أثارت آخر جريمة عنصرية بجزيرة كورسيكا، ارتكبت في حق إمام مسجد من أصل مغربي، ردود فعل قوية داخل فرنسا، محذرة من مغبة تنامي المد العنصري ضد الأجانب في الجزيرة، سيما القادمين من دول المغرب العربي، وداعية إلى محاربة الفعل والفكر العنصري بقوة، وجاءت هذه الردود عقب محاولة مجهولين ليلة الجمعة السبت الماضيين اغتيال إمام مسجد من أصل مغربي (53 سنة) ببلدة سترتين جنوب كورسيكا، وقد نجا من المحاولة الإجرامية بقدرة الله. وهكذا دعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يوم السبت إلى توفير حماية عن قرب لأماكن العبادة الخاصة بالمسلمين بكورسيكا، وقال نائب رئيس المجلس والأمين العام لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، فؤاد علوي: «نطالب بحماية قرب عاجلة لأماكن العبادة الخاصة بالمسلمين بكورسيكا<، مشدداً على أن الأوضاع أصبحت مقلقة جداً. ومن جهة أخرى قال وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دوفليبان إنه لن يكون ثمة تسامح تجاه الأعمال العنصرية، سواء في كورسيكا أو في مكان آخر، كما استنكر الجريمة كل من حاكم كورسيكا وعمدة مدينة باسيتا ومدينة أجاكسيو والعاصمة الفرنسية، ودعا أعضاء من حزب الأمة الكورسيكي إلى الانخراط في «معركة وطنية ضد صعود المد العنصري في الجزيرة الفرنسية منذ مدة، والفكر الإيديولوجي الذي يغذيه<. وأوضح النائب العام بمدينة أجاكسيو (إحدى مدن كورسيكا) أن مجهولين، كانوا يستقلون سيارة، حاولوا اغتيال محمد الأطرش في ساعة مبكرة من صباح السبت (الثانية والنصف)، بإطلاقهم عليه أعيرة نارية من عيار 9 ميلمترا على باب منزله، الذي يستعمل في الآن نفسه مسجداً، وذلك بعد أن وجهوا إليه وابلاً من الشتائم ذات الطابع العنصري، وقد تجنب الإمام الرصاص بالتصاقه بحائط المنزل، وقد رسم المهاجمون قبل فرارهم صليباً معقوفاً على باب المنزل، وكتبوا عبارة أيها العرب ارحلوا، وكان باب المنزل نفسه قد تعرض قبل سنة لحادث إحراق، فتح إثرها تحقيق في الموضوع بدون أن يتوصل إلى نتيجة أو الجاني. وفتحت مصالح الدرك الفرنسي تحقيقاً في الحادث الأخير، إذ هرع إلى مكان الحادثة فريق من معهد البحث في الإجرام التابعة للدرك الفرنسي بعد زوال السبت للمشاركة في التحريات الجارية حول الحدث العنصري، ويضم خبراء في الأسلحة، وفي الشرطة العلمية والتقنية، كما يشارك في التحريات عناصر من مكتب مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة القضائية التابعة للدرك. محمد بنكاسم