استهدف اعتداء عنيف، استخدمت فيه مواد متفجرة، محل جزارة في ملكية أسرة مغربية بجنوب جزيرة كورسيكا ليلة أمس (الإثنين)، لم يسفر لحسن الحظ عن وقوع ضحايا. وأفادت مصادر إعلام دولية، نقلا عن معلومات استقتها عن قوات الدرك بجنوب كورسيكا، أن الاعتداء، الذي وقع قبيل منتصف الليل تحديدا بمدينة بورتو بيتشيو، تم عبر وضع شحنة من المتفجرات متوسطة القوة على باب محل الجزارة، مما أدى إلى تدمير واجهة المحل بالكامل، دون أن تنتج عن الحادث إصابة أحد. وقالت المصادر إن المعتدين لم يتركوا خلفهم أي دليل يكشف هويتهم بمكان الحادث، مشيرة إلى أن فرضية وجود دوافع عنصرية حركت المعتدين لارتكاب الحادث تبقى راجحة جدا. وتنامت خلال الأيام الأخيرة الماضية وتيرة الاعتداءات العنصرية بكورسيكا بشكل ملفت ضد الجالية المغربية ومصالحها بهذه الجزيرة الفرنسية. إذ سبق مباشرة الهجوم المذكور على محل الجزارة حادث شبيه تمثل في قيام مجهولين بسرقة العلم المغربي للقنصلية المغربية في كورسيكا وحرقه في ساعة متأخرة من يوم الجمعة الماضي. وذكرت مواقع إعلام على الأنترنت، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية، أن هذه القنصلية قد استهدفت قبل ذلك من خلال بعض الأعمال العنصرية كمحاولات حرقها. وأعرب نائب عمدة المدينة، وفق المصادر نفسها، عن صدمته بعد هذا الحادث، واصفا إياه بالعمل الإجرامي. واتصلت التجديد بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، على اعتبار أنها المؤسسة الراعية لشؤون الجالية المغربية بالمهجر، لكنها لم تستطع التوصل إلى حدود ظهيرة يوم أمس بأي معلومات في حوادث الاعتداءات العنصرية ضد المغاربة في كورسيكا، خاصة منها الاعتداء الأخير على محل الجزارة المغربي بهذه الجزيرة. يشار إلى أن موقع إسلام أون لاين قام أخيرا باستطلاع في موضوع تنامي حدة العنصرية ضد العرب في جزيرة كورسيكا، وقال إن موجة العنصرية ضد العرب اشتدت في جزيرة كورسيكا الفرنسية، حتى إن بعض العائلات العربية تنوي الرحيل، بعدما انتشرت على الجدران بالشوارع عبارات أيها العرب اخرجوا، وتحيا العنصرية ضد العرب، بحسب تقرير لصحيفة فرنسية. وحسب دراسة، من المرتقب أن يقوم المعهد القومي الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية بنشرها قريبا، يضيف الموقع المذكور، فإن جزيرة كورسيكا وإقليم لايل دو فرنس يضمّان أكبر نسبة من المهاجرين في فرنسا، حيث يقدر عددهم ب26 ألف مهاجر، أي بنسبة 10% من السكان، نصفهم من أصول مغربية. وفي علاقة بموضوع شؤون الجالية المغربية بالخارج، نظمت أول أمس الأحد ببلدة إيل إيخيدو (جنوب شرق إسبانيا) مسيرة سلمية للمطالبة بإقرار ظروف أفضل للتعايش بين مختلف الجاليات المقيمة في هذه المنطقة. وأفاد المنظمون، وفق ما جاءت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن حوالي 300 شخص شاركوا في هذه المسيرة، وذلك تنديدا بالاعتداءات التي كانت قد استهدفت مهاجرين بالبلدة، خاصة منهم المغاربة. وكانت منطقة إيل إيخيدو الأندلسية هاته قد شهدت في فبراير من عام 2000 أحداث عنف مأساوية قادتها مجموعات متعصبة تعادي الأجانب ضد مواطنين مغاربة، خلفت جرحى وخسائر فادحة في الممتلكات. يونس البضيوي