تتواصل ردود الفعل المنددة والمحذرة من انعكاسات وأبعاد تصاعد مد العنف والكراهية تجاه الأجانب، سيما العرب والمسلمين، في جزيرة كورسيكا، والتي كانت آخرها محاولة اغتيال إمام مسجد من أصل مغربي (محمد الأطرش) ليلة الجمعة السبت على يد مجهولين، وهكذا أدانت الوزراة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، في بلاغ أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء أول أمس الاثنين، الاعتداء العنصري، داعية المغاربة بالجزيرة الفرنسية إلى «التعقل ومواصلة الحوار البناء والصداقة التي جمعتهم دائما مع السكان المحليين». وشددت الوزارة على أن هذا «الفعل المعادي معزول لا يعبر بتاًتاً عن شعور السكان المحليين الكورسيكيين تجاه الجالية المغربية القاطنة بالجزيرة»، معربة عن «ثقتها في التدابير التي اتخذتها السلطات الفرنسية لضمان سلامة أماكن العبادة والأشخاص». من جهة أخرى، ناشد المجلس الوطني للمغاربة بفرنسا «التطبيق الصارم لقوانين فرنسا لوضع حد لمعاناة الجالية المغاربية بكورسيكا، والتي تأتي على رأس المناطق الفرنسية، من حيث تسجيل حوادث الاعتداء العنصري تجاه الأجانب، إذ ارتكب منذ مطلع السنة الجارية نحو أربعين اعتداءا عنصريا في الجزيرة، واستجوبت الشرطة، خلال الأسبوعين الأخيرين 21 شخصا من ضمنهم بالخصوص شبان تتراوح أعمارهم بين 17 و20 سنة. وقد عرض 14 منهم على أنظار قاضي مكافحة الإرهاب بباريس جيلبير تيل للاشتباه في انتمائهم إلى مجموعة عنصرية سرية تنشط في كورسيكا. ولاحظت الهيأة التمثيلية أن الإجراءات المعتمدة إلى الآن «لم تمنع أقلية من مواصلة تهديدها، والقيام بتصرفات تمييزية تصل إلى حد ابتزاز وقذف من ينحدرون من أصول مغاربية». كما أدان المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا، يوم الأحد المنصرم، محاولة الاغتيال التي تعرض لها الإمام المغربي، معبراً عن تضامنه المطلق معه ومعتبراً أن الاعتداء يوضح خطورة العنف والأعمال العنصرية ضد الفرنسيين من أصل مغاربي والمغاربيين بجزيرة كورسيكا. ولتطويق المد العنصري، أعلن والي أمن كورسيكا، بيير روني ليماس، يوم أول أمس (الاثنين) بأنه ستتخذ تدابير عاجلة لحماية أكثر لأماكن العبادة بالنسبة إلى المسلمين، وتعهد المسؤول الفرنسي في ختام اجتماع مع ممثلي الديانات بمدينة أجاكسيو بتحديد والكشف بدقة عن الكيفية التي ستعزز بها الحماية حول هذه الأماكن، مع تركها مفتوحة في وجه المترددين عليها. محمد بنكاسم / و.م.ع