنفسهم عرضة للاعتداءات العنصرية. وأكد المصدر المذكور أن العديد من العائلات المغربية، التي يعمل معظم أفرادها في قطاعات البناء والفلاحة والسياحة، نزحت إلى جنوبفرنسا تحت ضغط موجة الاعتداءات هذه، مشيرا إلى أن عدد المغاربيين القادمين إلى نيم بالجنوب الفرنسي تكثف في الفترة الأخيرة. ورأى الموقع المذكور، نقلا عن مجلة طاز البرلينية نهاية الشهر الماضي، أن الاعتداءات بالعنف على المهاجرين المغاربة ليست كلها ذات دوافع عنصرية، بل في بعض الأحيان يتعلق الأمر بمكائد مدبرة من طرف المافيا، أو بما سموه بالحسد الاجتماعي. ولفت المصدرالانتباه إلى أن التقاليد العنفوية خاصية كورسيكية، إذ كل أنواع الخلافات تسوى بالمتفجرات، سواء أكانت شخصية أو سياسية. وتعود موجة الاعتداءات العنصرية ضد المهاجرين المغاربيين إلى عقد الثمانينات، إذ قتل حسب موقع القنطرة عشرة مغاربة بدوافع عنصرية في ظرف خمس سنوات. وكانت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية، قد أدانت في بلاغ لها حادثة محاولة اغتيال الإمام المغربي، داعية المغاربة بالجزيرة الفرنسية إلى التعقل ومواصلة الحوار البناء والصداقة، التي جمعتهم دائما مع السكان المحليين. كما طالب المجلس الوطني للمغاربة بفرنسا من جهته بضرورة التطبيق الصارم لقوانين فرنسا لوضع حد لمعاناة الجالية المغاربية بكورسيكا، ارتكب بها أربعون اعتداءا عنصريا منذ مطلع السنة الجارية. وسبق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن دعا، إثر حادثة محاولة اغتيال الإمام من أصل مغربي، إلى توفير حماية عن قرب لأماكن العبادة الخاصة بالمسلمين بكورسيكا، هذا في وقت قال فيه وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دوفليبان، إنه لن يكون ثمة تسامح تجاه الأعمال العنصرية، سواء في كورسيكا أو في مكان آخر. محمد أفزاز